حكايات| من أقدم قرى مصر.. «الصياد» تحتضن أول دير مسيحي في العالم

 من أقدم قرى مصر.. «الصياد» تحتضن أول دير مسيحي في العالم
من أقدم قرى مصر.. «الصياد» تحتضن أول دير مسيحي في العالم

واحدة من أقدم قرى مصر.. هنا «الصياد» الواقعة جنوبي نجع حمادي في قنا.. من القرى القديمة ذكرها جوتيه في قاموسه فقال إن اسمها المقدس «Hat Hor» أي قصر الإله هوريس.

 

أما اسمها اليوناني كينو بسكيون، وذكرها اميلينو في جغرافيته، فقال إن اسمها القبطي «شنسيت» أو «شانسات»، وذكرها جيمس بيكي بلفظي «خينوبو سكيون» ومعناه المحل الذي يسمن فيه الأوز و«خينوبو سكيان» ومعناه المحل الذي يرعى فيه الأوز، وهو ما يوحي بأن تربية الأوز كانت أحد مظاهر الحياة في هذه المدينة.

 

ويقول الدكتور محمود عبدالوهاب مدني، مدير عام الشؤون الآثرية بمنطقة آثار مصر العليا، إن ذلك يؤكد أنها كانت عليها ضريبة سنوية في زمن تحتمس الثالث مقدارها خمسمائة أوزة، وتدل الضرائب التي كانت مفروضة على هذه المدينة أثناء حكم الأسرة الثامنة عشرة على مدى ثراء هذه المدينة في هذا العهد.

 

 

ويعود هذا الثراء إلى أن الضرائب كانت تتكون من خمس سبائك من الذهب وسبيكة من الفضة وأكثر من ألف رغيف وعديد من غرائر الغلال وعدد من الأبقار وثلاثة عجول يبلغ كل منها سنة واحدة وثلاثة أخرى تبلغ السنتين وثور كامل النمو وخمسمائة أوزة، ولهذا اعتقد كثير من علماء الآثار بأن قصر الصياد (كينو بسكيون) كانت هي المركز التجاري لمقاطعة مدينة هو (كمنت). 

 

ويروي أن قرية الصياد وردت في كتاب جوج دي شير «جرجس القبرصي»، الخاص بالتقسيم الإداري في مصر باسم Konobaskion وKontopolis كقاعدة قسم كمنت وفي العصر الروماني سميت نسبة إلى الإمبراطور جوستنيانوف الروماني.


 
ويوضح مدير عام الشؤون الآثرية، أنه بهذه المدينة تتلمذ الأنبا باخميوس (آب الشركة الرهبانية) على يدي الأنبا بلامون السائح، حيث قضى في رعايته سبع سنوات ثم أسس أول التجمعات الرهبانية في ديره الأول في تبنيسى أو طبانيسى (قرية الرحمانية قبلي أو الدابة) سنة 320.

 

كما يعتبر أول دير مسيحي في العالم، ثم قام ببناء ديرة شنسيت (دير الأنبا بلامون السائح بقصر الصياد) والذي أصبح بعد زمن قليل من أشهر أديرة الأنبا باخميوس وأعظمها شأنا وأكثرها رهبانا.

 

 

واسمها العربي قصر بني كليب حيث ذكرها ابن مماتي وابن الجيعان وابن دقماق باسم قصر بني كليب. وفي الطالع السعيد قصر بني كليب قرية بصعيد مصر على شرقي النيل قرب فاو ثم عرفت بقصر بني شادي عندما نزل بها بنو شادي وهم أحد قبائل بلى بن عمرو بن الحافى بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الجد الأعلى لعرب الجنوب باليمن.

 

وقيل إنهم أحد بطون قبائل هزيل بن خندق الذى ينتهى نسبة إلى معد بن عدنان، الجد الأعلى لعرب الشمال، وكانوا بعد هجرتهم إلى مصر يقيمون في طوخ الجبل بالقرب من أخميم، وقيل هم جماعة من بني أمية، نزل وفي القصر الخراب الذي كان لبني كليب فعرف بقصر أبي شادي ثم انتشروا في هذه المناطق.

 

ويشير مدني إلى أنه من سنة 1231هـ عرفت باسم القصر والصياد، وذكرها علي مبارك بأنها بلدة من مديرية قنا قسم فرشوط على الشاطئ الشرقى للنيل تجاه قرية أبي حمادى تابع بهجورة بها جامعان احدهما بمنارة وابراج حمام وفيها نخيل كثيرة وجملة سواق على شط النيل ولاهلها شهرة برماحة الخيل يتبعها جملة كفور منتشرة من البحر للجبل كلها ذات نخيل وابراج حمام ولها مع قراها جزيرة نحو اثنى عشر الف فدان وكانت فى الزمن السابق لا تروى الا عند كثرة النيل لعلو ارضها وعدم امتداد ترعتها.

 

 وفي سنة 1259هـ أجريت هناك عملية هندسية صارت بها مأمونة الري ثم سد الخور الشرقي بعمل جسرين جسيمين طول كل منهما نحو سبعين قصبة وعرضه نحو خمسة عشر قصبة وارتفاعة ثلاث قصبات وصارت مياه حوض فاو عند صرفها تمر بهذه الجزيرة فترويها، ثم بسبب كثرة الماء بهذه الجزيرة احدثت مديرية جرجا ترعة تأخذ المياه من هناك وتمر بجبل الطارق لري بلاد البلابيش.