العائد من الموت يتحدث لـ أخبار الحوادث

يوميات مدمن داخل مصحـة لعلاج الإدمان

بسام خلال حواره مع محرر أخبار الحوادث
بسام خلال حواره مع محرر أخبار الحوادث

مصطفى منير

  مكالمة هاتفية..كان المتصل هو ابن خالة الشاب بسام.. ومتلقي الاتصال والد بسام.. مضمون المكالمة هي بمثابة استغاثة؛ «تعالى الحق بسام.. انا تعبت معاه وهو بيشرب مخدرات ومش عارف اسيطر عليه»، هلع أصاب الأب ترك كل ما في يده وعمله متجهًا لمدينة الإسكندرية، لرؤية ابنه وإنقاذه من الضياع أو البديل هو الموت، أكثر من 180 دقيقة مرت على الأب من وقت المكالمة للوصول إلى فلذة كبده، ليرى ابنه فى حالة صعبة، كاد أن يفقد السيطرة على نفسه، ولكن في دقائق معدودة نجح الاب خلالها في أن يتمالك اعصابه وقرر أخذ ابنه معه للبيت والتفكير السريع لحل الكارثة التى وقعوا فيها.. لم يكن من حل وقتها سوى البحث عن مصحة لعلاج الإدمان لإيداع «بسام» فيها ليبدأ طريق التعافى، لكنه لم يعلم أن هناك حكاية مرعبة سوف تبدأ سيعيش أحداثها ابنه المدمن والأسرة بأكملها، وستكون نهاية «بسام» إن لم يتم إنقاذه لا من الإدمان فقط وإنما وهذا هو الأهم من الموت داخل المصحة؛ ليتدخل القدر ويعود من الموت ليسرد لنا يوميات العذاب داخل مصحة التعافي.

نشرت أخبار الحوادث فى العدد رقم 1591 بتاريخ 22 سبتمبر من العام الحالي موضوعًا، حول أب يتحدث عن مأساة عاشها ومازال يعيش أحداثها وتوابعها، وقتها وجدناه شاردًا يجلس بجوار جسد ابنه داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى المبرة بمصر القديمة، لا يملك سوى الدعاء له، ومحاولة جلد الذات وعتاب بسيط لابنه على افعال الماضي، يذكره بطفولته والأيام السعيدة التى جمعتهم سويًا، ضحكات وحوارات كانت تجمعهم، يتمنى لو يستطيع إعادة السنوات وتغيير الواقع لكن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، لا يريد سوى رؤية ابنه كما كان يقف أمامه ويتحدث معه، يجلد نفسه بعدم معرفة أن ابنه الوحيد دخل نفق طويل ومرير اسمه الإدمان، وقتها جلس مع ابنه ليتحدث معه وقرر الاثنان الهروب من تعاطي الكيف وعلاج الابن الذي كان لديه الارادة على أن يقلع من دوامة الادمان، لكنهم وجدوا أنفسهم يسقطون فى فخ تجار التعافى الذين لا يعرفون الرحمة ليعيش داخل سلخانة أو كما يسمونها مصحة علاج إدمان.. العذاب والاهانة والخوف على كل شكل ولون.

تابعنا معه خطوة بخطوة فبعد ايام طويلة خرج من غرفة العناية لغرفة عادية يتلقى خلالها العلاج، ولكن لم تمر سوى 48 ساعة، وكانت الانتكاسة، ليعود مرة أخرى للعناية المركزة بسبب تدهور حالته الصحية، وفى تلك اللحظات كانت الأم تجلس على باب غرفة العناية المركزة منهارة تبكي ليل نهار، حالة من الرعب تتخيل سيناريوهات بشعة تزيد من مرارتها وبكائها.

لتمر الأيام وتعود حالة الابن للاستقرار، بعدها يخرج الابن من المستشفى بعد ان أكد الأطباء أن علاجه لا يستلزم تواجده فى المستشفى، فقط يستطيع أن يأخذ دواءه داخل البيت بعد الاصابات التى تعرض لها، فأصبح ذراعه الايمن لا يتحرك بشكل طبيعى، وقدمه اليسرى كذلك، ويلزم ان علاج طبيعى لمحاولة إعادتهم كما كانوا.

مع بسام

انتقلت أخبار الحوادث لمسكنه لـ نتحدث مع «بسام» العائد من الموت، ويسرد لنا يوميات العذاب داخل مصحة الموت.

