لحظات مأساوية تعيشها أسرة مكونة من 5 أفراد، الأب والأم وثلاث أطفال، جميعهم ضحية للإدمان على مدار 5 سنوات متواصلة، من أجل علاج مشكلات في الغضروف لدى الأب والأم لكن هذا العلاج تحول إلى إدمان بعد تكثيف الكمية، ولجوء الأبناء إلى تعاطي الحقن نفسها دون علم الأبوين.
«بوابة أخبار اليوم» التقت بالضحايا داخل منزلهم في قرية منشأة الأمير التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية.. من الوهلة الأولى التقطت عدسات الكاميرا مشاهد مؤلمة لمنزل محطم تحول إلى جدران خاوية، بعد أن تسبب إدمان تلك الأسرة في حالة من الخراب والدمار.
أنقذوا عيالي
روى "أحمد جمعة" البالغ من العمر 50 عاما، زوج وأب لثلاث أطفال، أكبرهم صلاح 16 سنة، وخالد 13 سنة، وطفل رضيع عمره 8 شهور فقط، تفاصيل الأسرة المدمنة، خاصة الطفل الذي تأثر بلبن الأم.
وجه الأب استغاثة مطالبا بالعلاج والحجز داخل مصحة لعلاج الإدمان حتى يعودوا أشخاص أسوياء ويمارسوا حياتهم الطبيعية، قائلا: «بموت أنا وعيالي ومراتي بعد إدمان حقن الميداثيتك والنالوفين، بقالنا 5 سنين على ده الحال، كل حاجة في البيت بعناها علشان نجيب السم الي بناخده، وعيالي اتشردوا من المدارس، وأنا كنت راجل صنايعي حداد مسلح، ودلوقتي مبقدرش أشتغل لأن صحتي ادمرت، وبيتنا خرب، ما بقاش في بيتنا لا باب ولا شباك ولا حتى هدوم كل حاجة راحت».
طلب النجدة
وسط حالة من الانهيار الشديد قالت الزوجة: «حرام أنا بطلب النجدة وزوجي وعيالي التلاتة من الإدمان إحنا ادمرنا ومش عارفين نعيش أنقذونا، الحقنة تمنها 8 جنيهات بنشتريها بدون روشتة بـ110 جنيهات، وعايزين في اليوم الواحد بـ600 جنيه حقن، انقذونا ياناس.
العيال بتعايرني
كشف الشاب صلاح البالغ من العمر 16 سنة عن حجم المعاناة التي يعيشها هو وأسرته بسبب الإدمان قائلا: «العيال بتعايرني وبيضربوني علشان مدمن، وكنت بلعب كورة مع صحابي دلوقتي خلاص بعدوا عني وبيخافوا مني، احنا ممكن نعمل أي حاجة علشان نشتري الحقن، حتى لو هنقتل لأننا بناخد في اليوم حقنة واتنين وتلاتة، احنا نفسنا بس نتعالج».
وكشف الزوج ضحية إدمان حقن الميداثيتك والنالوفين، السبب وراء تعاطيهم تلك المادة المخدرة، قائلا: "زوجتي عملت عملية الغضروف وكانت بتاخد النالوفين وفي صيدلي قالها خدي الميداثيتك مع النالوفين علشان يخفف الألم، وأنا كمان عندي الغضروف أخدت من نفس الحقن وتحولنا لمدمنين، والعيال أخدوا هما كمان لما شافونا بناخد من الحقن وبنغيب عن الوعي.
ابني ملوش شهادة ميلاد
كشفت الأم ضحية الإدمان عن كارثة أخرى وهي عدم قدرتها على تقييد طفلها الرضيع في السجلات وعدم استخراج شهادة ميلاد له، لأنها مع حالتها الصحية المتردية توجهت بعد الولادة بشهرين لتقييد الطفل، لكنه أصبح ساقط قيد ومر 8 شهور من عمره، بدون شهادة ميلاد.
طالب جيران الأسرة ضحية الإدمان بالتدخل السريع من الجهات المسؤلة في الدولة لإنقاذها، بعد معاناة استمرت لخمس سنوات تدهورت فيها حالتهم الصحية والمعيشية.
وقال الجيران: «أعضاء الأسرة ممكن يعملوا أي شيء علشان يجيبوا تمن الحقنة»، موجهين استغاثة عاجلة للمسؤولين بالشرقية، بتقديم يد العون وإنقاذهم من خلال حجزهم داخل مصحة لعلاج الإدمان حتى يستردوا صحتهم.
