خالد ميري يكتب: من القلب للقلب يا ريس

خالد ميري
خالد ميري

حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ختام المؤتمر الاقتصادى كان كاشفا جامعا.. كل القرارات تلتزم الدولة بتنفيذها، والحوار بدأ ليستمر بمشاركة كل أبناء الشعب.. هذا وطننا جميعا وكلنا شركاء فى المسئولية والبناء.

حديث من القلب طاف بنا انطلاقا من الاقتصاد إلى السياسة وحال المجتمع والأسرة وتجديد الخطاب الدينى ودور الإعلام.. ومن الدور الوطنى المشهود لقواتنا المسلحة إلى قرارات وخطوات بناء الدولة والأبواب المفتوحة أمام القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب.. كعادته تحدث الرئيس حديث الشفافية والمصارحة ووصلت الكلمات والمعلومات لكل أبناء الشعب.. هذا بلدنا جميعا نعيش فوق أرضه ونستظل بسمائه.. نشارك فى بنائه ونتمتع بخيراته.. الكل سواسية ولا فضل لمصرى على مصرى إلا بقدر ما يعطى لوطنه.

كلمات الرئيس فى الختام واضحة تستكمل المحاور الــ ١٣ التى أعلنها فى الافتتاح.. ليس لدينا ما نخفيه والقيادة والشعب فى مركب واحد.. الزعيم البطل يقود سفينتنا بمهارة، والشعب معه حتى نستكمل تحقيق المعجزات.. رصيد الشعبية مازال حيا فى قلوب المصريين.. وزعيمهم الذى أنقذهم من الموت والخراب على يد إخوان الإرهاب يقود السفينة بمهارة إلى المستقبل الذى يستحقه هذا الشعب وهذا الوطن.. والجميع شركاء فى التفكير وفى صناعة القرار والتنفيذ، هذه رسالة المؤتمر الاقتصادى والحوار الوطنى.. وأى خلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية.

المحور الثالث لكلمة الرئيس فى افتتاح المؤتمر كان واضحاً.. محصلة الضغوط الداخلية والخارجية كانت دائماً تتطلب دعماً شعبياً قوياً ومستمراً وتضحيات لم يكن الرأى العام مستعداً لتقديمها فى ظل حالة الفقر والعوز التى عاش فيها لسنوات طويلة.. وأكمله الرئيس فى الختام بأننا يجب أن نكره الفقر لكننا لا يمكن أبداً أن نكره الفقراء.. بل علينا جميعاً واجب تغيير هذا الحال لنقضى على الفقر وننتشل شعبنا من العوز.. وهو ما قاله قديماً الإمام على بن أبى طالب وصدق «لو كان الفقر رجلاً لقتلته».

أنفقت الدولة 7 تريليونات جنيه فى السنوات السبع لتطوير الدولة.. مبلغ قد يراه البعض كبيراً.. لكن دولاً أصغر من مصر ولا تتحمل أعباء الديون هذه هى ميزانيتها.. الدولة أنفقت هذا المبلغ فى مشروعات قومية لإعادة بناء بلد كان قد تهدم كاملاً أو كاد.. مشروعات وفرت أكثر من 5 ملايين فرصة عمل وفتحت بيوتاً بالرزق الحلال.

أكثر من 100 مليون مصرى كانوا يعيشون على 7٪ من مساحة الدولة.. محشورين فى شريط ضيق سدت شرايينه ويقفون فى إشارات المرور بالساعات.. فكان الحل واجباً حتمياً لزيادة الرقعة التى نعيش عليها إلى 12٪ من مساحة مصر ببناء المدن الجديدة فى دولة يحتاج شعبها إلى مليون وحدة سكنية جديدة كل عام.. وبالتوازى مع ذلك جرى شق الطرق وحفر الأنفاق وإقامة الكبارى لتوفير وقت وجهد وأموال الشعب مع تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار.

الانفاق على المشروعات القومية لم يكن ترفا.. فمع كل ما أنفقناه مازلنا بحاجة لضعف المستشفيات الموجودة ولضعفى عدد الفصول الجديدة بالمدارس كل عام.. فى بلدنا الكبير بملايينه المائة نحتاج لضعف ما تم إنفاقه.. والحلول كانت مبتكرة لم تتكلف خزينة الدولة مليماً فى العاصمة الإدارية والمدن الجديدة بل أنعشت خزينة الدولة بمليارات الجنيهات.. والمدن الجديدة أضافت لرصيد أصول الدولة المصرية ما لا يقل عن 10 تريليونات جنيه.

فى مصرنا الكتلة الغالبة من الشعب ليسوا أغنياء.. وتغيير هذا الواقع يحتاج لعمل وعرق وتضحية.. كما تفعل كل أسرة عند زواج بناتها أو عندما يكون لديها ابن بالثانوية العامة، تقتصد الأسرة وتغير عاداتها لتوفير المبلغ المطلوب.. وفى ظل أزمة اقتصادية عالمية طاحنة علينا كشعب مواصلة العمل وتغيير عاداتنا فى الاستهلاك حتى نعبر الأزمة بنجاح.

تحركت الدولة مع الرئيس السيسى لمواجهة حالة العوز والفقر بتوفير ملايين فرص العمل.. وإصلاح منظومة الدعم وتوجيه العائد لرعاية الفقراء فى مشروعات متنوعة مثل تكافل وكرامة وحياة كريمة.. وإطلاق مبادرات صحية متنوعة منها القضاء الكامل على فيروس سى وقوائم الانتظار وصولاً للتأمين الصحى الشامل.. والقضاء على العشوائيات الخطرة ونقل سكانها لتجمعات سكانية راقية وبالمجان.

هذا هو واجب الدولة، تقوم به نحو شعبها بعمل متواصل وجهد لا يتوقف وأفكار من خارج الصندوق.. فهذا الشعب لم يجد على مدار نصف قرن من يتصدى للمشكلات بقرارات حاسمة فتراكمت المشكلات وكان الاستقرارهشاً، كاد أن يعصف بالدولة فى ٢٠١١ وما بعدها.

مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية فرض عين.. والدولة بقيادة زعيمها نجحت فى ذلك لأن الدعم الشعبى للرئيس كان ومازال قويا.. وشعبية الرئيس كانت كلمة السر فى نجاح برامج الإصلاح.. والمسيرة ستتواصل حتى يكتمل البناء بإرادة رب العالمين.
حديث الرئيس السيسى كان من القلب وسريعا وصل إلى قلوب كل المصريين.