بـ ابتسامة باهتة يغلبها القهر، استقبلنا «بسام» داخل الشقة التى يعيش فيها مع أسرته الصغيرة، بدأ الحديث معنا قائلاً: الحكاية بدأت داخل فرح شعبى منذ 5 سنوات تقريبًا، وقتها كنت ابن الـ 17 عاما من العمر، جلسنا وبعد دقائق ظهرت المخدرات وتحديدًا «الحشيش»، فوجئت بأحد اصدقائي يجهز السجائر الملفوفة ويوزعها علينا بزعم التحية والواجب، وكأي شاب فى هذه المواقف رفضت فى البداية، ولكن بعد إلحاح اصدقاء السوء ضعفت وقررت التجربة، من هنا بدأت حكاية الإدمان، أصبحت ألتقي بأصدقاء السوء، لندخن السجائر الملفوفة بالحشيش فى نهاية كل اسبوع ليتطور الحال وأصبحت يومين فى الأسبوع حتى وصل الأمر مرتين فى اليوم الواحد، أصبحت لا استطيع العيش بدون المخدر.

كانت الكارثة فى الإسكندرية عندما بدأت فى تعاطي المخدرات هناك ولكن وقتها لم أكن أشعر بما يحدث لي، وكأنها كانت النهاية، لم أملك سوى إغلاق عيني، اتذكر حياتى بتفاصيل اللحظات التى عشتها وكأنها شريطا يمر أمام عينى، شعرت اننى بين الحياة والموت وعلمت بعد ذلك أن ابن خالتى اتصل بوالدى.

هنا يتدخل الأب «محمد» فى الحديث قائلاً: اخبرنى ابن خالته أن «بسام» تعبان ولا يريد الحديث مع أحد وفشلت كل محاولاتى فى الحديث معه أو تغير ما هو عليه، وقتها لم أتحمل الانتظار انطلقت سريعًا للإسكندرية، وخصوصًا أن ابنى كان يمر بأزمة نفسية صعبة منذ عام فى نفس التوقيت تقريباً، بسبب مواقف مع اصدقائه شعر وقتها أنه لا يبادلونه الشعور وأن مواقفه المليئة بالجدعنة ترد بعكسها تمامًا .

وصلت لابنى وبدأت الحديث معه عن سبب أزمته، وما يشعر به رفض الحديث معى فى البداية و لكن بعد دقائق بدأ يخبرنى عما بداخله واخبرنى انه يتعاطي المخدرات ويريد التوقف عنها، وبالفعل أخبرته فوراً أننا لابد من ترك الإسكندرية والعودة للقاهرة، ودخول مستشفى للعلاج.. لم يمانع بل وافق على الفور، وبدأنا تحضيرات العودة وبالفعل لم تمر سوى ساعات معدودة ووصلنا لمنزلنا فى شبرا الخيمة، جلست بجواره وبدأنا الحديث.

هنا يلتقط «بسام» خيط الحديث من والده ويقول: أتذكر جيداً ما حدث، لم استطع تمالك نفسي واستمريت فى البكاء، كنت أشعر بالندم الشديد لما وصلت له، أتذكر الجملة التى قلتها له «ليه يا بابا اكون جدع مع ناس والخيانة تكون الرد»، وعندما تحدثنا حول الدخول لمصحة إدمان لم اتردد بل كنت على استعداد تام لفعل اي شيء من أجل العودة للحياة الى حياتي الطبيعية.

يعود الأب للحديث مرة أخرى ويقول: وقتها أيقنت أن ابنى يمر بأزمة نفسية والأزمة ليست فى الادمان فقط كما تصورت، لم أستطع الوصول إلى حلها بمفردي، ولكنى فوجئت بزميل لي فى المستشفى يخبرنى بأنه يعرف مصحة نفسية لعلاج الإدمان، لكنها خاصة وهذا افضل ليتم رعاية بسام، وقتها لم أتردد للحظة اتفقت معه على الذهاب برفقة بسام وإيداعه هناك ليتم علاجه، ذهبت للمنزل أخبرته عما دار بينى وصديقى، وافق سريعا، طلبت من والدته أعداد حقيبة ملابسه وفوجئت بأنه يساعدها، انطلقنا سويًا وذهبنا لمستشفى «ا» لعلاج الادمان الموجودة بالخانكة، قابلنا وقتها صديقى على باب المستشفى.

يوميات الموت

يتذكر الأب ما حدث معه فتنهمر الدموع من عينيه ويقول بصوت مبحوح: «انا اللى عملت فيه كده»، ويعود للصمت لدقائق.

يتابع «بسام» قائلاً: وصلنا للمستشفى ووقفنا على بابها قليلاً وتحدثنا وقال والدي لي «لو حاسس انك محتاج تروح دلوقتى ونرجع بعدين مفيش مشكلة»، ولكننى رفضت وكنت على استعداد تام للعلاج مهما كان صعبا، باختصار «انا عايز اتعالج وابدأ حياتى من جديد»، ظهر لنا شخص ويدعى الشيخ «محمد.ا» استقبلنا بهدوء وكلام منمق، كما أخبرنى وقتها أن العلاج سيبدأ من لحظة دخوله الغرفة، ولا داعي للقلق، وعندما سألته عن مواعيد الزيارات أكد أن أول زيارة ستكون بعد 10 أيام، وقتها قلت لوالدي «هستناك متتأخرش» انطلقت معهم بعد وداع والدي ولكن وقتها شعرت بالخوف وقبضة فى قلبي ولكن تغلبت سريعًا على الأمر.

