رفعت فياض يكتب: رسالة للمجلس الأعلى للجامعات

رفعت فياض
رفعت فياض

رسالة أوجهها لأعضاء المجلس الأعلى للجامعات فى اجتماعهم اليوم برئاسة د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى الذى أدعو له من كل قلبى بأن يوفقه الله دائما فى إصلاح واقع التعليم العالى والجامعى وأناشدهم جميعا أن يعملوا من الآن على وقف إنشاء أى جامعات خاصة أو أهلية جديدة باستثناء الجامعات الخاصة التى صدر لها قرار جمهورى بالإنشاء.

أقول هذا حتى نساعد هذه الجامعات الخاصة والأهلية فى إدارة أمورها بشكل اقتصادى صحيح ، وأن نستفيد بالإمكانات المادية والبشرية التى بها ولا نعمل على أن يتحول بعضها إلى مجرد مبان خاوية على عروشها بدون طلاب أو أعضاء هيئة تدريس.

أقول هذا وأنا أعلم أن الطاقة الاستيعابية للجامعات الخاصة والأهلية الحالية تصل إلى حوالى 110 آلاف طالب وطالبة لم يتم شغل سوى 71 ألف مكان منها خاصة فى الجامعات الأهلية التى وصل عددها الآن إلى 16 جامعة والتى تشمل الجامعات الأهلية الدولية الأربع التى بدأ إنشاؤها فى البداية وأنفق عليها عشرات المليارات من الجنيهات، بالإضافة إلى الاثنتي عشرة جامعة أهلية الأخرى التى خرجت من رحم الجامعات الحكومية والتى بدأت الدراسة بها لأول مرة هذا العام ولم يتم استكمال بقية الكليات المقررة لها وهى كثيرة، وهذه الجامعات فكرة رائعة لكن لابد أن نعظم الاستفادة منها بشكل جيد لتكون داعمة أيضا للجامعات الحكومية التى أنشأتها.

أقول هذا بعد أن أصبح ما يقرب من 40 ألف مكان شاغرا حتى الآن بهذه الجامعات الخاصة والأهلية نحتاج للاستفادة منها، ولابد أن نعمل على شغله بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس خاصة أن هذه الأماكن ستزيد مع استكمال الجامعات الأهلية الحالية لكلياتها فى الأعوام القادمة، وكذلك الجامعات الخاصة الجديدة التى ستبدأ بعد أن صدر لها القرار الجمهورى الخاص بها.

كما أناشد المجلس الأعلى للجامعات أن يحفز عملية جلب أكبر عدد من الوافدين بالذات لهذه الجامعات الأهلية ذات التخصصات المتميزة التى تتفق وسوق العمل المحلى والخارجى أيضا وأن تذهب وفود كثيرة للخارج للتواصل مع أبناء الدول الخارجية المرسلة لخريجيها للتعليم الجامعى وفى مقدمتها نيجيريا على سبيل المثال وهى أكبر دولة إفريقية (200 مليون) ولاتستوعب جامعاتها سوى 50% من خريجى الثانوية العامة بها والذين يصلون إلى 2 مليون طالب ويذهب ما يقرب من 750 ألفاً منهم لجامعات دول أوروبا وأمريكا وأستراليا وغانا والإمارات والأردن لكى يستكملوا تعليمهم الجامعى ، ولماذا لا ندخل هذا السوق بقوة لجذب أكبر عدد من الوافدين منها ومن غيرها ونأخذ جزءا كبيرا من هذه الكعكة وأن نلغى الفهم القاصر لدى البعض الذى يقول إن جامعاتنا بها منصات إلكترونية لتلقى طلبات الالتحاق من هؤلاء الوافدين ومن يرغب منهم فليتواصل معنا؟!، لكن الأصح أن ننتقل نحن إليهم فى دولهم ونقدم لهم برامجنا المتميزة بمختلف جامعاتنا الحكومية والخاصة والأهلية والتى تتفق ورغباتهم فى أفضل صورة- وقتها سيكون عدد الوافدين بهذه الجامعات الأهلية بالذات وبقية جامعاتنا الحكومية والخاصة ضخماً جدا وسيضيف لاقتصادنا ولإيرادات جامعاتنا ما يزيد عن دخل قناة السويس كل عام ، وقد يأتى اليوم الذى لا نعتمد فيه على الدولة كمصروفات ونعتمد نحن على جهودنا ومواردنا الذاتية.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.