محمد البهنساوي يكتب: منتدى دبى للإعلام و مشارط الجراحين !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

تحت شعار «مستقبل الإعلام» جاءت الدورة العشرون لمنتدى الإعلام العربى التى انعقدت بمدينة دبى تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشهده الشيخ أحمد بن محمد بن راشد رئيس مجلس دبى للإعلام ، تحول المنتدى إلى أهم ملتقى عربى يجمع رموز الإعلام والثقافة العرب ، ويسفر هذا التجمع الرفيع عن مناقشات جادة لأهم القضايا والتحديات التى تواجه الإعلام العربى ، وهذا ما تم فى تلك الدورة ، وبعد أن كانت الصحافة الورقية مسيطرة على الدورات السابقة للمنتدى ، حدث التطور المنتظر هذا العام بتواجد قوى للإعلام المرئى والإلكترونى و بعد أن كانت جائزة الصحافة العربية توجه لأهم الأعمال الصحفية ، جاء تتويجهم هذا العام مع الفائزين بجوائز أهم الأعمال التليفزيونية وبالمواقع الإلكترونية لتكتمل أركان المنتدى بكل أطياف الإعلام العربى.

ولم تكن الجوائز فقط التى مزجت أطياف الإعلام ، لكن المزج ظهر جليا بفعاليات المنتدى التى ينتظرها العاملون بالمجال الإعلامى العربى ، فقد جاءت جلسات هذا العام أشبه بغرف عمليات رفيعة لاستطلاع أوجاع الإعلام العربى ومحاولة علاجها ، وحمل مشارط الجراحين بتلك الجلسات نخبة من رموز الإعلام العربى الحكومى والأهلى . فقد ناقشت قضايا كل منها تحتاج مؤتمرات عدة للتباحث حولها ، لتخرج تلك الجلسات بروشتة مختصر تحمل توصيفا دقيقا لأمراض الإعلام ووصفات مبدئية للدواء تحتاج متابعة مستمرة لنضمن بدء العلاج ، وهو دور نرجو من إدارة المنتدى ألا تبخل به على إعلامنا العربى.

وقد كانت هناك جلسات رئيسية مهمة عن « الإعلام العربى التحولات والتأثير « و «التكنولوجيا وتعزيز الثقة بالإعلام» و « الدراما على عرشها « و « إعادة تشكيل المشهد السياسى بالمنطقة « ، ناهيك عن عدة جلسات نقاشية متفرقة تناولت أحوال الإعلام العربى بمختلف أطيافه ، ناقشت الكثير من القضايا منها مستقبل الصحافة المصرية ومستقبل التليفزيون فى عصر التكنولوجيا والعالم العربى وجهة نظر خليجية وتمكين الإعلام وإعلام الطفل ومستقبل المنصات الرقمية والإعلام الرياضى.

ولمزيد من التنوع والثراء الذى ميز المنتدى هذا العام ، لم تغب السياسة عن فعالياته ، ومن أهم جلساتها «الشرق الأوسط مسرح التغيير الكبير» والتى كانت بمثابة محاضرة للدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسى لرئيس الإمارات وشهدت رؤية تحليلية مهمة لما يحدث بمنطقتنا والمتغيرات والتحديات التى تواجهها وكذلك أهمية التقارب العربى خاصة بين مصر والإمارات والسعودية لمواجهة التحديات بالمنطقة ، وكان الفن حاضرا وبقوة لارتباطه الوثيق بالإعلام والوعى العربى بجلسات مثيرة عن واقع الفن وتحدياته ومشاكله ، بحضور رفيع من أهم نجوم الفن والسيناريو والمنتجين والنقاد.

المنتدى يحتاج مقالات لسرد أهم ما جاء به ، والأهم أنه يحتاج متابعة دقيقة حتى تؤتى جلساته أوكلها تطويرا وتنويرا لإعلامنا العربى ، هذا الجهد المتميز يجعلنا نوجه الشكر والإشادة لفريق عمل المنتدى برئاسة النشيطة الدءوبة المحبوبة منى غانم المرى رئيس اللجنة التنفيذية للمنتدى ورئيس نادى دبى للصحافة وكل الفريق المعاون للجهد المبذول حتى يخرج المنتدى بهذا الشكل المشرف وإن كنا نتوقع أن يصبح اسمه نادى دبى للإعلام بدلا من الصحافة ليعكس الواقع الشامل الذى لمسناه بتلك الدورة.