حكايات| فطائر لحوم البشر في مدينة الحب.. «سويني تود» حلاق باريس الشيطاني

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


باريس.. كلمة ترسم لك لوحة بمجرد سماعها فهي مهد الحب والعشاق وارض الرومانسية ومدينة الأضواء والطعام المميز ذات المذاق الفريد على ضوء الشموع والموسيقى الهادئة والعطور الغنية وكونها مدينة تشتهر بكل هذه الصفات النقية فبالتأكيد لن تجد في تاريخها ووسط سكانها ما ينهي هذه الصفات في مقتل ولكن تقول الأسطورة أن مدينة الحب تمتلك شيطانها وهذه المرة في صورة حلاق.


لك كامل الحق أن تتعجب ولكن حتى تنتهي علامات التعجب المرسومة بين عقدة حاجبيك عليك أن تعود سريعا إلى العصور الوسطى وتحديدا عام 1384 حينما كانت باريس هي أول مدينة تقدم فطائر لحوم البشر الشهية في الشوارع نتيجة علاقة عمل ربطت بين حلاق وجزار.

 

اقرأ ايضا:حكايات| «ساتي» الممنوع منذ قرون.. قصة أغرب طقوس دينية محرمة في العالم


ففي زاوية تقاطع شارع مارموسيه مع شارع ديوكس هيرميتس وقع محل حلاق الأجانب الشهير " سويني تود" ذلك الحلاق الذي يبدو عليه وهو جالس خارج محله ينتظر زبونه القادم في هدوء كافة صفات الطيبة فحديثه المسلي وتعامله الجيد مع الطلاب الأجانب وعمله المتقن جعل منه رمز يلجأ إليه كل من يزور باريس وفقا لموقع "ميسي نيسي".

 

ولكن في واقع الأمر شهرة الحلاق "سويني تود" لم تكن سببها عمله المتقن فقط وإنما كان يجاور واحد من اشهر محلات الجزارة في باريس والتي وصلت سمعة فطائر اللحم التي يعدها هذا الجزار إلى الملوك والنبلاء الذين كانوا يطلبوا فطائره بشكل خاص حتى أن الملك تشارلز السادس شارك في تناول هذه الفطائر التي وقف الجميع احتراما لمدى تميز خلطتها السحرية.

 


لتصبح هذه الفطائر أكثر من مجرد علامة جذب لكل زائر فهي أيقونة باريس الفريدة ومن هنا نشأت علاقة العمل بين الحلاق والجزار فكل طالب اجنبي أو زائر يذهب إلى الجزار لتناول فطائر اللحم الشهية كان يمر على حلاق الأجانب " سويني تود" ومع مرور الأيام زادت علاقة العمل تعقدا ليكون الحلاق هو مورد لحوم الفطائر للجزار.
لا تنبهر فكانت هذه الفطائر المميزة والتي حيرت الجميع بخلطتها السرية ما هي إلا لحوم بشرية اعتمدت جودتها على مدى صحة الضحية فكان الجزار "سويني تود" هو المسؤول عن اختيار الضحية وتسليمها إلى الجزار لاختيار نوعية اللحوم المفضلة له.


فكان دور الحلاق هو الانتظار حتى يسمع صوت اقدام زبونه القادم داخل المحل وبعد الانتهاء من عمله المعلن بإتقان يقوم بتخدير الضحية لنقلها إلى الطابق السفلي والمشترك بينه وبين الجزار ليسلم بضاعته المخدرة إلى صاحب العمل الاصلي الجزار ويقوم هو الآخر بعمله من الذبح والفرم والتقطيع وإضافة التوابل تمهيدا لإعداد الفطائر المشهورة وفي المقابل يحصل الحلاق على نسبة من بيع كل فطيرة من لحوم البشر. 

 


وكون طبيعة الزبائن المعتادين للحلاق "سويني تود" من الطلاب الأجانب والذين تقل معهم احتمالية ملاحظتهم في عداد المفقودين أو الشعور بغيابهم إلا بعد هضمهم فساعدهم ذلك على الاستمرار في عمليات القتل هذه مع مئات الضحايا لمدة 3 سنوات متتالية وحتى عام 1387 ومع هذا العام تم كشف ستر سرهم عن طريق كلب أحد الضحايا وفقا لموقع "ديسكوفر واك".


حيث ظل الكلب في انتظار صاحبه على باب محل الحلاق سويني دون أن يمل مصرا على وجود صاحبه بالداخل وهو ما جذب نظر رجال الشرطة الذين استقبلوا خبر اختفاء طالب اجنبي جديد ولم يجد رجال الشرطة أمام إخلاص الكلب سوى أن يقوموا بتفتيش المكان ليعثروا على مئات العظام واللحوم البشرية في الجزء السفلي المشترك من المتجرين.


ومع إعدام سويني حلاق باريس الشيطاني وشريكه جزار فطائر اللحم البشري الشهية وحرق السكان لمتجرهما لطرد الشر من المنطقة وتكريم الكلب المخلص صاحب الفضل لكسر صمت أحد القضايا الطويلة بإعداد نصب تذكاري له تحررت الفطائر الفرنسية من لحوم البشر.