في الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون

افتتاح مشروع ترميم «بيت كارتر» مكتشف مقبرة توت عنخ أمون

«بيت كارتر» مكتشف مقبرة توت عنخ أمون
«بيت كارتر» مكتشف مقبرة توت عنخ أمون

 احتفلت مدينة الأقصر اليوم بافتتاح منزل (بيت هوارد كارتر)، مكتشف مقبرة وكنوز الملك توت عنخ أمون، بعد أن خضع لأعمال ترميم وتطوير من خلال مشروع نفذه مركز البحوث الأمريكي بمصر بشراكة مع وزارة السياحة والآثار وبتمويل من الهيئة الأمريكية للمعونة الدولية.

بدأت الاحتفالية بالكلمة الرئيسية للمؤتمر، ألقاها الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق وعالم الآثار المصرية بعنوان "توت عنخ آمون: عائلته ووفاته ووادي الملوك بعد رحيل هوارد كارتر"، وشهدت الجلسة الأولى للمؤتمر إلقاء محاضرات من كلٍ من اللورد جورج كارنارفون والليدي فيونا كارنارفون، وهما من أحفاد اللورد جورج هربرت إيرل كارنرفون الخامس الذي موّل أعمال التنقيب عن المقبرة، وسوف يشهد المؤتمر خلال اليمين القادمين محاضرات متميزة أخرى.

اقرأ أيضا |  جولة داخل بيت كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون بعد تطويره| فيديو وصور

يذكر أن  "بيت كارتر"  كان يعيش فيها هوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك توت عنخ  آمون والذي يقع بالبر الغربي لمدينة الأقصر وقد تم خضوعه لمشروع ترميم شامل تحت إشراف  بعثة من مجلس بحوث الأثار شمل إجراء بعض الأعمال الإنشائية وإعادة تنسيق المساحات الخضراء. وإقترنت هذه الأعمال بتقديم لوحات إرشادية جديدة للزائرين وعرض حديث ودقيق تاريخيًا للتصميم الداخلي للبيت وأثاثه يعكس معلومات إضافية عن شكل الحياة في البر الغربي في أوائل القرن العشرين وتفاصيل مثيرة للاهتمام عن وظائف البيت وغرفه المتخصصة المختلفة

وعن تاريخ إنشاء تقول  الدكتورة لويز برتيني، المديرة التنفيذية لمركز البحوث الأمريكي بمصر أن بيت كارتر تقول أنه تم تشييده في عام 1911، وتمت توسعته لاحقًا بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ليكون بمثابة مكان لتسجيل ودراسة الآثار المكتشفة بالمقبرة. في الرابع من نوفمبر من عام 1922 وبعد بحث مضنٍ استغرق ما يقرب من عقد من الزمان عثر فريق كارتر على أول اثنتي عشرة درجة من الدرجات التي أدت إلى مدخل مغلق بأختام تحمل اسم توت عنخ آمون. كان ذلك اليوم المشهود بداية مشروع امتد لعشر سنوات وشمل اكتشاف وحفظ 5000 آلاف قطعة أثرية داخل المقبرة ونقلها إلى القاهرة. خلال تلك الفترة وحتى وفاته في عام 1939 ،

وتضيف بأن مركز البحوث الأمريكي بمصر قد قام بترميم البيت الذى ترجع أهميته إلى أن  "هوارد كارتر"  مكتشف مقبرة الملك الصغير "توت عنخ آمون" كان يقيم فيه وقت اكتشاف المقبرة حيث يقع  بالقرب من المدخل المؤدي إلى وادي الملوك وهو بيت من الطوب اللبن وقد تم ترميمه بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة عائلة أدينا لي سيفين وبالشراكة مع وزارة السياحة والآثار المصرية  وبهذه المناسبة  وأقيمت اليوم  احتفالية ضخمة يستضيفها مركز البحوث الأمريكي بمناسبة إعادة افتتاحه رسميًا للجمهور بعد ترميمه وتطويره.

