مهرجان القاهرة|عودة النجوم الكبار .. والمعاناة مستمرة مع « sold out »

الفنان حسين فهمي
الفنان حسين فهمي

تغطية المهرجان :  إنجى ماجد -  محمد كمال -  أمل صبحى -  أحمد إبراهيم

شهدت دار الأوبرا إقبالاً كثيفاً فى الأيام الأولى من فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والذى لم يتأثر بأي أحداث في المنطقة مثل مهرجان مراكش السينمائى، وشهدت الفعاليات بعض الظواهر الإيجابية والسلبية أيضاً، ولعل من أهم الإيجابيات الإقبال الجماهيرى الكبير الذى شهده شباك التذاكر الذى بدأ عمله فى يوم الافتتاح، وحرص حسين فهمى رئيس المهرجان على تفقد شباك التذاكر للاطمئنان على أن كل شيء على ما يرام، وهو ما أبداه عدد من الجمهور الذى حرص على التقاط الصور التذكارية معه، كما حرص على الحديث معهم للوقوف على بعض التفاصيل وما إذا كان هناك بعض المشاكل التى تعوق حراكهم الفنى، ومن الأمور الجيدة أن حرص على توفير شباك خاص لكل فئة حتى لا يتسبب فى أزمة أو زحام شديد على شباك التذاكر، وهو ما تلافاه فى هذه الدورة، خاصة أن الدورات السابقة للمهرجان كانت تشهد أزمة كبيرة بسبب هذا الأمر.

كما حرص حسين فهمى على استمرارية وجود مكان مخصص داخل الأوبرا لتناول الأطعمة، والتى تربط الجمهور بمهرجان القاهرة أكثر والفعاليات، ولا يضطر ضيوف المهرجان لمغادرة الأوبرا، وهى الفكرة التى حرص على تنفيذها من قبل المنتج محمد حفظى بهدف ربط الجمهور بمكان عروض الأفلام وفعاليات المهرجان، وحرص حسين فهمى فى جولته أن يتحدث مع ضيوف المهرجان من جمهور عام أو صحفيين أو طلبة معهد السينما الذين كان حضورهم لافتاً للأنظار، وكانت ردود الفعل إيجابية على هذه الجولة، حيث حرص الكثير على الإثناء على الدور الذى تقوم به إدارة مهرجان القاهرة فى توفير كل سبل الراحة لضيوف المهرجان، كما يعلق البعض أن عودة حسين فهمى للمهرجان إضافة كبيرة لأنه أعاد للمهرجان رونقه وأعاد أيضا للأذهان كلاسيكيات السينما والفن بشكل عام، وهو ما وضح بشكل كبير فى حفل الافتتاح الذى شهد عودة نجوم كبار لحضور المهرجان بعد فترة من الغياب، ولعل من أبرز هذه الأسماء سميرة أحمد ولبنى عبد العزيز وصفية العمرى. 

ومن الإيجابيات التى لمسها ضيوف المهرجان أيضا خلال الفعاليات التنظيم الجيد الذى سيطر على جميع العروض سواء كانت عروض الأفلام أو الندوات التكريمية أو العامة، جميعها كانت هناك حالة من التنظيم والسهولة فى الدخول، وهى أيضا من الأمور التى كانت تجد صعوبة الى حد ما فى الدورات السابقة للمهرجان، ومن الأمور الإيجابية أيضا الحضور الجماهيرى الكثيف لبعض الأفلام والندوات العامة، وهو ما شاهدناه فى “ماستر كلاس” المخرج المجرى بيلا تار، وعروض فيلمي “بعيدا عن النيل” و”حورية” المشاركين فى مسابقة آفاق عربية، كما شهد فيلم “خبز وملح” إقبالاً جماهيرياً كبيراً أيضا، والذى يعرض ضمن المسابقة الدولية.

كما شهدت فعاليات الأيام الأولى من المهرجان حضوراً لافتاً للفنانين، وخاصة الشباب، والذين حرصوا على حضور ماستر كلاس بيلا تار، ومنهم صدقى صخر وسلمى أبو ضيف ونور النبوى ويوسف عثمان، كما حرصت على الحضور سلوى محمد على، كما حضر عدد من النجوم عرض الفيلم المصرى الأمريكى “بعيدا عن النيل”، والذى أقيم له “ريد كاربت” للاحتفاء بنجومه، وحضره أيضا مجموعة من الفنانين الشباب مثل أحمد مجدى ومحمود الليثى وإنجى وجدان وهاجر الشرنوبى وشريف بديع الدين”.   

