سر بريطانيا المظلم.. «سنجينيد» أعظم كارثة عمرها 109 سنوات

مدينة سنجينيد - أرشيفية
مدينة سنجينيد - أرشيفية

سنجينيد مدينة بريطانية كانت تمثل امتدادا طويلا للأراضي العشبية المتموجة.. مكان هادئ ظهر فقط بفضل كتلة من الذهب الأسود - الفحم – والتي وجدت تحت سطحه في أواخر القرن التاسع عشر. 

 

نفخ الفحم في روح مدينة سنجينيد البريطانية، حيث كانت تتشكل من شارع رئيسي، لكنها احتفظت تاريخيًا بلقب أسوأ كارثة تعدين بريطانية في التاريخ، انفجار مزق ليس فقط البنية التحتية للمنجم ولكن النسيج الاجتماعي والاقتصادي لها.

 

في صباح يوم مظلم ورطب - الإثنين 14 أكتوبر 1913، وتحديدًا الساعة الثامنة صباحًا، كان 950 رجلاً يحضرون وردية عملهم الصباحية، وما إن نزل الرجال من بئر المنجم حتى وقع انفجار من الجانب الغربي من الحفرة عبر نظام الأنفاق المعقد، مما أدى إلى تدمير رأس الحفرة على السطح.

 

اشتعلت شرارات الانفجار في موقد - وهو غاز قابل للاشتعال يتكون معظمه من غاز الميثان - وتسبب في جحيم اشتعلت فيه النيران لأيام.

 

انتشر الخبر بسرعة في المدن الصغيرة فجاء الكثيرون فقط ليروا ما هي الفوضى التي حدثت، بينما جاء آخرون لمعرفة ما إذا كان أزواجهم أو أبنائهم أو أخوتهم على قيد الحياة، كما تم استدعاء فرق الإطفاء والإنقاذ من وديان روندا وريمني المجاورة، لكن الأمر سيستغرق أيامًا للعثور على أي أثر للناجين مدفونين تحت طبقة فوق طبقة من الفحم والغبار.

 

وبالفعل مات الكثير بالفعل بسبب الاختناق، بينما سقط آخرون من الانفجار نفسه. أما صحيفة ديلي إكسبريس فقد وصفت الحدث بأنه «أعظم كارثة عرفتها بريطانيا العظمى على الإطلاق».

 

وبحلول يوم الجمعة، 17 أكتوبر، ارتفع عدد القتلى إلى 440 شخصًا، بمن فيهم أحد أعضاء فريق الإنقاذ، وفي نهاية هذا الأسبوع، حضر 150 ألف شخص جنازات 11 من الرجال الذين تم العثور عليهم - وهو رقم هائل عند اعتبار أن عدد سكان سينجينيد هو اليوم أقل من 8000.

 

كان تأثيره على المدينة زلزاليًا: 217 امرأة أرملة، و522 طفلًا تركوا بدون أب، و47 فردًا معالًا واجهوا خسارة معيلهم الوحيد. كانت بداية الحرب العالمية الأولى بعد ثمانية أشهر فقط ما يعني بذل جهد هائل لتأجيج الحرب، وبالفعل عادت الأمور إلى طبيعتها، ونسيت الكارثة.

 

كانت الإجراءات سريعة بشكل غير عادي، واستمر التحقيق ثلاثة أيام فقط، ثم تحقيق لاحق لمدة 13 يومًا واستمع إلى أدلة من 50 شاهدًا، واستمر تحقيق آخر خمسة أيام واستمع إلى شهادات 50 شاهدا آخرين.

 

باستخدام كل ما تم جمعه، استنتج أن الكارثة تسببت في «وفاة عرضية». بالنسبة للكثيرين، لم يكن هناك أي شيء عرضي حول هذا الموضوع.

 

كجزء من قانون مناجم الفحم لعام 1911، طُلب من جميع مناجم الفحم إدخال مراوح قابلة للعكس في مناجمها، بهدف تقليل مخاطر انتشار الحرائق في حالة حدوث انفجار. قبل شهر من وقوع الكارثة، طُلب من شركة السير لويس تركيب تلك المراوح في سنجينيد، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط.

 

ويعني ذلك أنه إذا كانت المراوح قد انعكست فإنه عندما يعود الهواء إلى النار، لكان قد خرج من المنجم وبالتالي كانت النار قد حرمت من الأكسجين، ويعني كل ذلك أنه كان من الممكن أن ينقذ الرجال الذين كانوا يحاولون الخروج من الحفرة عبر جو مليء بأول أكسيد الكربون، غير أن ذلك لم يحدث بسبب تكاسل الشركة.