واشنطن بوست: هناك حلول مطروحة لتخفيف آثار تغير المناخ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه في الوقت الذي يبحث فيه قادة العالم في مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ طرق التوصل للحد من الانبعاثات الحرارية؛ فإن هناك بعض الحلول المطروحة التي قد تخفف من آثار تغير المناخ.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع تزايد الحماس لاستخدام التكنولوجيا لتخفيف آثار المناخ، يحذر الخبراء من وصف أي حل بأنه المنقذ حتى يتم تقييمه بشكل كامل.
اقرأ ايضًا|وقفة للجالية المصرية باليونان لتأييد الدولة المصرية| فيديو
وتحدثت واشنطن بوست مع خبراء الصناعة ورجال الأعمال والأكاديميين حول مختلف حلول تكنولوجيا المناخ، حيث أشاروا إلى استخدام الهيدروجين الأخضر والطاقة النووية واستخدام مفاعلات المعيارية الصغيرة ونبات الخيزران والكربون الأزرق كحلول للحد من الانبعاثات.

ويعد الهيدروجين أحد أكثر العناصر وفرة في العالم، ويُنظر إلى نشأته بطريقة نظيفة بشكل متزايد على أنه وسيلة أساسية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وفقًا لخبراء المناخ.

فالهيدروجين الأخضر وقود خالٍ من الانبعاثات وقادر على تشغيل الطائرات والسيارات والمنازل ويتم إنتاجه باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، جنبًا إلى جنب مع عملية التحليل الكهربائي عالية التقنية، وبحلول عام 2050، يمكن للهيدروجين المصنوع بشكل نظيف إزالة سبعة جيجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا إذا تم قياسه بنجاح، ما يقرب من 20% من الانبعاثات التي يسببها الإنسان، وفقًا لشركة الاستشارات الإدارية الأمريكية ماكنزي، ولكن إنتاج الهيدروجين الأخضر مكلف، وسيتطلب توسيع نطاقه لتلبية الأهداف المناخية الطموحة. 

ويقول آندي مارش، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة بلج باور ومقرها نيويورك "إن الزعماء في مؤتمر الأمم المتحدة يجب أن يفعلوا ما فعله قانون الرئيس الأمريكي جو بايدن لخفض التضخم، وإنشاء ائتمانات ضريبية لتعويض الشركات عن كل كيلوواط / ساعة من الطاقة التي تنتجها باستخدام الهيدروجين الأخضر".

وعلى الجانب الآخر، أثارت فكرة إنشاء محطات طاقة نووية كبيرة لسنوات لتزويد العالم بالطاقة، القلق.

فيشعر الكثيرون بالقلق من المخاطر التي تمثلها هذه المفاعلات على المجتمعات القريبة منهم، فضلاً عن النفايات المشعة التي تولدها وتكاليف البناء المرتفعة. وأدت كارثة فوكوشيما النووية في اليابان عام 2011 إلى ابتعاد العديد من البلدان عن تلك الفكرة.

ولكن في مؤتمر المناخ هذا العام، فإن للتكنولوجيا نظرة أخرى. فلقد قال رافائيل ماريانو جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين الماضي، "إن حل الطاقة أمر حاسم، والطاقة النووية كمصدر للطاقة النظيفة لها دور مهم للغاية لتلعبه لمساعدتنا في الوصول إلى صافي الصفر بشكل أسرع".

وتقول جمعيات التجارة النووية - في المؤتمر - إن الطاقة النووية هي بالفعل ثاني أكبر مصدر للطاقة منخفضة الكربون في العالم، حيث توفر ما يقرب من 10% من الكهرباء في العالم من حوالي 440 مفاعلًا.

وعلى الرغم من ذلك، يشعر الخبراء بالقلق من المخاطر التي تشكلها النفايات النووية على المجتمع وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن النفايات "يمكن أن تظل مشعة وخطيرة على صحة الإنسان لآلاف السنين".

وألمح الخبراء إلى وجود حل آخر وهو استخدام المفاعلات المعيارية الصغيرة وهي نسخ مصغرة من محطات الطاقة النووية التقليدية التي تولد ما يقرب من ثلث الطاقة، وتحاول الصناعة النووية بناء هذه الآلات لسنوات واعدة بأنها ستكون أصغر وأكثر رشاقة وأمانًا من نظيراتها التقليدية.

ويمكن استخدام هذه المحطات النووية الصغيرة عديمة الانبعاثات المنتجة في المصانع لتزويد المجتمعات الصغيرة بالطاقة بطرق مماثلة لمحطات الغاز الطبيعي ولكن بدون تلوث، ويسمح حجم تلك المفاعلات لتلك المجتمعات بتشغيل أماكن أكثر بعدا من المفاعلات الأكبر.

وفي الفترة التي سبقت مؤتمر الأمم المتحدة، أعلنت الولايات المتحدة واليابان عن شراكة للمساعدة في نشر مفاعلات صغيرة في غانا. ومع ذلك، وجد خبراء من ستانفورد وجامعة كولومبيا البريطانية أن هذه المفاعلات ستولد نفايات مشعة أكثر من محطات الطاقة النووية التقليدية.

وأشار الخبراء إلى أن استخدام نبات الخيزران قد يحد من الانبعاثات الحرارية، حيث أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 1640 نوعًا مختلفًا من الخيزران ينمو في العالم بشكل طبيعي في أماكن مثل إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

وفقًا للبيانات، فإن النبات أفضل في التقاط وتخزين الكربون من الغلاف الجوي مقارنة بالخشب. ونظرًا لأنه أسرع نباتات خشبية نموًا في العالم، يعتقد العلماء أن الزراعة بشكل أكثر يمكن أن تزيل الكربون بسرعة من الهواء، بينما تعيد ملئه بالأكسجين.

ويساعد استبدال مواد الإسكان التقليدية مثل الكربون والفولاذ بالخيزران على تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع الإسكان العالمي والذي يمثل ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وأخيرا ينصح الخبراء باستغلال الكربون الأزرق وهو الكربون المخزن في البيئات الساحلية والبحرية؛ حيث يقول العلماء إن المحيطات والأماكن التي بها شجر المنجروف والأعشاب البحرية أفضل بأربع مرات في التقاط الكربون وتخزينه مقارنة بالغابات.