د. أسامة أبوزيد يكتب: معجزة العرب.. والجمعيات العمومية

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

- لا يمكن أن يكون النجاح وليد الصدفة.. هناك جهد وتخطيط وعرق وتكاتف بين كل مؤسسات الكيان مع الدولة للوصول إلى المطلوب الذى ربما يصل إلى حد المعجزة.
ما يحدث على أرض قطر العربية يدعو بالفعل للتفاؤل والثقة فى المستقبل العربى.. وأن العرب عندما تتوافر لديهم الإمكانات يستطيعون أن يبهروا العالم دون النظر لحملات التعطيل أو النيل من التاريخ أو ضرب النجاحات وتشويهها وإطلاق الأكاذيب.

تسير مباريات كأس العالم بخطى ثابتة نحو طريق المنافسة على لقب المونديالات الأفضل.. والأجمل التمسك بكل القواعد العربية والإسلامية.. وهذا فى حد ذاته يدعو لكل الفخر.
نجاحات غير مسبوقة تشهدها ملاعب قطر العالمية بمعنى الكلمة.. لوحات فنية راقية مرسومة فى كل المدرجات بريشة الفنانين المشاهدين لأحداث الفن والعزف الجميل فى عالم كرة القدم، ولحسن الحظ أن كل الفرق العربية باستثناء قطر التى لم يستطع العنابى فى أولى مبارياته أن يعبر الاكوادور فى أن تحدث هزة عنيفة للكرة الأوروبية ولراقصى التانجو الجنوب أمريكى.
حدثان كبيران شهدتهما نتائج البطولة.. الأول أسعد العرب وجعل كل الشعوب العربية تشعر بالفرحة بأن القادم أفضل.
قبل مباراة الأرجنتين بقيادة المعجزة ميسي.. كان الجميع على ثقة بأن الأخضر سيخسر بفارق كبير من الأهداف وأن الدفاع السعودى لن يتحمل قوة الهجوم اللاتينى الشرس جاءت الرياح بعكس كل التوقعات.. رياح عاتية قوية عنوانها عربى.. وفاز المنتخب السعودى وكان نداً قوياً للأرجنتين ليعلن أن كأس العالم الناجح فى قطر سيكون بداية لانطلاقات عربية غير مسبوقة.
اللقاء الثانى كان بأقدام الآليات اليابانية القوية والتى صمدت وتفوقت على الماكينات الألمانية الشديدة.

نفس الأمر والسيناريو كان الجميع يتوقع الفوز الألمانى.. إلا أن الاصرار اليابانى والإرادة الفولاذية أحدثت المفاجأة وفاز بطل آسيا على المارد الألمانى.
ولا خلاف أيضاً أن الأشقاء المغاربة والتوانسة كانوا يستطيعون الفوز على حساب كرواتيا والدنمارك.. إلا أن التعادل فى ضربة البداية جعل الأمانى ممكنة.. وأن  الفرصة مازالت فى الملعب.
ما يحدث فى قطر يدعو للفخر.. ولابد من الاستفادة من الدروس التى لن تتوقف.. وأن العبرة بالجهد والعرق والحافز وعدم الرهبة.. من يعطى.. يأخذ.. ومن ينتابه الغرور.. يصل بسرعة الصاروخ لقمة الفشل.. والحمد لله على الصورة المشرفة للعرب.

- مهما وصل سن كريستيانو رونالدو نجم المنتخب البرتغالى الأسطورى فإن حلاوته فيه.. أحرز هدفا من ضربة جزاء فى مرمى غانا ليصبح هداف أسطورياً ومن النوادر الذين يحرزون أهدافا فى ٥ مونديالات.

رونالدو كبر فى السن.. وواضح على حركته.. لكن فعلاً الدهن فى العتاقى.. ووجوده يعطى شكلا ومضمونا للبرتغال!!.
- خسر الثلاثى الافريقى الأسمر.. السنغال والكاميرون وغانا ووضح غياب مانيه عن أسود التيرانجا.. وهم أفضل فريق فى الثلاثى كان الكاميرون وغانا بعيدين تماماً عن المنافسة.

- انتهت جمعيات عمومية كثيرة بالاتحادات والأندية.. نالت كل الهيئات احترام وتقدير الأعضاء وهو ما يعنى أن الرياضة تسير بخطى ثابتة وفى الطريق الصحيح وأن هناك حالة من استقرار مؤسسات الدولة ومنها الرياضة.

وافقت الجمعيات العمومية على كل طموحات الاتحادات والأندية تقريبا.. ولم ينل هواة التقطيع والكلام والعويل من فرصة إحداث لخبطة أو إرباك.. والمؤكد أن حالة الاستقرار والتفاهم الموجودة بالفعل بين وزارة الشباب والرياضة والتى يقودها باقتدار د. أشرف صبحى.. واللجنة الاوليمبية ورئيسها المهندس هشام حطب.. والهيئات المختلفة هو أساس الإنجازات الموجودة والملموسة.

- سعد كل المصريين برحيل كيروش المدير الفنى السابق للمنتخب بعد خسارة منتخب إيران الكبيرة جدا من المنتخب الإنجليزى.. اتفق الجميع على أن كيروش كان أحد أسباب خسارة المنتخب الذى يقوده بطريقته التى واجه بها الإنجليز والتى لم تكن دفاعية أو هجومية.. ربما تكون لولبية مضمونها الخوف الشديد.
مرت المباراة على المصريين وهم فى حالة ذهول.. وتساؤلات لا تتوقف، هل هذا الكيروش هو الذى قاد المنتخب فى أمم افريقيا وكان على أبواب التأهل للمونديال لولا ضربات الجزاء أمام السنغال؟

هل هذا الكيروش الذى قاد الفراعنة لعبور محطات صعبة جدا.. وحقق معجزة فى توقيت الفوز على المغرب وكوت ديفوار والكاميرون!
لدرجة أن الأمر وصل بأن وجود كيروش مع منتخبنا فى حالة وجود الكرة المصرية بمونديال قطر، كان سيجعل الأوضاع صعبة جدا!

سبحان مغير الأحوال فى مباراة إيران وويلز.. عادت شعبية كيروش من جديد.. وهتفت له الاستديوهات التحليلية.. وحضر فى استاد أحمد بن على الآلاف من الجماهير الإيرانية التى تثق فى منتخبها.. وفاز منتخبها على ويلز فى الوقت بدل الضائع وبهدفين، وليصبح كيروش اسما كبيرا مرة أخرى بعد أن فقد الكثير فى مباراة انجلترا «نحن أسرع ناس فى التقييم.. والغالبية تحكم بالمشاعر ودرجة القبول، بعيدا عن الإنجاز الحقيقى الذى يظهر للنور»!!

- نعم من الطبيعى أن تقام مباريات كأس مصر والدورى فى الوقت الحالى من أجل إنهاء المسابقة فى موعدها.. للأمانة لا يعجبنا العجب.. والفارق كبير ومن الصعب نقل الشاشة عن المتعة والشياكة لمتابعة.....!!