دخلت إلى المصحة وفوجئت بهم يتحولون بعد أن أصبحت وحيدًا، فوجئت بالتعدي عليا بالضرب دون سبب واقاموا حفلة تعذيب لي تحت مسمى حفلة الاستقبال، ألقونى داخل غرفة وقالوا لي لا تخرج منها ابدًا، وبالنسبة للطعام، فكنت اكل ما يتبقى من طعامهم، لا يوجد لي وجبة ولا أي شيء، مرت الساعات الأولى وفوجئت بهم يطلبون منى الخروج من الغرفة، واندهشت مما يريدون، فكانوا يضعون عصا على الأرض ويطلبون منى السير عليها، وإن سقطت سيعاقبوننى، رفضت فى البداية ولكن بعد الاهانة التى تعرضت لها اصابني الخوف لا انكر ذلك، فبدأت فى التنفيذ وعندما اختل توازنى فوجئت بأنهم يتعدون عليا بالضرب المبرح فى كل مكان بجسدى.

كما قلت الطعام عبارة عن ما يتبقى من وجباتهم، هنا سألت احدهم عن الافطار والعشاء.. فوجئت به يضحك ويقول هي وجبة واحدة فقط ولا يوجد إفطار أوعشاء، ليصمت قليلاً وتتساقط الدموع من عينيه دونما القدرة على السيطرة عليها، ويقول ثالث ايام تواجدى شعرت بالجوع الشديد ليلاً، خرجت من الغرفة دون استئذان للبحث عن أي طعام اتناوله، اتجهت نحو الثلاجة، ووقتها شاهدت ثلاث غرف فى نهاية المصحة لم أكن أعلم عنها شيئا، ولكنهم كما يقال “vip” ، اكتشفوا خروجى من الغرفة انهالوا علي بالضرب وربطونى بسلاسل حديد في السرير داخل الغرفة، تركونى لعدة أيام لا يسمحون لي سوى بعدة لقيمات بسيطة، وشرب الماء 5 مرات فقط، وأصبحت لا ابرح السرير نهائيًا ولا حتى أستطيع الذهاب للحمام، تركونى «اتبول على نفسي كالاطفال الصغار» عشت اياما مرعبة ولحظات قاسية، لا استطيع أن انساها مهما حدث، مرت الايام شبه بعضها كلها اهانة وذل وعذاب.

هنا تحدث الأب ويقول: تركت ابنى لهذا الشيخ كما يلقبونه داخل المصحة، ولكنى لم أدرك أن ما سيشهده ابنى سيكون عذابا بكل ما تحمله الكلمة من معان، مرت الـ 10 أيام وكأنها عاما، لا أستطيع التحدث معه هاتفيًا او أسمع صوته للاطمئنان عليه، ولا أستطيع رؤيته والتواجد بجانبه لمساندته .

بعد مرور الأيام العشرة أحضرت والدته الطعام الذي يحبه، وأخذته معي وذهبت مسرعًا لمصحة العلاج، لكنى فوجئت بالشيخ يرفض الزيارة ويقول لي «هو تعبان شوية» يومين وهكلمك تأتي للزيارة، ولكنى رفضت بشدة وأصريت على رؤية ابنى والجلوس معه حتى لو لدقيقة واحدة، وبالفعل تركوني داخل مكتب الشيخ وجاء ابنى.. هنا انهار الأب فى البكاء، نعم الدموع غلبته وتساقطت امامنا، ويتابع الحديث وهو يبكى قائلاً: «لقيت شابين شايلين ابنى من كتفه، وقدمه لا تستطيع حمل جسمه، حتى أجلسوه أمامى على كرسي»، يصمت الأب قليلاً ويتابع حديثة قائلاً: لم اتخيل ان أشاهد ابنى فى تلك الحالة، بمجرد أن جلس لاحظت علامات غريبه على قدمه، اقتربت منه ووضعت يدي على ظهره وأنا اسأله عن حاله، فوجئت به يقول «شيل ايدك يا بابا مش قادر»، حاولت التحدث معه ولكن كان هناك شخص يقف خلفى ارى نظرة الخوف فى ابنى كلما ينظر تجاه هذا الشخص الضخم، لم اتمالك اعصابي وقتها وانفجرت قائلاً؛ «انتو عملتوا ايه فى الواد» هنا تدخل الشيخ «محمد» وقال لي انا قولتلك تعالي شوفه بعد كام يوم، هو لسه بيتعالج، وقتها قلت له «كان زمانه بقى جثة»، وقررت وقتها ان اخذه معي خارج المستشفى، رفضوا فى البداية، ولكن بعد الحديث معهم، اكدت لهم اننى سأكشف عليه لنداوي الجروح وسيعود لكم اليوم، وافقوا ولكن أن يخرج معنا الشيخ.

