عاجل

بدون تردد

القمة العربية وتطلعات الشعوب (٣)

محمد بركات
محمد بركات

المتابع والمتأمل فى تطورات الأحداث على الساحة العربية خلال التوقيت المواكب لانعقاد القمة العربية الحادية والثلاثين، التى انطلقت فعالياتها فى الجزائر الثلاثاء الماضى، يلاحظ بالتأكيد ذلك الفيض الكبير من مشاعر القلق وعدم اليقين الذى يسود الواقع العربى الممتد من المحيط الأطلسى وحتى الخليج العربى.

ويلفت انتباهه بالتأكيد حالة الاضطراب والتوجس وعدم الاستقرار الإقليمى والدولى، التى تخيم على المنطقة والعالم كله، فى ظل حدة وتصاعد حزمة من الأزمات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، الناجمة عن الحرب المشتعلة دون توقف فى اوكرانيا، وانعكاساتها السلبية الممتدة إلى كل الدول والشعوب بما فيها عالمنا العربى.

ومن المؤكد أن يستوقفه أيضا ذلك الوجود الاستفزازى الظاهر واللافت لدول غير عربية ذات تأثير سلبى وتواجد غير مرغوب به فى بعض الدول العربية، وهذه الدول هى: إيران وتركيا ولكل منهما دور وتأثير سلبى، وأطماع وأهداف فى المنطقة عموما وفى سوريا ولبنان والعراق وليبيا والخليج على وجه الخصوص.

ولكن الأمر لا يقتصر فقط على هاتين الدولتين، بل يمتد ليشمل قوى دولية أخرى ذات أهداف وأطماع وممارسات بالمنطقة فى مقدمتها إسرائيل بالطبع، هذا بالإضافة إلى التدخلات فى الشأن العربى العام من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرهما.

وفى ظل ذلك كله كان من الطبيعى تعاظم مسئولية القادة والزعماء العرب المجتمعين بالقمة، لبذل أقصى الجهد المتاح لتلبية آمال ومطالب المواطنين العرب، المتطلعين إلى موقف عربى موحد تجاه التحديات الجسام التى تواجه الأمة العربية حاليا.

وكان من الطبيعى أيضا أن يكون فى الصدارة من هذه المطالب وتلك الآمال، السعى الجاد لإنهاء كافة مظاهر الخلافات بين الدول العربية، والتوافق على موقف عربى موحد فى مواجهة الأخطار المهددة والمحيطة والمتربصة بالعالم العربى، فى محاولة جادة كى تكون هذه القمة فعلاً وصدقاً قمة لم الشمل العربى.

«وللحديث بقية»