بلجيكا «قشة» تهدد الجبلاية.. فيتوريا وعلام وإمام فى مهب الريح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: شوقي حامد

أظلت الجبلاية  حالة من السرور وغشيت كوادرها سحابة من الحبور بعد العرضين الطيبين والنتيجتين الغزيرتين اللتين انتهى عليهما اللقاءان الوديان للمنتخب الوطنى الأول مع كلٍ من منتخب النيجر وليبيريا استعدادا للتصفيات الأفريقية الرسمية.. تلقت الجماهير الرياضية أوراق اعتماد المدير الفنى البرتغالى فيتوريا برحابة وامتنان، وأبدت تعاطفها وتوافقها مع الرجل حتى وإن كانت بصماته الفنية لم تكن بالعمق أو الوضوح الكافيين، لكن الأهداف الستة والأداء السلس والتمريرات الدقيقة والروح العالية والاختفاء النسبى للبالونات العالية والعشوائية والارتجالية بعثت بعضا من الطمأنينة وأجواء من الرضا فى النفوس، وضاعفوا من الطموح وزادوا من الرجاء بأن القادم للمنتخب مع المدرسة البرتغالية قد يعوض ما فاته وهو مرتبط بالمدارس الأخرى، وحتى مع البرتغالى كيروش الذى أخفق فى تأهل الكرة المصرية لكأس العالم وخسرت معه أيضا كأس أمم أفريقيا الذى ذهب عن جدارة للسنغال..

اقرأ أيضًا

منتخب مصر يتقدم مركزا في تصنيف "الفيفا".. والبرازيل تواصل الصدارة

وكانت للكلمات الحصيفة الرزينة التى أطلقها فيتوريا فى مؤتمره الصحفى الأخير بعض من الفضل فى تعميق الجسور والوشائج التى ربطته بالجماهير ومداواة الغصة التى أصابت حلوقها من غطرسته الأولى وتأكيده على عدم وعوده أو تعهده بالحصول على أية بطولات أو تحقيق  أية انتصارات كما كان لتنازله الظاهرى عن قراره المتغطرس بعدم ضم أحد من المدربين المصريين لجهازه المعاون وسماحه بعد توسلات الكابتن حازم إمام بضم أيمن عبدالعزيز كمتفرج مثلنا من المدرجات، كان لكل هذا آثار وتوابع طفيفة فى نفوس الملايين من عشاق الرياضة المصرية، وهو ما دفع الرجل للمطالبة بلقاء ودى آخر ومعسكر إعداد ثانٍ للاعبى المنتخب حتى يكون هناك المزيد من التفاهم والتعاون وتظهر فعليا وعمليا البصمات الفنية والخططية والمهارية على الأداء ككل، لكن وآه من لكن لم يشأ فيتوريا المجاهرة والمطالبة بإعفائه من لقاء بلجيكا والودى الأخير المزمع إقامته بعد اللقاء مع الأردن بدلا من الكويت قبيل بدء منافسات كأس العالم بالدوحة..

 

ولعلى أتصوره هو ومن استقدمه كابتن حازم إمام، ورئيس الجبلاية جمال علام وكل الكوادر القيادية وهم يعدون الأيام بل الساعات المتبقية على هذا اللقاء تحسبا لتلك المواجهة غير مأمونة العواقب أو محسوبة النهايات.. فالمنتخب البلجيكى ولوقت قريب كان يحتل صدارة التصنيف العالمى للمنتخبات، وحتى بعد أن تمكن البرازيليون من إزاحته من القمة وإنزاله للوصافة فهو منتخب قوى وخطير ويضم نخبة من الموهوبين فى كل الخطوط والمراكز أمثال كرطبة الحارس الأول لنادى ريال مدريد والأخوين هازارد والقاطرة البشرية لوكاكو ورأس الحربة الخطير كراسكو وتوماس الذى  يلعب لبروسيا دورتموند..

فضلا عن أن المنتخب ينعم بحالة من الاستقرار الفنى والطموح فى أن يحصد البطولة العزيرة.. خوف الكوادر القيادية المصرية من مواجهة البلجيك الودية لا يكمن فى شبح الخسارة.. فلا يمكن لأكثر الناس تفاؤلا أن يأمل فى الفوز عليهم.. لكن التحفظ فى النتيجة التى يتمناها الجميع أن تكون هينة ولائقة ومقبولة لأنها لو كانت كذلك فستعمق الجراح وتنكأ الأوجاع وتهدم الجسور وتزيل الثقة، بل لعل غزارتها ـ أى  الخسارة ـ ستعيد فيتوريا نفسه إلى مواقع الشك وترجع جهود إمام وعلام إلى نقطة الصفر وتضع ثلاثتهم فى مهب الريح.. وربنا يستر.