«الإفتاء»: لا مانع شرعًا من قراءة القرآن بدون وضوء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من قراءة القرآن بغير وضوءٍ، ويستحب عدم مسِّ المصحف الورقي بغير وضوءٍ؛ عملًا بقول الله تعالى: "لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ" الآية 79 من سورة الواقعة، منوهة بأن هذا بخلاف المصحف الإلكتروني.

وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال: «هل يمكن قراءة القرآن دون وضوء؟»، أنه لا حرج في مسِّ المصحف الإلكتروني بغير وضوء؛ لأنه لا ينطبق عليه أحكام المصحف شرعًا، والتي يستحب عدم مسه بغير وضوء، مشيرة إلى أن الوضوء مستحب لقراءة القرآن، إذا كان عن ظهر قلب، وإن قرأ من دون وضوء فلا بأس، إذا لم يكن جنبًا، أما الجنب فلا يقرأ حتى يغتسل، لكن إذا كان غير جنب، فله أن يقرأ القرآن من غير مصحف عن ظهر قلب، وإن كان على غير طهارة، لكن إذا كان أراد أن يقرأ من المصحف، فإنه يتوضأ أولًا؛ لقوله جل وعلا: "لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ".

وشددت على أنه لا يجوز شرعًا مس المصحف إلا لمن كان طاهرًا من الحدثين جميعًا؛ وهو قول مالك والشافعي والحنابلة، واحتجوا بكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن حزم: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» أخرجه الإمام مالك في "الموطأ"، فعن بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ» أخرجه الطبراني في "الكبير"، وقال أبو حنيفة: يجوز حمله بعلاقته بدون وضوء، ومنع ذلك مالك والشافعي.

وأفادت عن قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف بأنها لا تجوز ويجب على القارئ أن يكون على طهارة تامة من الحدثين الأصغر والأكبر؛ لحديث علي رضي الله عنه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا لِمَنْ لَيْسَ بجُنُبٍ، فَأَمَّا الْجُنُبُ فَلَا، وَلا آيَةً» أخرجه أبو يعلي في "مسنده". أما إذا كان القارئ حافظًا للقرآن أو لجزء منه ويتلوه بغير مس للمصحف فلا مانع من ذلك شرعًا.

وأكدت أنه إذا لم يستطع الشخص أن يحافظ على وضوئه بسبب بعض الأمراض، وكان غير حافظ للقرآن؛ فإنه يجوز له -تحت حكم الاضطرار- أن يقرأ من المصحف، ولكن بعد أن يتوضأ لمس المصحف، ولا يضره نقض الوضوء بعد ذلك.

هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من الهاتف

 لا يشترط الوضوء عند تلاوة القرآن، إذا كان يقرأه من شاشة إلكترونية أو من على الهاتف، أو الكمبيوتر وما نحوها، فقراءة القرآن بغير وضوء جائزة شرعًا، حيث يجوز أن يردد الشخص آيات من القرآن من حفظه أثناء سيره في الشارع على غير وضوء، وكذلك إذا كان يقرأ من الهاتف المحمول، حيث إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ القرآن على كل حال إلا إذا كان جنبا فلا يمس المصحف حتى يطهر.