«نهار»

عبلة الروينى
عبلة الروينى

سخر البعض من الفكرة.. ورآها آخرون تزيّدا وخلطا لا يجوز فيه الربط، بين فوز الفريق السعودى لكرة القدم على الفريق الأرجنتيني، أحد أهم الفرق الرياضية فى العالم.. وبين تخلص المجتمع السعودى من الوهابية.. ولمزيد فى السخرية أضافوا أن الوهابية لا بد أنها ذهبت الى الأرجنتين، لتتسبب لهم فى مثل هذه الخسارة!!

وبالتأكيد الوهابية لا تلعب كرة القدم... لا تعرف الرياضة، كما لا تعرف الفن ولا الحياة.. لكن الأمر يتجاوز السخرية، فداخل ملاعب كرة القدم، فوق المستطيل الأخضر، يحضر المجتمع بأكمله، يحضر الاقتصاد ورأس المال والصفقات والسوق والتجارة.. تحضر السياسة والعلوم والقيم والأخلاق، بنفس قوة حضور الرياضة وربما أكثر.. وبالتأكيد فى خطوات التخلص من المذهب الوهابى المتشدد، المتزمت والمنغلق داخل المجتمع السعودي، جزء من تحول اجتماعى هائل، واتجاه تقدمى مستنير، ورؤية عامة للتغيير.. الخروج من الوهابية هو مساحة لتحرير العقل من العتمة والانغلاق، وضيق الأفق... مساحة للحوار والانفتاح على العالم... منهج للعمل والاجتهاد والتطور، نحو مجتمع أفضل وأحدث... فوز الفريق السعودى لكرة القدم على الأرجنتين لا يعنى أنه الفريق الأفضل، ولا الفريق الأهم، ولا الحدث غير المسبوق... لكن يعنى مناخا عاما أحدث تأثيره فى كل المجالات... إعمالا للعقل والمنطق والعمل  والاجتهاد وفق قواعد ومناهج حديثة فى التدريب وطرق وأساليب اللعب... يعنى فريقا عرف كيف يضع أقدامه على الطريق الصحيح.