هيام

أحسن القصص

محمد صلاح
محمد صلاح

نرى ونسمع ونقرأ كثيرا من قصص الظلم، وعدداً من أشكال القهر، وألوانا من مشاهد القسوة، كم مرة قرأنا فى الصحف قصصا كلها تـثير الغضب، تهز الوجدان، تلهب الضمير، الزوج يقهر زوجته بل يصل الأمر إلى حد القتل، مدعى الحب يقتل حبيبته بأبشع الصور، الابن يتفنن فى إذلال أبيه أو أمه وقد يصل الأمر لإزهاق روح أحدهما، وغير هذا من المشاهد البعيدة كل البعد عن تقاليد وعادات مجتمعنا، مشاهد تنهى عنها كل الأديان.

إن الظلم والقهر والقسوة والكبر صفات مدمرة ، وأخلاق قبيحة ، تورث الغضب ، تتلف الأعصاب ، تمرض القلوب ، وتمزق المجتمع، وتخل بالأمن ، تثير الانتقام ، تعارض الإنسانية ، والمروءة ، لكن قدرة الله تعالى تخذل الظالم، وتنصر المظلوم.

منذ أيام عقب صلاة العصر كان بجانبى صبى  يتضح من ملابسه أنه يعمل بإحدى الورش، ويبدو أن من كثرة الظلم الواقع عليه قرر أن يلقى شكواه على شخص تتيح الظروف التحدث معه، اشتكى لى بمرارة سوء معاملة الأسطى له ، وكيف يصطنع المشاكل، ويزج بها إلى صاحب العمل، بهدف طرده من الورشة، وبسؤالى عن الأسباب؟ أجاب لأنه يبدع فى مهنته، بل ووصل الأمر للتفوق على هذا الأسطى.

صمت قليلا لا أعرف ماذا أقول، وسرعان ما تذكرت قصة سيدنا يوسف، حيث أخبرنا المولى عز وجل بأنها أحسن القصص، وضعت يدى على كتف الصبى وقلت له «هل تعرف قصة سيدنا يوسف، فقد أراد أخوة يوسف أن يقتلوه فلم يمت، وأرادوا أن يمحوا أثره فارتفع شأنه، ثم باعوه ليكون عبدا مملوكا فأصبح ملكا»، فلا تقلق يا حبيبى من تدابير البشر ، فإرادة الله رب البشر فوق إرادة كل البشر، فربما بالظلم يستطيع شخص أن يملك كل ما يريد، ولكن بدعوة مظلوم سيفقد كل ما ملك.

قال تعالى « وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا -اسْتِكْبَارًا فِى الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا».