يعشق الملايين حول العالم تربية الحيوانات الأليفة، خاصة القطط التي تحظى بأحجام مختلفة وألوان مميزة للغاية، لكنها قد تتسبب في بعض مشكلات التنفس لمربيها.
الدكتور بورفي باريك، أخصائي الحساسية والمناعة في مدينة نيويورك، تحدث لموقع فوكس نيوز، قائلا إن أكثر من 15٪ من سكان الولايات المتحدة يعانون من حساسية من وبر الحيوانات الأليفة، مما قد يجعل من الصعب على محبي الحيوانات أن يكونوا آباءً مثاليين للحيوانات الأليفة.
وتتزايد احتمالية الإصابة بالحساسية تجاه الحيوانات الأليفة بالتزامن مع الحساسية الموسمية الأخرى، حيث أكد الدكتور باريك أن «حوالي 50 مليون أمريكي يعانون من الحساسية البيئية والحساسية من الحيوانات الأليفة».
وحذر العديد من الأشخاص الذين لديهم حساسية من حبوب اللقاح وعث الغبار والعفن من أنهم قد يكون لديهم أيضًا حساسية تجاه قطتهم أو كلبهم، حيث اشتملت أعراض الربو على السعال وصعوبة التنفس ويمكن أن تثيرها الحيوانات الأليفة، لأن أكثر مسببات الربو شيوعًا هي الحساسية المحمولة بالهواء.
وتميل حساسية القطط إلى أن تكون أكثر ثباتًا لأنها «مادة مسببة للحساسية شديدة اللزوجة»، إذ تم تصنيف القطط على أنها «أنواع غريبة غازية» من قبل المعهد العلمي البولندي.
لكن الغريب أنه حتى في الجزر النائية حيث لا توجد قطط، تم العثور على حساسية هناك من القطط. وتعليقا على ذلك يرى الدكتور الأمريكي أن «الأشخاص الذين يبحثون عن قطة يحتاجون إلى فهم أن مادة الحساسية هذه تلتصق بهم وتسافر معهم».
ومضى في تفسيره الطبي: «هناك طريقة للتعايش بين حساسية القطط وحبك لها، لكن عليك أن تكون ذكيا حيال ذلك»، وعلى سبيل المثال لابد من التفكير في سلالات القطط الأصغر، لأنها تميل إلى إفراز عدد أقل من مسببات الحساسية.
وأضاف: «لا يوجد شيء اسمه مضاد للحساسية تمامًا، لكن هناك أنواعًا معينة في قطط معينة قد تحتوي على قدر أقل من مسببات الحساسية، ويمكن أيضًا العثور على مسببات الحساسية للقطط في لعابها - لذلك تجنب الحساسية بنسبة 100٪ أمرا غير ممكن».
وأوصى باريك بضرورة اختبار أي شخص مهتم بالحصول على قطة من الحساسية قبل إحضارها الى المنزل، واعتمادًا على شدة الحساسية فإن هناك بعض خيارات العلاج لمنع الحساسية، بما في ذلك استخدام أجهزة تنقية الهواء وتناول حبوب الحساسية.
وعلق على ذلك بقوله: «أجهزة تنقية الهواء جيدة جدًا في تصفية وبر الحيوانات، لذلك سأحتفظ بذلك بالتأكيد في الغرف التي تقضي فيها معظم الوقت ، وخاصة غرفة النوم»، موصيًا بضرورة إبعاد القطط عن غرفة النوم حيث يقضي الناس معظم وقتهم في هذه المساحة أثناء النوم.
وأكد أخصائي الحساسية أن العلاجات الأخرى مثل مضادات الهيستامين وقطرات العين وبخاخات الأنف يمكن أن تكون مفيدة في إخضاع أعراض الحساسية، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الربو أيضًا إلى استخدام جهاز الاستنشاق، لأن الحالة «يمكن أن تكون خطيرة» إذا تركت دون علاج.
لكن أفضل علاج موصى به من قبل باريك هو تقنية تسمى إزالة التحسس، وهي عبارة عن سلسلة من حقن الحساسية التي تقلل ببطء الحساسية لمسببات حساسية الحيوانات الأليفة بمرور الوقت.
