أخر الأخبار

مناخ مصر لم يعد «دافئ ممطر شتاء»

مناخ مصر
مناخ مصر

آية فؤاد 

مع تغير الفصول تسود حالة من القلق بين المواطنين نتيجة تغير الطقس والظواهر المناخية الغريبة التي تشهدها مصر في السنوات الأخيرة، ويتابعون في جدية بيانات الهيئة العامة للأرصاد الجوية التي تعتمد على أحدث الأجهزة ورادارات الطقس للخروج ببيانات دقيقة والإنذار المبكر لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة الطقس وما يترتب على التغيرات المناخية، فما هي توقعات الهيئة لفصل الشتاء؟ وكيف تغير وصف جو مصر؟ وما هو دور الهيئة في قمة المناخ، وأسباب التغيرات المناخية؟
 

محمود شاهين، مدير عام الإدارة العامة للتنبؤات والإنذار المبكر بمخاطر الطقس، يقول: هناك تغيرات مناخية ملحوظة خلال السنوات الأخيرة على مستوى العالم، وأصبح لدى المواطنين إدراك بتغير المناخ، والظواهر الجوية المتغيرة عن تلك التي اعتادوها من قبل، خاصة أن لديهم مناسبات مرتبطة بفصول السنة، فشاهدنا مؤخراً سقوط الأمطار الثلجية على مناطق مختلفة بالقاهرة، كما وصلت لمدينة أسوان رغم أنها من أكثر المدن الحارة في مصر، وكذلك الشبورة المائية الكثيفة التي وصلت إلى الضباب واستمرت لأكثر من أسبوع في الشتاء الماضي، وتسببت في العديد من حوادث طرق، بالإضافة لموجات الصقيع، ودرجات الحرارة المنخفضة التي تسببت في تلف العديد من المحاصيل.

يتابع: أما في فصل الصيف فقد شاهدنا ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت لأرقام قياسية، وتكررت الموجات الحارة التى كانت مؤشرًا على تغير المناخ في مصر، موضحا أن هناك عدة أسباب كانت وراء تغير المناخ أبرزها الاستخدام المفرط للوقود وملوثاته، وإذا استمر الإنسان في استخدام هذا المعدل من الملوثات من المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة ثلاث درجات بحلول عام 2100، وهى كارثة كبرى لتسببها في تغيُّر المناخ، وتآكل العديد من المناطق الساحلية حول العالم.

وتوضـــح إيمـــان شــاكر، مـــديرة مــــركــــــز الاستشعار عن بُعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن مصر من الدول التي تأثرت بالتغيُّر المناخي، مشيرة إلى أن وصف مناخ مصر بأنه «حار جاف صيفاً، دفيء ممطر شتاءً»، قد تغير، ويمكننا وصف فصل الصيف بأنه «حار رطب»، حيث أصبحت الرطوبة مرتفعة جدا بسبب منخفض الهند الموسمي، كما كان فصل الصيف يوصف بـ«الجاف» لعدم وجود الأمطار، لكن حالياً خلال فصل الصيف نشهد سقوط أمطار على بعض المناطق، وهو أمر كان غير معتاد خلال الأعوام السابقة، ولكن منذ ما يقرب من 5 سنوات بدأت تسقط الأمطار على مناطق من جنوب البلاد.

تتابع: أما فصل الشتاء فتغير عن وصفه «دافئ»، وأصبح يشهد موجات شديدة البرودة، حيث شهد العام الماضي ارتفاعا بكميات الأمطار ببعض المناطق، خاصة بالسواحل الشمالية مثل الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ وبعض مناطق القاهرة الكبرى، وهطول السيول بجنوب الصعيد.

عن توقعات الأرصاد لفصل الشتاء لهذا العام، أوضحت أننا لا نزال في النصف الثاني من فصل الخريف، الذى تطغى عليه صفات فصل الشتاء، فتبدأ درجات الحرارة بالانخفاض خلال فترات الليل المتأخرة وفى الصباح الباكر، أما  أثناء  النهار فيكون الجو معتدلاً ومائلًا للحرارة فى أوقات الظهيرة، كما بدأ هطول كميات من الأمطار على بعض مناطق القاهرة ومحافظات الوجه البحري، لكن فصل الشتاء يبدأ رسمياً 23 ديسمبر ويستمر لمدة ثلاثة شهور، وبالنسبة لدرجات الحرارة يُتوقع أن تكون أقل من المعدل، ومن الوارد تكرار موجات الصقيع التي حدثت بالشتاء الماضي.

وبخصوص ما تردد بشأن إمكانية تعرض مصر لأعاصير، أكدت أن ذلك لا يمكن حدوثه لأن مصر يحيط بها البحر الأحمر والبحر المتوسط، وهى بحار ضيقة ومغلقة، لكن تتأثر مصر بعدة منخفضات جوية، أشهرها منخفض الهند الموسمي الذى يستمر طوال فصل الصيف، ومنخفض البحر الأحمر «السودان الموسمي» الذى يستمر في الربيع، والخريف، والمنخفضات القبرصية في فصلى الخريف والشتاء.

أما عن دور الهيئة لمجابهة التغيرات المناخية، فأوضحت أن الهيئة تتابع دورها من خلال قاعدة البيانات المناخية التي لديها لجميع محافظات الجمهورية منذ نشأتها عام 1829، بالإضافة لـ130 محطة بجميع المحافظات ويتم الرصد كل ساعة، بواقع 24 رصدة يومياً، ومن خلال قاعدة البيانات والخريطة التفاعلية يتم إجراء دراسات تفاعلية لدراسة التغير المناخي لعمل تصور للمناخ خلال السنوات المقبلة مقارنة بالأعوام الماضية، وفى خطة الهيئة لمكافحة التغيرات المناخية يوجد سيناريو متفائل للتغيرات المناخية وآخر متشائم بناء على نسبة ثاني أكسيد الكربون ومعدل زيادته بالغلاف الجوي. أما السيناريو المتشائم وهو ارتفاع الحرارة 4 درجات عن المعدل والذى يصاحبه موجات أمطار عنيفة، وارتفاع كبير بدرجات الحرارة، وحوادث وأعاصير وفيضانات وسيول على مستوى العالم، بالإضافة لتأثيره السلبى في جميع جوانب الحياة كانتشار الفيروسات، وتأثر المحاصيل الزراعية، بينما السيناريو المتفائل هو استمرار الحرارة بمعدل درجة ونصف الدرجة بحلول عام 2050.


أقرأ أيصا :  أستاذ علوم سياسية يُعدد مكاسب مصر من مؤتمر المناخ