طاهر قابيل يكتب: الحلم أصبح حقيقة

طاهر قابيل
طاهر قابيل

لا يستطيع إلا «الضرير» أو «المغرض» أن ينكر حدوث طفرة كبيرة شهدتها الطرق المصرية.. فيكفى أن تسير على محاور «الإسماعيلية» و«السويس» و«بورسعيد» وفي سيناء و«الجلالة» إلى الغردقة ومدن البحر الأحمر.. حتى إذا ذهبنا إلى أطراف القاهرة والجيزة أو إلى طريق «بنها الحر» للسفر إلى محافظات «الوجه البحري» أو عبر الطريقين «الشرقي والغربي» للذهاب إلى «الصعيد وجنوب مصر» أو للقرى السياحية والمصايف بالساحل الشمالي  من «الضبعة» و«الإسكندرية الصحراوي».. فكل شيء تغير إلى الأفضل.

أرفع «القبعة» احترامًا لقيادتنا السياسية لما أشاهده كل يوم من جديد.. فمشروعات الطرق التي تضارع البلاد المتقدمة تم تشييدها في كل مكان.. وهي نقلة لفتح شرايين تنموية ساهمت في تغيير صورة الحياة وخفض معدلات الحوادث وذلك بإنشاء محاور على النيل ليصل إجماليها 59  محورًا وما يقرب من 600 كوبرى وإقامة معابر وأنفاق أعلى مزلقانات السكك الحديدية وعند تقاطعات الطرق الرئيسية.

كانت القاهرة التاريخية «عقدة مرورية كبيرة» حلت المحاور والشبكات  الجديدة شيئًا من المشكلة وحققت مميزات كثيرة.. من أهمها تمكن المواطن من الوصول إلى عمله في أسرع وقت مع توفير الوقود.. هذا بالإضافة إلى منظومة «النقل الذكي ITS» التي تساهم في توفير السلامة والأمان وزيادة سرعة الحركة وتوفير الراحة للموظفين والمسافرين ودخول معظم الطرق نظام المراقبة بالكاميرات التي ترصد الحالة المرورية على مدار الـ 24 ساعة وتحل الاختناقات وتساهم في ضبط السلوكيات.. وأبدى لي كل من التقيت بهم سعادتهم بالتطوير الكبير على الطرق والمحاور وتقليل الوقت المهدر في الزحام وخاصة مع تخصيص حارات منعزلة لسيارات النقل الثقيل. 

لأنني من سكان الجيزة سألت زميلًا لي عن «شرق القاهرة» فقال كنا نأخذ أكثر من ساعتين للعودة من عملنا بوسط القاهرة حتى الأطراف.. ولكن كل شيء تغير فالكباري قربت المسافات وعلى رأسها محور «الحضارة».. ولم تعد «القاهرة الجديدة» أو«مدينة الرحاب» أو «الشروق» أو غيرها أماكن بعيدة نسافر إليها، فحلت المحاور الأزمات ويسرت الكثير ولكننا نفتقد «اللوحات الاسترشادية» لإنقاذنا من «التوهان».. أما الجيزة فالطرق الحديثة كثيرة وأمام العمل في توسعة «الدائري» وتكدسه في بعض المناطق ولأني أعمل في وسط البلد  فأمامي البديل وهو «السياحي» آخذه في 15 دقيقة للوصول إلى المنيب ثم تحرمني شوارع القاهرة في الجيزة والبحر الأعظم و أسفل كوبري «الخديوي عباس» وفي شارع النيل.. وباعة البالة في 26 يوليو والميكروباصات وسائقو التوك توك من الوصول إلى عملي في الوقت المناسب.. الحلم تحقق ولكن  سلوكنا عائق للتقدم والشعور بالراحة والحفاظ على الوقت.