نبض السطور

الأمل يهزم الإحباط

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

التفاؤل بالمستقبل قادر على أن يضعك على الطريق الصحيح.. ففى حياة الشعوب والأمم كما فى حياة الأفراد لا تتوقف التحديات يومًا، وكلما نجحت فى عبور مانع مهما كان صعبًا ستجد بعده مانعًا آخر، لكن الثقة بالنفس والنظرة الإيجابية تقودانك دائمًا لعبور كل التحديات.


كلنا نتذكر ما حدث بمصر بعد ثورة يناير.. يوم غاب الأمن وكنا نسهر تحت منازلنا بأى أسلحة لدينا لحماية أرواحنا وممتلكاتنا، يوم نجحت جماعة إخوان الإرهاب فى تحقيق مخططها والقفز على الحكم لنقضى عامًا أسود من الخوف والقلق والاكتئاب.. السلع شحت والطوابير ملأت الشوارع.. الشوارع والبيوت أظلمت والمستقبل كان ضبابيًا.. لكن الشعب المصرى كانت له كلمته فخرج فى ثورة يونيو ليستعيد دولته وحياته وابتسامته التى غابت.. وكان الجيش المصرى والبطل عبد الفتاح السيسى فى الموعد.. لتنفيذ إرادة الشعب وإنقاذ الوطن.
هذا ما لا يجب أن ننساه ونحن نواجه التحديات.. أزمة كورونا كانت تحديًا خارجًا عن إرادتنا لكننا عبرناها بسلام، رغم آثارها الصعبة على الاقتصاد والأسعار.. وجاءت الحرب الروسية - الأوكرانية لتصيب كل اقتصادات العالم وبينها اقتصادنا بقوة وقسوة لترتفع الأسعار ويواجه العالم مخاطر البطالة والكساد.


الإصلاح كان ضروريًا حتى يمكننا الصمود فى مواجهة التحديات.. لكن ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته أمام المؤتمر الاقتصادى كان عين الحق.. فعلى مدار سنوات طويلة لم يكن رصيد القيادة السياسية والحكومة بالقوة اللازمة التى يمكن أن تشكل قاعدة صلبة لخريطة طريق صعبة ومريرة تحتاج لسنوات عمل شاق وطويلة.


النجاح لا يتحقق فى يوم وليلة، يحتاج للعمل والصبر.. لكن شعبية القيادة دائمًا ما تكون البوصلة التى تقود الشعوب.. شعبية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانت كافية ليسير الشعب خلفه فى أى مسار.. بعدها تبدلت الأمور وحتى شعبية الزعيم الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام لم تكن كافية لإقناع الشعب بخطوات الاصلاح الاقتصادى عام ١٩٧٧ حتى لو كانت بطيئة.. بعدها جاء الرئيس الراحل حسنى مبارك لتتوقف عجلة الإصلاح تفاديًا لغضب الشعب وإيمانًا بأن الرصيد ليس بالقوة المطلوبة للسير فى طريق صعب وطويل.
وعندما وصل الرئيس السيسى إلى الحكم.. بإرادة شعبية كاسحة.. كانت شجاعة وفضيلة القرار بإطلاق الاصلاح الاقتصادى عام ٢٠١٦.. ومواصلة العمل والبناء وبذل كل جهد ممكن.. وأخيرًا إطلاق الحوار الوطنى لاستكمال الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى بتوافق الشعب ومشاركة الجميع..
الكل فى نفس المركب قيادة وشعبًا تختلف آراؤنا تحت مظلة الوطن وليس عليه.. لتتواصل مسيرة الإنجاز والإعجاز لبناء الدولة الحديثة والجمهورية الجديدة وتحقيق الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب.
الرئيس السيسى أكد فى كلمته أيضًا أن قدرات الدولة المصرية لم تكن أبدًا كافية لتلقى ضربات هائلة مثل الصراعات والحروب من حرب اليمن لحرب أكتوبر العظيمة لموجات الإرهاب المتلاحقة وغير المسبوقة التى أثرت سلبًا على التنمية والسياحة.. وكل هذه العوامل أثرت سلبًا على قدرات الدولة وعلى قدرتنا على مواجهة التحديات.


بلغت تكلفة ثورتى ٢٠١١، ٢٠١٣ حوالى ٤٧٧ مليار دولار.. الناس كانت قد فقدت الأمل فخرجت تطالب بالتغيير.. لكن الثمن كان فادحًا ودفعناه جميعًا دولة وشعبًا من جيوبنا ومازالت آثاره تمس حياتنا حتى اليوم.. لهذا كان الرئيس السيسى واضحًا قبل ترشحه فى انتخابات ٢٠١٤.. لم يمنح وعودًا جميلة وبراقة بل أكد أن التحدى كبير وضخم وأنه أكبر من قدرة أى حكومة لكنه ليس أكبر من قدرة وإرادة الشعب.. فإذا الشعب يومًا أراد الحياة لابد أن يستجيب القدر.. ومن لحظتها انطلقت مسيرة البناء والإصلاح يقودها الزعيم ويشارك فيها الشعب بأكمله.. ليتحقق فى سنوات قليلة ما لم يتحقق خلال قرن كامل من الزمان.
لكن جماعة إخوان الارهاب ومن ولاهم أصيبوا بالسعار والجنون.. الجماعة التى تأسست قبل ٩٦ عامًا استخدمت كل قواعدها وأموالها الطائلة لاستهداف وعى وإرادة الشعب المصرى.. ومع كل طلعة شمس تنطلق أبواقهم بملايين الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى ومنصاتهم الإعلامية بالخارج.. هدفهم التشكيك فى كل قرار وإنجاز.. هدفهم نشر الإحباط وضرب الأمل.. التأكيد دومًا على محاولة فصل الشعب عن حكومته وقيادته.. فأى مخطط لضرب مصر ومشروعها لن ينجح إلا بزرع الفتنة بين الشعب وقيادته.


فشلت مخططاتهم لقتلنا بالإرهاب.. وفشلت مخططاتهم لزرع الفتنة ولن تنجح.. الشعب المصرى تعلم الدرس جيدًا.. هذه جماعة تعيش على الفتنة والإحباط وزرع السم فى العسل.. هذه جماعة لا تريد سوى الدم لخدمة أسيادهم بالخارج.. لم ينجحوا ولن ينجحوا.. وستتواصل مسيرة العمل والبناء رغم أنوفهم الذليلة.


مصر محروسة بإرادة رب العالمين وبآيات الذكر الحكيم.. مصر محروسة بشعبها الواعى العظيم وبقيادتها الوطنية المخلصة.