اضطر الرئيس الأمريكى «بايدن» لتأجيل حضوره قمة شرم الشيخ بسبب ضراوة معركة الانتخابات النصفية التى تتم اليوم، سيحضر «بايدن» بعد ذلك إلى شرم الشيخ لتأكيد دعمه لقضية المناخ، وربما للإعلان عن سداد بلاده لما كانت قد تعهدت به من التزامات مالية!
المنافسة شديدة للغاية فى هذه الانتخابات التى يصفها الفريقان (الجمهورى والديمقراطى) بأنها حاسمة فى تحديد مستقبل البلاد. التوقعات - حتى عشية الانتخابات - تميل لصالح الجمهوريين بالنسبة لمجلس النواب، بينما تبقى النتائج معلقة بالنسبة لمجلس الشيوخ حيث ستحسمها مقاعد بضع دوائر تتقارب فيها الموازين بدرجة كبيرة. ولهذا ركز عليها قادة الحزبين، ووجدنا الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب يطوفان على هذه الولايات المتأرجحة والتى ستحدد لمن ستكون الأغلبية فى مجلس الشيوخ، وقد تحدد مسار انتخابات الرئاسة بعد عامين والمرشحين الأساسيين فيها!!
الرئيس بايدن كان فى وضع مثالى فى أول عامين من ولايته، حيث كان الديموقراطيون يملكون الاغلبية فى مجلسى النواب والشيوخ. الوضع سيختلف إذا فاز الجمهوريون بمجلس النواب،، وسيكون أصعب بكثير إذا حققوا السيطرة على مجلس الشيوخ أيضاً، حيث سيتمكنون من تعطيل برنامج الرئيس وسياساته وتمرير التشريعات التى تعزز من فرص مرشح الجمهوريين فى انتخابات الرئاسة القادمة والمرجح أن يكون ترامب. المؤكد فى كل الحالات أن الانقسام فى المجتمع الأمريكى هو سيد الموقف، وأنه سيبقى كذلك لفترة طويلة. والخوف الحقيقى هو من موجة التشكيك المسبق فى نتائج الانتخابات والتهديد بعدم الاعتراف بها من جانب بعض المتطرفين اليمينيين، وما يمكن أن يقود إليه من عنف كما حدث فى اقتحام الكونجرس!
تأمل أمريكا أن تخرج من الانتخابات بسلام، ويأمل العالم أن يجد أمريكا المنحازة للسلام والتنمية.. لتتوقف الحرب فى أوكرانيا، ولتحشد كل إمكانياتها فى معركة إنقاذ البشرية من تلوث المناخ.. فلننتظر لنرى!
