فى الصميم

نتنياهو.. معتدلًا!!

جلال عارف
جلال عارف

خلال أيام ينتظر أن ينتهى بنيامين نتنياهو من تشكيل أكثر الحكومات تطرفًا فى تاريخ إسرائيل. بالأمس أزال نتنياهو إحدى العقبات التى كانت تُؤخر تشكيل الحكومة بتوقيع اتفاق مع الحليف الرئيسى «حزب القوة اليهودية»، المتطرف فى عنصريته.. حتى بالمقاييس الإسرائيلية!!..

خضع نتنياهو لكل شروط الحزب ومنح زعيمه الإرهابى «بن غفير»، وزارة الأمن الداخلى، ومنح أحد رفاقه فى نفس الحزب الوزارة المسئولة عن «تطوير الجليل والنقب».. وهو ما يعنى عتاة الإرهاب الاستيطانى سوف يصبحون مسئولين عن التعامل مع الفلسطينيين فى الضفة الغربية والقدس والأراضى المحتلة فى ٤٨»!!».

ولأن نتنياهو لا يهمه إلا رئاسة الحكومة لينجو من المحاكمة بتهم الاحتيال والرشوة وغيرها، ولأنه -  فى حقيقته -  لا يختلف عن «بن غفير»، إلا فى أسلوب التعبير عن التطرف، فقد منح «بن غفير»، وزملاءه سلطات تطلق يدهم فى كل ما يتعلق بالأمن الداخلى-  فقد وافق على إنشاء قوة أمنية جديدة أسماها «الحرس الوطنى» تكون تحت إمرة «بن غفير»، وسيتم ضم قوات حرس الحدود لها»!!» كما وافق على أن تشمل صلاحيات وزارة «تطوير النقب والجليل» لتصبح مسئولة عن «شرعنة»، البؤر الاستيطانية فى الضفة الغربية»!!».

هكذا يصبح «بن غفير»، الذى أدين بالعنصرية والإرهاب، والذى يطالب بطرد الفلسطينيين جميعًا هو رجل الحكومة القوى. وفى طريق استكمال الحكومة سيكون على نتنياهو إرضاء باقى الشركاء من الأحزاب الدينية المتشددة التى تطالب بوزارتى الدفاع والمالية. لتكون إسرائيل فى قبضة اليمين الفاشى كما يقول الإسرائيليون أنفسهم، ولتضرب عرض الحائط بكل التحذيرات التى وجهتها أمريكا والمجتمع الدولى من حكومة تسيطر عليها الفاشية وتفجر الأوضاع فى المنطقة. ستكون فى إسرائيل حكومة يُوصف نتنياهو-  ويا للعجب ! بأنه «المعتدل» الوحيد فيها!! حكومة ميزتها الوحيدة أنها تكشف عن الوجه العنصرى والفاشى لإسرائيل كما لم يحدث من قبل.