كرم جبر يكتب: الوعي الحقيقي

كرم جبر
كرم جبر

الرئيس السيسى دائم التأكيد على ثقته فى وعى المصريين وهو دائماً يراهن عليهم، ويؤكد أن كل ما وصلت إليه البلاد، ليس بفعل الرئيس أو الحكومة، وإنما صاحب الفضل هو الشعب المصرى، الذى تحمل عن طيب خاطر فاتورة الإصلاحات.

والرئيس دائم الدعوة إلى الاصطفاف خلف الدولة وليس الرئيس، والتحذير من دعاوى الفوضى، لأنها لو حدثت - لا قدر الله - فلن تقوم للبلاد قائمة.
ورغم قسوة الأحداث التى مرت بها البلاد قبل عشر سنوات، وحالة الاستقرار التى ننعم بها، إلا أن الاستهداف لايزال مستمراً، وهناك من يحلم بالعودة إلى أجواء التوتر وهدم الاستقرار، والمواجهة بالاصطفاف والتلاحم ونبذ الخلافات، وأن ننظر حولنا ونقول «اللهم احفظ مصر وشعبها».

هناك من يخطط ويتآمر سراً وعلناً، سراً فى الداخل خوفاً من قبضة الدولة القوية، وعلناً فى الخارج واستخدام القنوات المعادية والكتائب الإليكترونية، وتساعدهم دول وحكومات، إما معادية أو تحت حجج وذرائع مختلفة.

التشكيك أصبح صناعة «قوى الشر» الذين يستهدفون التحريض وبث الشائعات والأكاذيب، والهدف هو ضرب الثقة بين الدولة والمصريين، واستهلاك رصيد الشعبية الذى يتمتع به الرئيس، حتى لو كان الثمن انهيار البلاد.

كل المؤسسات معنية بالدفاع عن الدولة، والدولة التى هى الشعب والأرض والسيادة، وهى الباقية أما الأنظمة فتتغير، وتقع مسئولية الدفاع عنها على عاتق الجميع، لأنها ملك لكل المصريين وليس لرئيس أو حاكم.

ويحرص الرئيس فى كل خطاباته على تعظيم مفهوم الدولة الوطنية، التى تحمى شعبها وتحفظ أرضها وتحترم سيادتها، وتقف صامدة وسط الفوضى، وتجربتنا تقول إن الهوية الوطنية كانت حائط الصد ضد جماعة الشر.

الدولة الوطنية بمؤسساتها العريقة وفى صدارتها القوات المسلحة والشرطة، والمصريون مسلمين وأقباطا، والأرض الطيبة التى نعيش عليها، وهى الخطوط الآمنة التى يجب عدم المساس بها.
شتان بين النقد الكاشف للحقائق، والذى يستند إلى معلومات صحيحة وأرقام دقيقة، وبين الكذب والتهويل والافتراء، ومحاولات لى عنق الحقائق، ودور الإعلام وسائر مؤسسات الدولة أن يكونوا حارساً أميناً على الوعى ورفع درجات اليقظة عند الناس، ليكونوا متنبهين للشائعات التى تستهدف بلدهم بكل سوء.

وتعظيم الحرية المسئولة، ليس معناه مصادرة الرأى الآخر، أو فرض قيود على حرية التعبير، ولكن مراعاة للضوابط القانونية التى تحمى الحريات العامة والخاصة، فليس معنى امتلاك وسيلة إعلامية، أن تتحول فى أيدى أصحابها إلى أسلحة ضارة.