يوسف القعيد يكتب: قمة مناخية بروح مسئولة

يوسف القعيد
يوسف القعيد

مؤتمر المناخ بشرم الشيخ التقى فيه أكبر عدد من زعماء العالم اجتمعوا في مكان واحد ولهدف وحيد لإنقاذ البشرية من مشاكل المناخ التي تُهدد الدنيا. واختيار شرم الشيخ مكاناً كان قراراً موفقاً. فهي أول المدن المصرية في التحول للأخضر بشكل كامل. هكذا يرتبط القول بالفعل في مصر في زمن الرئيس السيسي.

تابعت الملايين حول العالم القمة. هذا العام وكما قال الرئيس يتابعنا نساء ورجال وشباب وأطفال، مزارعون وعمال وأصحاب أعمال، بشر من سائر أنحاء الأرض يشتركون في مصير واحد. منهم من أتى للقمة ومن تابعها أمام الشاشات. والجميع يطرحون أسئلة صعبة، وإن كانت ضرورية وجوهرية عن مستقبل العالم.

ولعل السؤال الأهم الذى لا بد أن تطرحه البشرية على نفسها هو أنه لا مفر من العمل المناخي المشترك وترجمة ما قد يصدر عن هذا الاجتماع من نتائج إلى واقع ملموس يشعر به الإنسان في أي مكان من العالم. إن أزمة المناخ الراهنة تفرض علينا الوصول لواقع يتجاوز الكلمات ويُعبِّر من خلال إجراءات. وكان موفقاً أن تُسمى هذه القمة: قمة التنفيذ. الذى تتمحور حوله الجهود والمساعي كافة لمواجهة ما يتهددنا من مخاطر.

ورغم ضخامة هذه الأمور إلا أن الأمل تجدد أمام سكان الأرض بعد عقد القمة. فهناك شواهد تدعونا للتمسك بالأمل في قدرة البشرية على صُنع مستقبل أفضل لأجيال قادمة. لا يجب عليها تحمل نتائج أخطاء لم ترتكبها.

فى كلمته الهامة دعا الرئيس لوقف الحرب الروسية الأوكرانية لتنتهي معاناة العالم. وما أكده الرئيس في كلامه في هذا الموضوع وجود حضور كريم لقادة العالم فى المؤتمر. وهذا الحضور هو الذى دفعهم إلى أن ينادى بتوقف تلك الحرب فالعالم يُعانى منها ويتمنى وقف هذا الخراب والقتل.

أيضاً تحدث الرئيس عن التحول المصرى نحو الاقتصاد الأخضر. لأن التغلب على تحدى تغيُر المناخ مازال قائماً إذا توافرت الإرادة والعزيمة. وأن السير نحو المستقبل يتطلب منا الإبقاء على درجات الحرارة عند حد معقول. وأكد الرئيس أن تحدى تغير المناخ لن يتراجع أو يتوقف دون تدخل منا وأن الوقت يُداهمنا ونهاية هذا العقد الحاسم باتت على بُعد سنوات قليلة. علينا استغلالها لنحسم المعركة على النحو الذى نريده.

وقال الرئيس أن وجود المسئولين من دول العالم فى قمة المناخ رسالة تأكيد على الاهتمام الذى يولونه لعمل المناخ العالمى. وأعرب عن أمله أن ينعكس هذا الحضور فى اتساق مواقف دول العالم مع عنوان قمنا به وهو التنفيذ. وناشد الحاضرين أن تكون رسالتهم للعالم الذى يتوقع منهم الكثير واضحة تتضمن خطوطاً محددة للعمل بالتعهدات. واقترح عليهم الإعلان عن مزيد من المساهمات وطنياً. ورفع طموح الإستراتيجيات لخفض الانبعاثات. وإطلاق مبادرات طموحة ومهمة تجمع الفاعلين معاً حول أهداف واضحة فى التكيف والتمويل.