إنها مصر

«على قد لحافك» !

كرم جبر
كرم جبر

الأبناء يكونون أكثر جرأة من الآباء عندما يقولون لهم « مدام مش قد المصاريف خلفتونا ليه « .. أما الآباء فيبحثون دائماً عن شماعة، وغالباً ما تكون الحكومة، ويلقون على كاهلها أسباب المشكلة.

« خلِّف وارمى فى الشارع «، وكثير من الأسر لا تتحمل أعباءً وتتصور أن كثرة الخلفة تجلب الرزق، ونرى أسرة معدمة لديها سبعة وثمانية أولاد، وتكون النتيجة الفقر والعوز وعدم القدرة على تلبية مطالب البيت والأسرة.

2 مليون طفل كل سنة، يحتاجون رعاية صحية وتطعيمات وألبانا، وبعد سنوات مكانا فى المدرسة والجامعة والبحث عن وظيفة.. ومصر تحتاج كل سنة قرابة مليون فرصة عمل جديدة، هذا بخلاف الراكد منذ سنوات.

« لو» تأخرت «الخلفة» سنتين أو ثلاثة أو تحكمنا فى حنفية الإنجاب، المؤكد أن البلد «هتفوق»، وظروفها ستتحسن كثيراً، وينعكس ذلك على كل شيء.
العالم حولنا يعاني من عدم الإنجاب، ونحن غارقون فى مشاكل الانفجار، روسيا تدفع دعماً حكومياً إذا انجبت الأسرة ثلاثة أطفال.

الدانمارك أطلقت حملة «أنجب من أجل وطنك»، وفرنسا تقدم دعماً حكومياً للطفل الثاني، وألمانيا تعوض العجز بتشجيع الهجرة، وكل دولة تتخذ إجراءات تتناسب مع ظروفها واحتياجاتها.

فى مصر لا يمكن أن نفعل مثل الصين - مثلاً - التى اضطرت فى حقبة معينة للتعقيم الإجباري، فنحن نحتاج «تعقيم العقول» ورفع درجات الوعي، وأن نعود للمثل القديم «على قد لحافك مد رجليك».

الانفجار السكانى لا يتوقف والأسباب كثيرة:

أولاً: الأفكار الدينية الخاطئة التى غزت البلاد منذ السبعينيات مع موجات الهجرة إلى الخليج ثم العودة، وانتشار الفتاوى التى تحض على التكاثر والخلفة، حتى لو كان الإنسان غير قادر على تحمل أعبائها.

ثانياً: الدعم والاعانة والخدمات المجانية، وكثير من الأسر الفقيرة لا تتحمل أعباءً وتتصور أن كثرة الخلفة تجلب الرزق، ونرى أسرة معدمة لديها سبعة وثمانية أولاد.

ثالثاً: محدودية أثر الحملات الاعلامية وعدم وصولها بشكل فعال إلى الفئات الاكثر إنجاباً وعدم ارتباطها بخدمات طبية وصحية تسمح للمرأة بالحصول على الخدمات والنصائح الطبية ، سواء من الادوية المناسبة والطبيب أو الزائرة الصحية، كل ذلك يؤثر بشدة فى نجاح أو فشل برامج تنظيم الأسرة.

رابعاً: عدم شعور الأسر الفقيرة بأى أعباء نتيجة زيادة الخلفة، والمناطق الأكثر فقراً هى الأكثر إنجاباً، والأب العاطل يرمى أولاده فى أعمال لا تتناسب مع طفولتهم ويتكسب من ورائهم.