عبد الخالق كيطان يكتب: ثلاث قصائد

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

ضياع
بين الهنا والهناك… نضيع.
هل نضيع؟
أو… هل أردنا أن نضيع؟
أم أننا ضعنا.

فقط،
مثل ورقة يابسة
سقطت من شجرة عجوز
وأخذتها الريح بعيدا
كي تسحقها قدمان يائستان
في شارع فارغ

المقبرة
جرافات عملاقة دهمت المقبرة هذا الصباح
حولها المئات من العمال المدججين بالفئوس
كان مهندس المشروع يجتمع بحاشيته في سيارة صغيرة بالجوار
أسراب من الطيور فرت مذعورة
لم أكن أعرف قبلها أن العشرات من أنواع الطيور تعيش في المقبرة.
حدثني صديق عن زيارات غامضة هنا
وكنت أعتقد أنها تحصن الموتى
لقد سقطوا واحدا بعد الآخر
ديس على الزهور التي تحيط بقبورهم
حتى أعواد البخور لم تنج
كان ثمة لصوص هنا على الدوام
أمضيت الصباح، وبعضا من نهاري، في المراقبة
كنت قد رسمت قبري سلفا على هذه التلة
أما الآن
فيبدو أنني أخسر حلمي
العمال الأشداء يبذلون الكثير من الجهد
سينهون عملهم الليلة
وعند فجر الغد
سيأتي آخرون ليشيدوا الجدار.
‏أمراء الرماد

أغلقوا الأبواب وأوصدوا الشبابيك
هذا هواء ساخن
والمزيد من الذئاب الجائعة تتحرى
سينقطع النسل
وسوف ترى الأرض جرداء
وإذ ينسحب البحر إلى حيث متاهته الشخصية
يخلع الأمراء التيجان من على رؤوس ملوكهم
ملوكهم عراة
نساؤهم من رخام
والقصور خاوية
كل ما بنيناه رماد 
اقرأ ايضا | مرام بدران تكتب : ظلال