إنها مصر

الحدث الكبير والأفعال الصغيرة!

كرم جبر
كرم جبر

الصورة ناصعة ولا ينبغى أبداً الالتفات لأى محاولات لتشويهها.

ويجب ألا نشغل بالنا بمن جاءوا إلى أرض مصر، لاختزال الحدث الكبير فى أكاذيب وادعاءات باطلة.

شرم الشيخ تشهد أكبر مؤتمر للمناخ على مستوى كل المؤتمرات السابقة، وما يحدث فيها الآن معجزة مصرية، فى الإنشاءات والتنظيم والإعداد والاستقبال والحفاوة، وكل شيء يحمل عنواناً كبيراً: هذه هى مصر.

وأمام أكثر من أربعة آلاف مراسل وصحفى، وتحت عيونهم وكاميراتهم وأقلامهم، صور مشرقة على أرض الواقع، ومن بينها المركز الصحفى الضخم الذى لم يحدث له مثيل فى العالم، حتى فى مقر الأمم المتحدة نفسها فى نيويورك، يعتبر مركزها الصحفى غرفة صغيرة بجانب المبنى الهائل للمركز الصحفى فى شرم الشيخ.

والمدينة تتحدث عن نفسها، ومن زار شرم الشيخ منذ عام، قد لا يصدق أن هذه هى المدينة التى زارها، ففى النهار تشع بالحيوية والدفء وتحتضن أشعة الشمس الذهبية، وفى الليل تتحول إلى قطعة من النور.

الشوارع والميادين والشواطئ والفنادق وكل شيء فى شرم الشيخ، يشير إلى مستقبل غير مسبوق فى استقبال السائحين الأجانب، بعد انتهاء مؤتمر المناخ.
وفى منطقة المؤتمرات، مدينة صغيرة أو قرية كبيرة، تحتوى القاعات وغرف الندوات والكافيهات والمطاعم والأماكن المجهزة لأداء سائر الأعمال بسهولة ويسر.

فهل نترك كل هذا، ونتجه إلى أركان صغيرة، يقف فيها بعض دعاة التشويه، يذرفون دموعاً زائفة على حقوق الإنسان؟.

كنا نتوقع ذلك قبل المؤتمر، وأنهم سيبحثون عن حجج وذرائع للنيل من الجهود العظيمة التى بذلتها مصر، ليخرج هذا الحدث الدولى بصورة مشرفة للعرب والدول النامية وإفريقيا، حيث تقدم مصر نموذجاً يُحتذى به.

جاءوا يتحدثون عن القوانين والمواثيق الدولية، حديثاً معكوساً لأن الدول الحاضنة لهم تطبق قوانينها بصرامة، ولا تسمح أبداً لمن يهددون أمنها واستقرارها بالعبث والفوضى، فتصوروا أن مصر يمكن أن تسمح بذلك.

ورفعوا شعارات مضللة ليس بغرض حقوق الإنسان، ولكن لممارسة ابتزاز سياسى مدفوع من جهات متعددة، أبرزها التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، الذى لا يراعى الله فى بلده وشعبه، ولا يهمه إلا الرقص على الخراب والأنقاض.

هم يعرفون جيداً أن الظروف الدولية فى منتهى الصعوبة، وانعكاساتها على مصر والدول المماثلة لنا كبيرة، ولا يسعدهم بأى حال أن يتحدث العالم كله عن التجربة المصرية ويقدم لها الدعم والمساندة، ففى ذلك فضح لأكاذيبهم وكشف لزيفهم.

واستغلوا مظلة الأمم المتحدة الراعية للمؤتمر، وتصوروا أن ذلك يمنحهم حصانة الخداع، دون أن يدركوا أن أفعالهم تبنى جدراناً من الكراهية بينهم وبين المصريين، الذين لا يريدون لبلدهم أبداً، مصير الدول المنكوبة.

كان هؤلاء المحرضون سبباً رئيسياً فى الخسائر التى تكبدتها البلاد فى 25 يناير وبعدها، وتخيلوا أنه من الممكن إعادة إنتاج الفوضى وتوابعها.. ولكن من ذاق حلاوة الأمن والهدوء والطمأنينة، لن يفرط فى ذلك أبداً.