فى الصميم

كلهم تعبوا.. متى يتفاوضون؟

جلال عارف
جلال عارف

الشتاء القاسى سيعرقل العمليات العسكرية على أرض المعركة فى أوكرانيا.

كل الأطراف كانت تتسابق لتحسين أوضاعها قبل هجمة الشتاء. فى آخر التطورات العسكرية انسحبت روسيا من خيرسون التى سبق أن ضمتها للدولة الروسية، وفى المقابل تعزز القوات الروسية سيطرتها على المناطق الشرقية فى أوكرانيا.

تراجع وتيرة القتال فى الشتاء يعطى الفرصة لكى تراجع أطراف الحرب مواقفها وتتهيأ للمرحلة القادمة.. بالطبع مازال الحديث عن استمرار الحرب هو السائد فى حديث موسكو وكييف لكن إلى متى؟!

الواضح أن كل الأطراف تعبت من هذه المواجهة الكارثية.

ليس فقط روسيا وأوكرانيا هما من يدفع الثمن.. أوروبا تترقب أسوأ شتاء مر بها منذ الحرب العالمية الثانية، والعالم يتحمل عبء أزمة غذاء وطاقة تقصف بالجميع. وأمريكا التى كانت تريد استمرار استنزاف روسيا لاكبر وقت ولآخر مدى لم تعد بعيدة عن الآثار السلبية للحرب.

الانتخابات الاخيرة كشفت مخاطر استمرار الآثار الاقتصادية التى لم يعد يتحملها المواطن الأمريكى الذى بدأ يتساءل عن جدوى الإنفاق الهائل على الحرب فى وقت يعانى فيه الاقتصاد الأمريكى!

الأهم أن الأمر هنا لم يقتصر على المساجلات الانتخابية. بدرجات مختلفة تغيرت لغة الخطاب الأمريكى عند القيادات السياسية والعسكرية، وانفتحت طرق الاتصال بينهم وبين القيادات الروسية.

ربما كانت الرسالة الأهم هى ما جاء فى تصريحات القيادة العسكرية الأكبر فى أمريكا الجنرال ميلى رئيس الأركان الذى قال إن أحدا لن ينتصر فى حرب أوكرانيا، وأن قتال جيش أوكرانيا للجيش الروسى يصل لطريق مسدود، وأن هناك احتمالات للحلول الدبلوماسية سياسيا، ورغم النفى الأمريكى لأى ضغط على أوكرانيا، لكن عندما يقول بايدن إن أمريكا تنتظر قرار أوكرانيا فيما إذا كانت مستعدة للتسوية مع روسيا أم لا.. فإن الرسالة واضحة..

وعندما يقول بايدن إن أمريكا لن تمنح شيكا على بياض فى هذه الحرب، وأنها لن تعطى أوكرانيا أسلحة متطورة تتجاوز مهمة الدفاع عن أوكرانيا.

فهذا يختلف بالتأكيد عن خطاب رحيل بوتين وضرورة الانتصار على روسيا الذى كانت أمريكا تتمسك به.

هذه لحظة تستدعى ضغطا عالميا من أجل وقف الحرب سيكون رائعا أن تكون البداية من قمة شرم الشيخ.