نبض السطور

فرص النجاح ومسيرة الإصلاح

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

كل تحدٍ يمثل فرصة حقيقية لمن يرغب فى العمل والنجاح.. قصة السنوات الثمانى الماضية وما حققته خلالها مصر من نجاح وإعجاز.. لخصها زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمات قليلة، وهو يشهد بالأمس أكبر انطلاقة لتوطين الصناعة المصرية عبر مبادرة - ابدأ - من خلال الملتقى والمعرض الدولى للصناعة.

قرارات حاسمة أعلنها الرئيس للتيسير على الصناع ومساعدتهم على فتح مصانعهم لتوفير فرص العمل للشباب وفتح البيوت.. بإعلانه عن ثلاثة أشهر ستتاح خلالها الرخصة الذهبية لكل من يتقدم بطلب لافتتاح مصنع أو استثمار لضمان انتهاء كل الإجراءات بعيدًا عن البيروقراطية.. ومطالبة البنوك بالتيسير فى منح القروض لمن يبدأ مشروعًا تحتاجه مصر فى إطار الخطط الموضوعة بعيدًا عن الإجراءات العادية ودراسات الجدوى.

انطلاقة حقيقية لتوطين الصناعة وفتح كل المنافذ أمام القطاع الخاص ورجال الأعمال للاستثمار وتشغيل المصانع.. لنستكمل خطواتنا السريعة الناجحة نحو المستقبل والتى انطلقت منذ ٨ سنوات وكان المؤتمر الاقتصادى الأسبوع الماضى علامة بارزة فى المسيرة.

وكانت الرسالة الأهم التى يؤكدها الرئيس فى كل مناسبة أننا جميعًا شركاء فى هذا الوطن.. الشعب والحكومة ورجال الصناعة والتجارة.. الكل معًا فى نفس المركب.. ويدًا بيد نستطيع تجاوز أى عقبات والانتصار على كل التحديات.

الرئيس السيسى عندما وضع النقاط فوق الحروف وهو يشرح فلسفة الحكم فى افتتاح المؤتمر الاقتصادى أشار إلى أحد التحديات المهمة.. عندما أكد أن ردود الفعل الشعبية لتحمّل تكلفة الإصلاح وضغوطها دائمًا ما كانت تشغل هاجسًا ضخمًا وعميقًا لدى صناع القرار وفى تقديرات الأجهزة الأمنية..

الرئيس أوضح ما يقصده تمامًا عندما قال إنه عندما كان يتم مناقشة إطلاق مسار الإصلاح الاقتصادى فى نوفمبر 2016 بحضور الأجهزة المختصة بالدولة.. رفض كل الحضور الإعلان عن قرارات الإصلاح الاقتصادى وتحرير سعر الصرف.. وكان رد الرئيس المسألة مش عافية.. دى بلد واحنا بنتاقش علشانها.. القرار دلوقتى نقدر نعدى بيه «قناية» ولكن لو تأخر هايبقى مطلوب نعدى بحر ومش هانعرف.. وصدر القرار وكان النجاح بفضل الله.. الرئيس قال للحضور لو رفض الشعب مسار الإصلاح سأدعو الحكومة للاستقالة وأعلن عن انتخابات رئاسية مبكرة.. فالمطلوب دومًا كان وسيظل شجاعة وفضيلة القرار، طالما الهدف حماية الأمة وليس حماية شخص.

يقال إن الشعوب تنسى سريعًا وذاكرتها مثل ذاكرة الأسماك.. لكن الحقيقة أن هذا التاريخ القريب فى نوفمبر 2016 مازلنا نذكره.. ونتذكر كيف نجحنا وعبرنا الصعب وامتلكنا اقتصادًا قويًا، لولاه لما تمكنّا من مواجهة كارثة أزمة كورونا ومصيبة تأثيرات الحرب الروسية - الأوكرانية.. وهى أحداث عالمية أثرت على الجميع بلا استثناء ودفع اقتصادنا ثمنًا غاليًا فيها... لكن ما تحقق بعد الإصلاح الاقتصادى مكننا من التحمل.. فليست لدينا أزمة طاقة أو أزمة غذاء ولا طوابير أمام الجمعيات.. كل السلع موجودة والحماية الاجتماعية تساعد الفئات الأكثر احتياجًا بتوفير متطلبات الحياة الأساسية.. نواصل بناء الدولة بمشروعات قومية عملاقة وفرت ملايين فرص العمل وفتحت البيوت بالحلال.

الرئيس لم يكن يغامر بشعبيته.. هو البطل الذى لا يبحث عن مصلحة شخصية فكل ما يهمه ويفكر فيه هو مصلحة شعبه ووطنه.. وكانت شعبية الرئيس وثقة الشعب فيه ومازالت طوق النجاة الذى يساعدنا على تحمل الصعاب وتخطيها.. الذى يجعلنا نقبل التحدى ونعتبره فرصة للنجاح بالعمل الجاد المتواصل.
وقتها والآن وفى كل وقت يواصل أعداء مصر وأعداء النجاح من جماعة إخوان الإرهاب ومن والاهم ترويج الشائعات والأكاذيب.. ومحاولة استغلال الأزمة الاقتصادية العالمية لزرع الفتنة ووضع الشعب فى جانب والحكومة فى جانب.. لكنهم فشلوا وسيفشلون.. ولن ينجحوا أبدًا فى اختراق الوعى الجمعى المصرى.. فنحن نذكر ولن ننسى أنهم قالوا وفعلوا.. يا يحكمونا يا يقتلونا.. طردهم الشعب من الحكم بعد فشلهم الذريع ودفن إرهابهم تحت أرضه الحارقة.. ولا مكان لهم بيننا ولا مكان لأكاذيبهم فى عقولنا.

مسيرة الإصلاح تتواصل.. ومع كل تحد تلوح فرص النجاح.. والشعب وقيادته معًا فى مركب واحد.. فى رباط إلى يوم الدين.