خرجنا بالفعل وذهبنا لمستشفى قريب وبعد الكشف عليه فوجئت بالطبيب منفجرًا يقول «ازاى حالته وصلت لكده.. ده لازم يدخل رعاية مركزه دلوقتى» وقتها اتصلت بأحد زملائي ليخبر حالة ابنى للطبيب بمستشفى المبرة، في هذه اللحظة فوجئت باختفاء الشيخ، تركونى بابنى وهو بين الحياة والموت، حملته سريعًا وانتقلنا لمستشفى المبره بمصر القديمة، وبالكشف عليه فى الطوارئ اكتشفنا الكارثة بعد الفحوصات، فابنى دخل المستشفى وهو يعانى من «صعوبة فى التنفس، اصفرار عام في الجسم، وجفاف شديد، ارتفاع فى وظائف الكلى، وخلل فى وظائف الكبد، ايضا ارتفاع دلالات الالتهاب، وارتفاع نسبة الصفرا في الدم، انسكاب بلورى بالناحية اليسري للرئة وكسر بالضلع الايمن بالاضافة إلي جروح ظاهرة و كدمات متفرقة بالجسد ووجود سجحات متعددة فى الظهر والذراع الايمن والساقين، وجرح أعلى الحاجب الايمن4سم.

لم استطع تمالك أعصابي بعد سماع ما حدث لابنى، وقتها قررت عمل محضر رسمي بمركز شرطة الخانكة يحمل رقم 7549 اداري بتاريخ 5 /9/ 2022، حتى لا يضيع حق ابنى وحتى لا يحدث مع أحد الشباب كما حدث مع ابنى، فكيف يدخل ابنى وهو يعانى من الادمان للتعافى ويخرج شبه جثة بين الحياة و الموت.

العودة للحياة

يعود الأب «محمد» للصمت ويلتقط انفاسه بصعوبة وهو يحاول السيطرة على دموعه من السقوط، لحظات طويلة مرت وهو شارد النظر وكأنه يجلس وحيداً، يبتسم ابتسامة هادئة ويتابع الحديث قائلاً: «بسام مش ابنى بس.. ده صاحبي كمان» فى معظم الأوقات يجلس معي ونتحدث فى كل الأمور، فهو الولد الوحيد على شقيقتين الكبري متزوجة والصغيرة مازالت تستكمل دراستها، فمنذ سنوات حصل على دبلوم زراعة، وتخرج وقرر وقتها الاكتفاء بالتعليم، والعمل وبدأ بالفعل العمل فى عدة محلات، حتى فوجئت به يتحدث معى انه يريد شراء سيارة ويعمل عليها سائق، لم اتردد لحظة لمساعدته وخصوصاً اننى لاحظت انه يحاول الاعتماد على نفسه، حصلت على قرض من البنك، واشتريت له سيارة بالتقسيط بعد دفع المقدم الخاص بها، وبالفعل بدأ العمل عليها وكان يسدد الاقساط فى مواعيدها، لم أشعر انه عبء عليا كما يفعل ابناء كثيرون يصبحون حملا على آبائهم بعد التخرج، ولكن منذ شهر تعرض لحادثة تصادم وظلت السيارة لدي الصيانة، ومنذ ذلك الوقت وجلوسه فى المنزل دون عمل بدأت الافكار تطارده، وبدأت نفسيته تسوء يومًا تلو الآخر، حتى جاء الاتصال وحدثت ما حدث بعدها.

يعود الأب فجأة فى الحديث ويقول؛ كيف يحدث هذا داخل مصحة، لم أكن أعلم انها غير مرخصة، فهي بدت امامي مستشفى ولكنى اكتشفت بعد ذلك أنها غير تابعة لوزارة الصحة، استمرت القضية فى المحكمة، وقضت المحكمة بالسجن عام على احد المتورطين فى تعذيب ابنى وإدارة مصحة بدون ترخيص، كما تم الحكم بالسجن عامين على مدير المستشفى ومدير التغذية الهاربان وتم لهما اصدار قرار ضبط واحضار.

انتهت القصة ولكن لم تنته المأساة بعد.. والسؤال هل سيتم ايقاف تلك المهزلة، أم ستستمر مصحات الموت «علاج الادمان سابقًا» فى خطف المال من أسر الضحايا وتخطف معها شبابنا دون علاجهم.

أقرأ أيضأ : مديرة المنصة الوطنية لعلاج الإدمان: نقدم خدماتنا بالمجان للمرضى