«الأوقاف» تهاجم الأفكار الظلامية بمبادرة «حق الوطن»

جانب من الندوة
جانب من الندوة

كتبت: ريحاب محمد

دشنت وزارة الأوقاف مبادرة "حق الوطن" خلال الندوة التي عقدت بمسجد النور بالعباسية بحضور وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبدالرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، والشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الدينية.

وزير الأوقاف استهل كلمته في الندوة بالتأكيد على أن الوطن ليس مجرد أرض نسكنها فقط بل كيان نسكنه ويسكننا وأن الحفاظ على الأوطان واجب شرعي وديني ووطني ويجب أن نعمل على تحقيق الخير لهذا الوطن انطلاقا من الوطنية الصادقة التي هي انتماء حقيقي عن طريق بذل الجهد والعرق والعمل من أجله.. كل واحد فى مجاله يبذل جهده ويعطى الوطن حقه، فكل منا يؤدى حق الوطن من خلال عمله سواء المفكرون والإعلاميون والدعاة لتوصيل وعى رشيد من خلال مجاله وتخصصه، حيث حددنا هدفنا فى المبادرة من خلال أربع نقاط أساسية، هي: الوعى بأهمية الوطن والحفاظ عليه، وأهمية العمل والإنتاج، والعمل على استعادة منظومة قيمنا الجميلة والأصيلة فمن يطالع السوشيال ميديا ويتصفح مواقع التواصل الاجتماعى يجد ابتذالاً وتدميراً للأخلاق والقيم لتحقيق الشهرة فقط، وكذلك ترسيخ التعاون الاجتماعى والإسهام فيه. فمن خلال هذه النقاط الرئيسية التى حددتها المبادرة نستطيع محاربة الأفكار الظلامية الهدامة ومساعدة وطننا وإعطاءه حقه الواجب علينا لأنه بيتنا الكبير.

بينما أشار كرم جبر خلال كلمته إلى دور العلماء، قائلاً: إننا عندما نريد توصيل رسالة لا نجد أفضل من العلماء المتواجدين الآن معنا والمنتشرين فى كل المساجد فى كل أنحاء العالم، وذلك من خلال الاحتكاك بالناس وتوصيل الأفكار لهم وكذلك من خلال الناحية الإعلامية.

وأضاف: لقد شعرت بحزن شديد جداً عندما وجدت بنتاً متعلمة ومن أسرة كبيرة وخريجة الجامعة الأمريكية مقدمة للمحكمة بتهمة الاتجار بالبشر وقد أساءت استخدام مواقع التواصل الاجتماعى رغم أنها كانت على علم باللغات والكمبيوتر والحداثة وكل شيء وفى النهاية حكم عليها بعشر سنوات سجن لإساءتها استخدام التكنولوجيا، ولذلك يجب نشر الوعى حتى نعلم أن هذا الموبايل المتواجد مع كل طفل الآن يمكن أن يصبح قنبلة موقوتة تنفجر فيه وتنفجر فى الأسرة، فهذا يحمل رسالة للناس أن نحافظ على الأخلاق والقيم.

بينما أكد عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة فى كلمته أن للأوطان حقوقاً متعددة، فالظروف التى تمر بها فى عالم مضطرب سياسيا وصحيا واقتصاديا وأزمات متلاحقة فرضت تحديات ضخمة وأعباء كثيرة على جميع الدول خاصة النامية وبات العمل على استقرار الأوطان واجبا حتميا ومطلبا أساسيا لمواجهة هذه المتغيرات مما يفرض على الجميع التلاحم والتعاون من أجل مواجهة هذه التحديات خاصة أننا نتفق جميعا على أن مصر خلال السنوات الماضية قطعت أشواطا كبيرة من خلال مشروعات قومية ضخمة تكلفت المليارات وساهمت فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام.. ووفرت العديد من فرص العمل، وبفضل الإصلاحات الجذرية عملت مصر بنجاح كبير فى السيطرة على أزمة كورونا التى ضربت العالم أجمع والتى عبرناها بسلام.. والآن نجد تصارعا أكبر فى الأحداث بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التى فرضت آثارا سلبية على العالم أجمع ومزيد من الأعباء السلبية ولا يزال أثرها حتى الآن.. وهذه المستجدات والأحداث الطارئة المتلاحقة تنشئ البيئة الخصبة التى تنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة وتبث الأكاذيب.. ومن هنا يظهر أهل الشر ليكثفوا بث سمومهم، مستهدفين التلاعب فى العقول لزحزحة ثقة الشعب بمؤسساته المختلفة من خلال أبواقهم الإعلامية المضللة.. وهنا يأتى حق الوطن للحفاظ عليه.. وبما أننا فى فضاء إعلامى وسماء مفتوحة فيأتى هنا دور الصحافة المصرية الرائد وخاصة المؤسسات القومية.. من خلال كشف الحقائق باستقصاء المعلومات من مصادرها الموثوقة حتى يقطعوا الطريق على أهل الشر والفتنة الذين يريدون التدمير.

وشدد عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية على قضية الوعى فيما يواجه الأوطان من خطر كبير والذى يهدف لتدميرها وتشويه الإسلام علما بأن هؤلاء ليس لهم علاقة بالأديان ولكن هذه الفكرة هى السبب فيما آلت إليه الدول الآن من فوضى وخراب وتدمير.. ولذا يجب علينا خلق جسور وترابط بين الناس والعلماء للتوعية ومواجهة أفكار السوشيال ميديا المدمرة حتى لو كانت المهمة ثقيلة.

واختتم الشيخ خالد الجندى اللقاء بكلمته التى أوضح فيها أن المشايخ القدماء العظام مثل الشيخ الشعراوى كانوا أوفر حظًّا من شيوخ اليوم لأنهم لم يخوضوا معركة السوشيال ميديا مثل شيوخ اليوم موجهًا كلمته لعلماء الأوقاف قائلًا: أنتم تخوضون أعنف معركة دعوية فى وزارة الأوقاف فالوزارة تواجه كل شياطين العالم عن طريق هذا العالم الافتراضى الذى فرض علينا مؤخرا.. فأصبحت أزمة الدعاة ليست خطبة الجمعة ولكنها أصبحت السوشيال ميديا التى تحرص على الفساد والفوضى والإباحية.

أقرأ أيضأ : «الأوقاف» تعتمد 16 مجلسًا لإقراء القرآن الكريم على أعلام التلاوة