محمد البهنساوي يكتب: وزير السياحة في البرلمان.. ويستمر الانتظار!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

تابعت مثل الكثيرين تصريحات وزير السياحة والاثار أحمد عيسى قبل أيام بمجلس النواب في مواجهة ٧٣ اداة رقابية مارسها النواب تجاه الوزير بحثا عن إجابة لسؤال مهم " السياحة رايحة علي فين ؟ " ، واعتقد انه ان الاوان للاجابة علي هذا السؤال بعد تلك الفترة التي أمضاها الجميع - ونحن منهم - صامتين مانحين الوقت للوزير عيسي منذ توليه المنصب حتى " يذاكر " الملفات جيدا في واحدة من أهم الأنشطة الاقتصادية بمصر ، خاصة وان الرجل قادم من خارج القطاع.


وأعتقد أن فترة حوالي ٤ اشهر مرت علي التغيير الوزاري كافية للدراسة والفحص والتمحيص ، خاصة وأن الوزير جاء وهناك مجهود كبير مبذول في إعداد الاستراتيجية الوطنية للسياحة ، ومشاكل كثيرة تم حلها وقرارات حكومية عديدة داعمة للقطاع صدرت واستعداد حكومي غير مسبوق بتعليمات رئاسية  لحل مشاكل السياحة لدرجة أن رئيس الوزراء قالها صراحة لمستثمري السياحة " كل طلباتكم مجابة حتى لو عايزين لبن العصفور " ، إذن فهناك أساس قوي وراسخ لنهوض السياحة وبقي أن يقيم عليه الوزير صرحا سياحيا وليس مجرد بناء قوي , وقد بذل الوزير جهدا في هذا الإتجاه من خلال العديد من اللقاءات مع مختلف أطياف السياحة , ولقاءات مع خبراء وممثلين للشركات الدولية , ويحاول الوزير جاهدا لملمة كافة جوانب هذا الملف والذي بالفعل لازال يضم عقبات ومطبات صعبة منذ سنوات طويلة 

لكن ورغم ذلك، أعتقد أنه أن الأوان ليتعرف الجميع على اتجاهات الوزير وفكره في ادارة هذا الملف المهم في وقت غاية الحساسية تحتاج فيه مصر لكل دولار والسياحة المصدر الاول و الاهم لكل العملات وليس الدولار فقط ، وانتظرنا بشغف حضور الوزير احمد عيسي الأخير لجلسة مجلس النواب متوقعين أن يعرض خطته الشاملة لاستمرار النهوض بصناعة السياحة المصرية بحثا عن مكانتها المستحقة على خريطة السياحة الدولية , وهو هدف مشروع في ظل حالة من الاهتمام الغير مسبوق بالسياحة كما قلنا وعلي اعلي مستوي وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه ، لكن لم يحدث ما انتظرناه ولم تكن هناك الخطة المنتظرة وجاء الكلام معظمه عموميا مكررا ومعروفا منذ سنوات.


بالطبع لا نحكم هنا مطلقا على إدارة الوزير للملف , بل نتمني جميع أن يحقق نجاحا كبيرا يصب في مصلحة اقتصادنا القومي , لكن فقط وحتى بعد اسئلة النواب واجابات الوزير عليها أجد لدي الكثير من الأسئلة المشروعة حول إجابات وتصريحات الوزير للنواب ، ونبدأها بتأكيد الوزير أن هناك ٢٧٢ مليون سائح في ١٢ دولة أكدوا رغبتهم وجاهزيتهم للسياحة في مصر ، كيف تسنى لنا هذا التحديد ؟ فهل هناك بحث تم إجراؤه على هذا العدد المهول من السياح ومن لديه القدرة للقيام بهذا الاستطلاع ؟ خاصة وأن استطلاعات الراي و الأبحاث تتوصل الى نسب مئوية تقريبية ولا يمكنها التحديد العددي ، ثم إذا كان هذا العدد صحيح وهذا حال السياحة الوافدة لمصر فلابد من محاسبة لكثيرين بالقطاع من مسؤوليه السابقين والحاليين حول هذا التناقض ، والاهم ان الوزير لم يشرح كيف نلبي رغبة تلك الملايين بزيارة مصر ؟!


وايضا لم نفهم كيف سنضاعف طاقة الطيران ثلاثة أضعاف كما قال الوزير ، وهل يقصد الطيران العارض ام المنتظم وهل سيشمل الطيران الداخلي والخارجي على حد سواء ، ندرك تماما مدى التعاون القائم بين وزارتي السياحة والطيران منذ فترة لكن لازالت هناك رغم هذا التعاون مشاكل شائكة أمام عمل الطيران والسياحة ، وكنا ننتظر أن يحدد الوزير كيفية حل تلك المشاكل حتى نقتنع بإمكانية مضاعفة الطاقة الناقلة.


ومن أهم ما تحدث عنه الوزير وبصراحة تستحق الاحترام تأكيده أن السائح لا يتلقى تجربة جيدة بمصر تليق بمنتجها وإمكانياتها السياحية الفريدة ، وقال سريعا أن هناك ٩ مسارات تم تحديدها لحل تلك المشكلة ، وكم كنت اتمني ان يسأل السادة النواب وزير السياحة والآثار ما هي تلك المسارات وكيف سينهي تلك المشكلة المزمنة ، اويسألًوه ماذا أعدت الوزارة والقطاع لمواجهة المشاكل المستمرة التي تعيق النمو السياحي من تحرش وسوء معاملة وسوء استغلال ، وهل سيكتفي في القضية الشائكة للتوعية السياحية بما يتم حاليا من جهد متواضع لا يرقى مطلقا لحجم المشكلة.


أما حديث الوزير عن أن هناك ٥ آلاف غرفة فقط تعمل بالفنادق العائمة من حجمها البالغ ١٥ ألف غرفة كانت انتظر ان يدفع هذا الكلام السادة النواب للسؤال عن حجم المشاكل التي تواجه الفنادق العائمة والسياحة النيلية احد اهم واجمل واروع منتجاتنا السياحية ، وها نحن نوجه هذا السؤال للوزير منتظرين الاجابة.


اما الاكثر اهمية في كلام الوزير على الاطلاق ويستحق وقفة قوية وتساؤلات عديدة سوف تكون موضوع مقالنا المقبل ، حديثه عن الاستثمار السياحي الفندقي ومضاعفة الطاقة الفندقية الحالية ، وبصراحة هذا الأمر وما تم عرضه الوزير بالجلسة كان يستحق استفسارات كثيرة جدا من السادة النواب لأن قضية الاستثمار والطاقة الفندقية أهم القضايا والتحديات السياحية علي الاطلاق.


سيادة الوزير أحمد عيسى نحترم حرصك على الصمت الإعلامي الفترة الماضية مستوعبين سعيك للفهم الهادئ للملف المهم ، بل كلنا داعمين لك وسعداء بنبرتك المتفائلة للغاية ، لكننا نود أن نطمئن وتشاركنا أسس هذا التفاؤل حتى تطمئن قلوبنا على مستقبل القطاع الاقتصادي الأهم في مصر ، ولو لم تجد أسباب قوية لمشاركة الإعلام خططك ورؤيتك  فهل هو الموقف نفسه من نواب الشعب ؟