100 عام على اكتشاف مقبرته.. هؤلاء «الرابحون» مـن الملك «توت»

اكتشاف مقبرة توت عنح آمون
اكتشاف مقبرة توت عنح آمون

كتب: عصام عطية

مائة عام مرت على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، من 4 نوفمبر 1922، الملك الطفل الذى شغل العالم بأبحاث وكتب وأفلام وثائقية، ستحتفى به مصر بصفة خاصة والعالم بصفة عامة، ننتظر كتبا ستصدر في مئويته، وأسراراً جديدة سيبوح بها علماء الآثار، حتى لو كانت مجرد اجتهادات، فمازال الملك توت قادراً على إبهار العالم، وأي حديث عنه من علماء الآثار سيكون مجالًا للجدل والإثارة.

السؤال الذى يطرح نفسه بعد مائة عام من اكتشاف مقبرته، من هم الرابحون من توت عنخ آمون حتى الآن؟.. وما هي الأسرار الجديدة التي سيفجرها علماء الآثار فى مئوية الفرعون الصغير؟.. هنا يقول الدكتور أحمد صالح، مدير عام آثار أسوان سابقا، إن الرابحين من مقبرة توت هم الأثريون الذين سافروا مع معارض توت الخارجية، والتي استمرت لسنوات طويلة خارج مصر.

وأشار صالح، إلى أن مصر استفادت من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، التي كانت تضم 6 آلاف قطعة أثرية، و40% منها ذهب خالص، ومنذ عرض قطع توت في المتحف المصري بالتحرير دخلت للبلاد عملة صعبة إضافة للمعارض الخارجية.

الدكتور عبد الفتاح الصباحى، عالم الآثار المصرية، يرى أن الرابح الأكبر من اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون هو هوارد كارتر، لص الآثار الذى سرق المقبرة قبل الافتتاح الرسمي لها، على حد تعبيره.

ويقول عالم الآثار الدكتور طارق فرح، إن الرابح من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون هي مصر أولا من خلال المعارض، وأيضا دولة مثل الصين التي قامت بعمل مستنسخات لتوت عنخ آمون، بينما مصر لم تفكر وقتها في عمل مثل هذه المستنسخات، قبل أن تدرك قيمة المستنسخات في السنوات الأخيرة، أيضاً أمريكا لأنها قامت باستنساخ مقبرة لتوت صورة طبق الأصل، واستفادت منها كثيرًا.

أدلة جديدة ظهرت مؤخرًا تؤكد نهب قبر الملك توت، حملها كتاب بعنوان توت عنخ آمون والمقبرة التي غيرت العالم لبوب برير، عالم المصريات بجامعة لونج آيلاند في نيويورك، يؤكد فيه أن هوارد كارتر سرق مقبرة توت عنخ أمون مدعوماً بالمستندات.

صحيفة الجارديان البريطانية، نشرت موضوعاً حول الكتاب ووجهت اتهاماً جديداً لكارتر بأنه تعامل مع ممتلكات المسروقة بلا شك من المقبرة في رسالة غير مطبوعة أرسلها إليه في عام 1934 أحد أعضاء فريق التنقيب الخاص به، آلان جاردينر، وجاء في المقال: اكان كارتر قد جند جاردينر لترجمة الهيروغليفية التي عثر عليها في قبر عمره 3300 عام، وأعطاه فيما بعد التميمة المستخدمة لتقديم القرابين للموتى، مؤكداً له أنها لم تأت من مقبرة توت، عرض جاردينر التميمة على ريكس إنجلباخ، المدير البريطاني للمتحف المصري في القاهرة آنذاك، وشعر بالفزع عندما قيل له إنها جاءت بالفعل من مقبرة توت لأنها تطابق نماذج أخرى كلها مصنوعة من نفس القالب، وتابع المقال: أرسل رسالة إلى كارتر، قال فيها إن التميمة التي أريتني إياها قد سرقت بلا شك من قبر توت عنخ آمون، وقال جاردينر لكارتر: أنا آسف بشدة لكوني وضعتك في مثل هذا الموقف المحرج.

ويعتقد العديد من علماء الآثار المصريين بالفعل أن كارتر سرق بعض متعلقات توت عنخ آمون، وقد استندوا في اعتقادهم إلى حقيقة أنه من وقت لآخر يتم اكتشاف بعض القطع الأثرية لهذا الملك الشاب معروضة للبيع في قاعات المزادات الدولية.

وقال بوب بريير لصحيفة الأوبزرفر: اكان معروفاً أن كارتر يمتلك بطريقة أو بأخرى، أشياء من مقبرة توت عنخ آمون، مضيفًا أن عالم الآثار وفريقه دخلوا القبر قبل الافتتاح الرسمي، حاملين أشياء، لاسيما الجواهر، التي تم بيعها بعد موت كل منهم، وكان هوارد كارتر قد استفاد من هذا التوغل الأول في المقبرة لاصطياد بعض القطع، بما في ذلك تميمة جنائزية، تم تقديمها لاحقًا إلى آلان جاردينر، الذى شارك في دراسة نقوش المقبرة.

اقرأ أيضًا: أعظم كشف أثري في تاريخ البشرية.. أسرار من مقبرة «توت عنخ آمون»