سلبيات

بينما من الأمور السلبية التى شهدتها الأيام الأولى من فعاليات المهرجان، وهى خاصة بشباك التذاكر أيضا، والذى رفع لافتة “صولد أوت” أو “كامل العدد” فى بعض العروض على الرغم من وجود أماكن شاغرة، وهو ما تحقق فى ماستر كلاس المخرج المجرى بيلا تار، والذى أقيم فى مسرح النافورة، وهو المسرح الذى يشغل عدداً كبيراً من المقاعد، حيث وجد عدد من راغبى حضور الماستر كلاس عدم توفير تذاكر خاصة بهم، وهو الأمر الذى تسبب فى عزوف البعض عن حضور الماستر كلاس، وحرصت إدارة المهرجان على حل الأزمة بتوفير قائمة لمن لم يلحق بالحصول على التذاكر ويرغب فى الحضور على أن يتم دخول حاملى التذاكر أولا ثم المقيدين فى القائمة حسب المقاعد الشاغرة المتبقية، وهو ما تكرر مع فيلم “ألكاراس” الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولى، وشهد شباك تذاكر حجز الفيلم إقبالا كبيرا، ونفدت التذاكر بمجرد فتح باب الحجز، للعمل الذى تدور أحداثه فى القرية الريفية “ألكاراس” التي تقع في مقاطعة كاتالونيا في إسبانيا، وهناك نتابع عن قرب عائلة كبيرة من عدة أجيال، يتعيشون من الأرض الزراعية التي يملكونها، ويتعرضون لأزمة كبيرة عندما تأتي شركة للحصول على أرضهم لبناء وحدات طاقة شمسية، ويفاجأوا أن الجد روجيليو (جوسيب آباد) لا يملك أوراق ملكية للأرض. 

كما أثار المهرجان حالة من الجدل الواسع بسبب قرار تخصيص عرض فيلم “لدي أحلام كهربائية” للصحافة والنقاد المتخصصين، حيث اعتقد البعض أن الفيلم مليء ببعض المشاهد الجريئة وهو الأمر الذى دفع إدارة المهرجان لاتخاذ هذا القرار على الرغم من أن أفلام المهرجان لابد أن تكون متاحة للجميع، ولكن تم الإعلان عن عرضه “للصحافة فقط” دون الحضور الجماهيرى. 

وتتناول قصة فيلم “لدي أحلام كهربائية” والذى عرض ضمن مسابقة أسبوع النقاد فتاة فى السادسة عشرة قوية الشخصية والإرادة وقلقة للغاية، تعيش مع أمها وأختها الصغرى وقطهن، لكنها تريد أن تعيش مع والدها المنفصل عنهن، تتشبث به لكنها تُفاجأ بمروره بمرحلة مراهقة متأخرة، وقد تم الإعلان عنه فى الكتالوج الخاص بالمهرجان “فى فيلمها الروائى الطويل الأول، تختار المخرجة فلانتينا ماوريل نوعية أفلام البلوغ التي صارت محببة للعديد من المخرجين حول العالم، حيث تتابع رحلة “إيفا” الصغيرة من الطفولة للمراهقة، وتصيغ بمهارة علاقتها المتوترة مع أمها وما صار يجمعها مع أبيها من مشاعر مراهقة وجد كل منهما نفسه فجأة غارقا فيها، وأكدت إدارة المهرجان أن قرار عرض الفيلم الى الصحافة والنقاد فقط لا يتعلق بكونه يتضمن بعض المشاهد الجريئة، بل إن هناك بعض الأفلام المخصصة لحاملى “كارنيهات الصحافة والصناعة”، كما أن فيما يخص الأفلام التى تتضمن مشاهد جريئة فأن هناك تصنيفاً عمرياً لها وفقا لما يراه جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وهو الأمر الذى تكرر العام الماضى بمهرجان القاهرة حيث قررت إدارة المهرجان أن تخصص الفيلم الوثائقى “فياسكو” والذى عرض ضمن مسابقة آفاق عربية ليشاهده الصحافة والصناعة فقط.     

ومن السلبيات أيضا التى شهدتها فعاليات المهرجان فى أيامه الأولى غياب واضح للنجوم الكبار، حيث لم يظهروا إلا فى حفل الافتتاح، وهى من الأمور اللافتة والتى تدعو للتساؤل عن سر عدم وجودهم بفعاليات المهرجان، وخاصة أن حسين فهمى استطاع أن يستقطبهم لحضور حفل الافتتاح. 

حفل الافتتاح

“الدريس كود” سيطر على حفل الافتتاح الذى أخذ حيزاً كبيراً من الجدل عبر السوشيال ميديا، حيث كان الشغل الشاغل أن يخرج الافتتاح طبقا لتعليمات وقرارات حسين فهمى رئيس المهرجان، وهى الالتزام التام بـ”الدريس كود” وهو ما تحقق من أغلب الفنانات، إلا أن كانت هناك بعض الأزمات التى شهدها حفل الافتتاح مثل أزمة الفنانة هند عاكف والتى ظل منعها لفترة طويلة بسبب عدم حملها الدعوة الخاصة بها، وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا عبر السوشيال ميديا، حيث اعتقد البعض أن منعها بسبب فستانها الذى تعرض الى انتقادات كثيرة بعد أن قررت إدارة المهرجان أن يسمحوا لها بالدخول، وهو الأمر الذى نال بعض الجدل، ولكن من الإيجابية التى لا يمكن إغفالها فى حفل الافتتاح هى اللافتة الإنسانية التى قام بها حسين فهمى عندما احتفى بعدد من الراحلين منهم سمير صبرى وهشام سليم ومها أبو عوف والمخرج على عبد الخالق، وبرغم من أنها لفته رائعة من إدارة المهرجان إلا أنه وجه اللوم والعتاب من بعض الآراء حول عدم الاحتفاء بالفنانين سامي فهمي والذى رحل عن عالمنا قبل يوم من افتتاح مهرجان القاهرة، وكذلك الموسيقار محمد سلطان والذى رحل قبل ساعات قليلة من الافتتاح.

أقرأ أيضأ : 4 موضوعات يتناولها فيلم رحلة يوسف «المنسيون»