وأضافت د برتينى أن مشروع ترميم بيت كارتر، شمل إجراء بعض الأعمال الإنشائية وإعادة تنسيق المساحات الخضراء، وقد اقترنت هذه الأعمال بتقديم لوحات إرشادية جديدة للزائرين وعرض حديث ودقيق تاريخيًا للتصميم الداخلي للبيت وأثاثه. بناءً على ذلك أجريت بعض الإصلاحات لمواجهة المشكلات الناجمة عن المياه التي أضرت بهيكل البيت المُشيّد بالطوب اللبن وأُدخلت بعض التعديلات على المساحات الخضراء لمنع حدوث أي أضرار مماثلة في المستقبل ، كما استبدلت مواسير المياه القديمة والمكسورة في البيت، وأزيلت الأسوار النباتية والأشجار التي كانت مزروعة بالقرب من جدران البيت، وأنشئت منطقة عازلة خالية من المياه حول البيت.

وتؤكد الدكتورة لويزبرتينى أن مركز البحوث الأمريكي بذل جهدًا كبيرًا لخلق تجربة تفاعلية ونموذجية للزائرين بالبيت. وبعد 4 نوفمبر 2022 سوف يستمتع زائرو بيت كارتر بقراءة لوحات إرشادية شاملة باللغتين العربية والإنجليزية وبمشاهدة صور أرشيفية تستعرض سياق الظروف الاجتماعية والسياسية التي أحاطت باكتشاف المقبرة والشخصيات الرئيسية العديدة المصرية والأجنبية التي شاركت في ذلك الكشف الهائل. كما ستقدم معلومات إضافية عن شكل الحياة في البر الغربي في أوائل القرن العشرين وتفاصيل مثيرة للاهتمام عن وظائف البيت وغرفه المتخصصة المختلفة، مثل غرفة التصوير المظلمة. وستُستكمل المعلومات الجديدة بالموقع بجولة افتراضية في البيت.   

وقد عاش كارتر بالقرب من المدخل المؤدي إلى وادي الملوك في بيت من الطوب اللبن كان قد شيّده في عام 1911. تألف البيت من قاعة مركزية واحدة تعلوها قبة وغرفة دراسة ومعمل تصوير وهي عناصر أصلية بقيت على مدار المئة عام الماضية. انتقلت ملكية البيت في عام 1939 إلى مصلحة الآثار المصرية، واستخدم لاحقًا استراحة لمفتشي الآثار. في عام 2019 تم ترميم بيت كارتر لأول مرة وافتتح للجمهور باعتباره مصدر جذب سياحي وثقافي.

ويقول  د. نيكولاس وارنر – مدير مشاريع التراث الثقافي بمركز البحوث الأمريكي بمصر "لقد كفل مشروع ترميم بيت كارتر وتحديث المعلومات المقدمة لزائريه استمرار هذا الموقع التراثي المعاصر نسبيًا في تقديم الوعي والمعرفة عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وعن حياة كارتر إلى جميع زائريه. يعود الفضل في نجاح هذا المشروع إلى التعاون الراسخ والشراكة القوية بين مركز البحوث الأمريكي بمصر ووزارة السياحة والآثار وإلى دعم المانحين والشركاء التقنيين."

جدير بالذكر أن مركز البحوث الأمريكي بمصر تأسس في عام 1948، وهو منظمة خاصة غير ربحية تتألف من مؤسسات تعليمية وثقافية وعلماء متخصصين وأشخاص عاديين. يُسهم المركز من خلال المنح والأعمال الميدانية ومدارس الحفائر التي يقدمها بالشراكة مع كيانات مصرية في تحقيق الهدف المشترك المتمثل في الحفاظ على التراث الثقافي، كفلت العلاقة القوية بين المركز ووزارة الآثار (المجلس الأعلى للآثار سابقًا) نجاح عملنا المشترك على مر السنين.