آمال عثمان تكتب: معركة السجادة الحمراء!

آمال عثمان
آمال عثمان

فجأة أصبحت دعوات الصحفيين لحضور حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الرابع والأربعين، قضية ساخنة مثارة على المواقع الصحفية، تُناطح وتُزاحم أفلامه ونجومه وضيوفه وندواته، وصارت أماكن جلوس النقاد والصحفيين داخل المسرح الكبير بدار الأوبرا، وإقالة أو استقالة مدير المركز الصحفي، وتفاصيل خلافاته وتهديداته أزمة كبيرة، تتأجج نيرانها عبر الفضاء الإلكتروني، وتتطاير شظايا طلقاتها، قبل ساعات من انطلاق أعرق وأهم مهرجان سينمائى فى المنطقة، ولا عزاء لسمعة مصر ومهرجانها!!

يا سادة إن القارئ لن يهتم بمشاكل الصحفيين المدعوين، سواء من مصر أو من العالم العربي، ولا بأماكن جلوسهم فى المنطقة الحمراء أو الخضراء أو الزرقاء داخل دار الأوبرا، كما أن جمهور مهرجان القاهرة السينمائي، غير مهموم بتلك الصراعات الداخلية، والخلافات المهنية التى انطلقت شرارتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشهد بأننى على مدى سنوات طويلة من حضور أكبر مهرجانات السينما فى العالم، لم يحدث أن تحوّلت دعوات الصحفيين فى حفلات الافتتاح أو الختام إلى معركة إعلامية، بل لا يُسمح للنقاد والصحفيين بحضور تلك الحفلات، إلا فى حالات قليلة ونادرة جداً، كما أنهم لا يكترثون أو يعبأون أصلاً بالتواجد فيها، أو السير على السجادة الحمراء، لأن هدفهم الأساسى متابعة الأفلام والندوات، ومن يقوم بمهمة التغطية الإخبارية، يشاهدها عبر الشاشات، كما لم يحدث أن مسئولاً عن مركز صحفى أو موقع آخر بمهرجان سينمائي، خرج ليتحدث عن تفاصيل تتعلق بما يدور بكواليس المهرجان، أو مشاكل وتفاصيل داخلية، أو أسباب ومبررات استبعاده أو نقله أو إقالته، سواء على حسابه الشخصي، أو عبر وسائل الإعلام!

أعرف أن مدير المركز الصحفى لديه مسئوليات كبيرة، منها تسهيل مهمة الصحفيين فى الحصول على المعلومات، ومتابعة ما يُنشر وتصحيحه إذا لزم الأمر، وغيرها من المهام، لكن ليس من بينها أبداً توزيع الدعوات، والتدخل فى تنظيم أماكن الجلوس فى الحفل، أو تحريض الصحفيين ضد إدارة المهرجان، لذا كنت أتمنى ألا يقع الزميل محمد عبد الرحمن فى هذا الخطأ الكبير، ومادام الخلاف بينه وبين إدارة المهرجان قد وصل لطريق مسدود، فكان عليه الانسحاب فى صمت دون إساءة لمهرجان بلده.