‏«أمستردام».. فيلم تاريخي فاشل لهذه الأسباب

فيلم Amsterdam
فيلم Amsterdam

إنچى ماجد

من الطبيعي أن يتم تقدير المجهود الجيد؛ ولكن في بعض الأحيان تجد أن بعض الجهد لا يستحق الثناء أو الإشادة؛ وهذا ما حدث مؤخراً مع المخرج والسيناريست ديفيد أو راسل؛ فرغم أنه صاحب أعمال قوية حققت نجاحاً نقدياً كبيراً مثل American Hustle وSilver Linings Playbook؛ إلا أن فيلمه الأخير Amsterdam - ورغم الجهد المبذول فيه - أجد صعوبة فى تقديره أو الثناء عليه.

فيلم Amsterdam هو عمل تاريخي مرصع بالنجوم - الذين يحيط سحرهم بكل من يفكر فى مشاهدة الفيلم - ولكن راسل يتجول داخل فيلمه بحثاً عن قصة متماسكة - أي قصة - وخاصة أنه مليء بالقصص الفرعية الجيدة على امتداد خطه الدرامى.

أما "كاست" الفيلم فيمكن وصفه بأنه مجموعة من النجوم الذين تراهم دوماً فى جوائز الأوسكار؛ وبالنسبة للقصة فبعض أحداثها مقتبس عن واقعة حقيقية حدثت فى ثلاثينيات القرن الماضى؛ والبعض الآخر من وحى خيال مؤلف الفيلم ومخرجه.

وأعتقد أن وجود أسماء بحجم كريستيان بيل ومارجوت روبي وروبرت دي نيرو وجون ديفيد واشنطن وتايلور سويفت ورامى مالك؛ فى فيلم “ نصف ناضج” كهذا أمر مثير للإعجاب والاندهاش.

كاست مرصع بالنجوم بلا هدف

يلعب النجم كريستيان بيل شخصية “بيرت بيرندسن”  الطبيب والمحارب المخضرم الذى شارك في الحرب العالمية الأولى؛ والذي ذهب للمعركة تحت ضغط أسرة زوجته العريقة؛ مع اعتقاده بأنهم يتمنون ألا يعود من ساحة المعركة؛ ولكنه عاد بالفعل ليجد زوجته لا تسمح له بالعودة إلى المنزل.

وفي أحد الأيام؛ يطلب “هارولد وودمان” - وهو صديق لبيرندسن خدم معه فى الحرب ليعمل بعدها فى مجال المحاماة - مقابلته ليخبره أن الجنرال الذي كان قائداً لهما قد مات؛  وتشتبه ابنة الجنرال  في وجود لعبة قذرة؛ لتقرر الاستعانة بكل من بيرت وهارولد لمعرفة المسئول عن قتل والدها؛ لتخرج الأمور عن مسارها؛ وسرعان ما يصبح بيرت وهارولد متهمين بارتكاب جريمة القتل؛ وبدلا من اللعب على وتر الأحداث المثيرة حول جريمة القتل؛ يصيبنا راسل بصدمة فى الخط الدرامى؛ حيث يقرر العودة بفلاش باك طويل؛ وفيه نشاهد إصابة بيرت وهارولد بجروح بالغة في معركة؛ لينتهى بهما الحال في مستشفى في فرنسا؛ حيث التقيا بالممرضة الأمريكية “فاليري” والتى تجيد التحدث بالفرنسية؛ ليفقد بيرت إحدى عينيه وجزءاً من وجهه؛ ولكن فاليري تمنح له الأمل بأنها تعرف شخصاً في مدينة أمستردام يمكنه المساعدة؛ وبالفعل يحصل بيرت على عين جديدة؛ وفى نفس التوقيت تتولد مشاعر الحب بين هارولد وفاليري؛ ولكن بيرت يريد العودة إلى منزله فى نيويورك.

وبعد انتهاء الفلاش باك؛ نجد أنه قد مرت بضع سنوات؛ ويعمل بيرت وهارولد - في محاولة يائسة – على تبرئة اسميهما؛ قبل أن يقابلا فاليري - والتي لم يروها منذ سنوات - في منزل شقيقها توم وزوجته ليبي؛ ويعتقد بيرت وهارولد أن الجنرال “جيل ديلينبيك” - والذي يحمل رتبة عالية - يمكنه تبرئة اسميهما إذا تمكنا من الوصول له ومقابلته؛ ويبدو أن توم وليبي مهتمان بشكل غير عادي لمساعدتهما على الوصول إليه.

وحتى يثبت الاثنان براءتهما تشهد الأحداث ما جرى من تهديد حقيقي للديمقراطية - وهو ما كان واقعيا وقتها - ولكن راسل لم يكن ماهراً في محاكاة ما حدث فى الماضى بالواقع الذى نعيشه؛ ويستغرق الأمر وقتا طويلا لكشف الحقيقة؛ وخاصة أن لغز جريمة القتل وتفاصيل مؤامرة الإطاحة بالحكومة لم ينسجما بسهولة فى الخط الدرامى للأحداث.

فى بعض الأوقات؛ تشعر كأن الفيلم عبارة عن أجزاء قد تم تجميعها دون وجود خط درامى محدد؛ ولا يمكن إنكار أن أفلام الإثارة والغموض الجيدة تفعل ذلك كثيرا؛ ولكن يجب أن تكون الأحداث منسجمة ومقنعة في النهاية. 

وعن الأداء التمثيلى؛ جاء بيل مميزا كعادته فى دور الرجل المشتت دوما؛ والذى لا يزال يقاتل من أجل بلده؛ حتى ولو كان يتخبط في بحثه عن الحقيقة؛ أما واشنطن فكان أداؤه أكثر وضوحا؛ فى حين لمعت روبي بشدة مع تميز أدائها للشخصية؛ وكأنها تلعب أكثر من شخصية؛ لتضيف دوراً مجنوناً جديداً إلى سجل أدوارها المثيرة؛ ولا يمكن بالطبع تجاهل الأسطورة روبرت دى نيرو؛ الذى جاء الأفضل بين جميع أبطال الفيلم؛ حيث برع فى دور الجنرال القاسي الذي لا يخاف الوقوف فى وجه أى شيء؛ حتى ولو كانت حياته على المحك؛ ليقدم لنا أداء يجعلك تتمنى وجود مثل هذه الشخصيات فى يومنا هذا.

ومع البريق الشديد لأبطال الفيلم؛ تلاشى مجهود راسل كمخرج ومؤلف؛ بعد فشله فى إثبات رؤيته لأخطر نظريات المؤامرة التى حدثت فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضا: 13 مليون دولار حول العالم لـ فيلم رامى مالك الجديد Amsterdam