آمال عثمان تكتب: الغرق في الجهل والتفاهة!

آمال عثمان
آمال عثمان

لا أؤمن بنظرية المؤامرة، لأنها نتيجة الجهل وقصور النظر والتدبر، ومؤشر للتخلف والانغلاق الفكرى، لذا رفض عقلى قبول مقال قرأته عن علم الجهل والتجهيل، يشير إلى وجود مؤسسات متخصصة تابعة لحكومات دول عظمى، مسئولة عن هندسة الجهل وصناعته، وتغليفه بأرقى الأشكال، وتسويقه على نطاق واسع، للفقراء فى المجتمع، والمتدينين الذين يؤمنون بالقدرية، والحمقى الذين يعملون فى حكومات الدول الفقيرة، وبالتحديد فئة التكنوقراط!!

ويشير المقال إلى أن أخطر الفئات المستهدفة، هم فئة التكنوقراط «الفنيون» الذين يقدمون النصح والمشورة لمتخذى القرار فى دولهم، ومهمتهم تمرير الجهل وتبريره تحت مسمى النظرية والعلم والإمكانيات والموارد، وبث روح اليأس فى نفس صاحب القرار، والتشكيك فى إمكانية الإصلاح، ويمارسون الكذب ويرسخون الأكاذيب فى أذهان الناس.

وإذا كنت أرفض نظرية المؤامرة واعتبرها ملجأ وملاذ العاجز،ووجود مؤسسات دولية تسوق الجهل لنا، إلا إننى أؤيد عالم النفس الأمريكى «ديفيد دونينج» الذى يرىأن الإنترنت يساعد فى نشر الجهل، وجعل المستخدمين فريسة للمصالح القوية التى ترغب فى نشر الجهل عمدًا.

ولِمَ لا؟! ألم تسيطر تلك الساحة الفضائية الكابوسية على العقول، وأضحت مرتعاً للنميمة والأحداث التافهة، والمواقف المبتذلة، وحلبة للصراع والمعارك والأزمات الفارغة من أى مضمون، لينشغل بها الرأى العام ويغرق فى التفاهة والجهل والسطحية، ويصبح «الترند» هو المعيار الإعلامي، لنصنع ممن هم غثاء سيل أحوى أبطالاً ونجوماً، فلا نتعجب حينما نرى من يلهث وراء صاحب واقعة «طبق الكشرى» بحثاً عن«الترند»، ويصبح نجماً مطلوباً فى الغناء والتمثيل،وضيفاً على موائد النجوم وبرامج الإذاعة والتليفزيون، والبلاتوهات وسرادقات العزاء، بل ويعتذر عن عدم حضور مؤتمر المناخ مع المذيعة غدير أبو خزيم، ويلتقط معها الصورممسكاً يدها بكل تبجح، ويصل الأمر لتوقيع عقد مع إحدى المحطات للعمل كمذيع، وسط صمت الهيئة الوطنية للإعلام!! وفى نفس السياق صارت أزمة المطرب النقاش وفرضه على الأوبرابأمر من المطربة أصالة، وضرب عرض الحائط بتقاليد وأعراف تلتزم بها مسارح الفنون الرفيعة فى العالم.
يا سادة إن الجهل صنيعتنا، والتخلف متأصل فينا، فمن نحن حتى يتآمر علينا العالم، وتنشغل بنا القوى العظمى؟!