إنها مصر

قمة المناخ

كرم جبر
كرم جبر

مخاوف وهواجس الدول الأفريقية والنامية تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته فى قمة المناخ، التى انعقدت فى جلاسجو العام الماضى، عندما أكد على ضرورة وفاء الدول المتقدمة بتعهدها لمواجهة تغير المناخ، وثقته فى الخروج بنتائج إيجابية، وأن تتحمل الدول الكبرى مسئوليتها التاريخية لحماية الأرض من الأخطار الرهيبة التى تهددها.

أفريقيا كالعادة كانت حاضرة فى كلمة الرئيس عندما أشار إلى أن مصر تدعو العالم لمعاملة القارة السمراء معاملة خاصة، وفقاً لحجم التحديات التى تواجهها لمواجهة آثار التغيرات المناخية التى باتت تؤثر على العالم كله، للوصول إلى المستهدف وتحقيق 1.5 درجة مئوية، وهو أمر حتمى لا يتحمل التأخير، لضمان تعزيز جهود خفض الانبعاثات والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.

الدول الصناعية هى المتسبب التاريخى فى مشكلة تغير المناخ منذ أوائل القرن التاسع عشر فى الثورة الصناعية، نتيجة حرق كميات كبيرة من الوقود وعدم الانتباه لما يسببه ذلك من مخاطر كبيرة.

والمشكلة أيضاً فى بعض الدول مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية، التى زادت انبعاثاتها الكربونية فى السنوات الأخيرة والدول الفقيرة تدفع الثمن.

تحذيرات شديدة اللهجة، وبحلول عام 2030 قد يكون العالم محاصراً بتأثيرات شديدة للتغير المناخى، تتجاوز حدود ما يمكن للدول أن تتكيف معه، مثل الحرارة الشديدة والجفاف والعواصف، ويمكن أن تؤدى إلى تأثيرات متتالية يستطيع الجميع الشعور بها فى جميع أنحاء العالم خلال العقد المقبل.

الأمر ليس بسيطاً بل مزيد من الجوع والفقر ونزوح السكان من مناطق الخطر إلى مناطق أكثر أماناً، والصراع داخل البلدان المعرضة للتغيرات والمتوقع أن يحدث ذلك بحلول عام 2030، إذا لم يبادر العالم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع آثار غير مباشرة على مناطق بأكملها وتدهور الاقتصاد العالمى.

ولتجنب الكوارث المحتملة من الضرورى التوسُّع فى استخدام الطاقة النظيفة، والتوسُّع فى الزراعة على حساب الصناعة، خاصة زراعة الأشجار والغابات لتقليل تأثير تغيُّر المناخ على البحار والمحيطات، وزراعة الغابات التى تمتص الحرارة وتساعد فى انخفاضها بشكل عام.

المستهدف هو الإبقاء على درجة الحرارة عالمياً فى نطاق يمكن التحكم فيه، والحفاظ على التقدم الذى أحرزته اتفاقية باريس 2015 التى نصت على خفض الانبعاثات وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة.

تبدو أزمة المناخ وكأنها حالة طوارئ تواجهها البشرية، وتمثل قمة جلاسجو اختباراً حقيقياً لقادة العالم لإظهار أفعالهم ومدى جديتهم فى معالجة المخاطر التى سببتها دولهم، وإلا سنشهد أحداثاً جساماً تفوق فى شدتها أهوال كورونا.

نشر هذا المقال فى 2 نوفمبر 2021.