ترسيخ لعلاقات استراتيجية بين عمان والإمارات

السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان أثناء استقباله الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات
السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان أثناء استقباله الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات

تحولت سلطنة عمان الى ورشة عمل سياسية وشهدت مشاورات موسعة على صعيد ثنائى خلال اسبوع واحد بين السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان وبين كل من الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الامارات من جهة وكذلك الملك عبدالله ملك الاردن والزيارتان تناولت البعد الثنائى فى العلاقات العمانية مع دولة الامارات والاردن بالاضافة الى تنسيق المواقف تجاه العديد من القضايا العربية المطروحة على قمة الجزائر اول الشهر القادم وأخرى اقليمية ودولية وفى هذا التقرير نركز على زيارة الشيخ محمد بن زايد.

حيث ان المتابعين لتاريخ العلاقات بين سلطنة عمان ودولة الامارات المتحدة يدركون بسهولة الطبيعة الاستراتيجية للزيارة التى قام بها الشيخ محمد بن زايد الى العاصمة مسقط كما ان نتائج الزيارة التى تمخضت عنها جلسات المباحثات بين المضيف السلطان هيثم بن طارق.

والضيف الشيخ محمد بن زايد يتأكد تماما بان توابعها لن تقتصر على العلاقات الثنائية بين البلدين بل ستنعكس ايجابا على الاوضاع على الصعيد العربى والاقليمى والدولى وفى العموم فان الزيارة كانت بمثابة انطلاقة جديدة نحو أفق أوسع لبناء استراتيجيات متبادلة على كافة الأصعدة وإجراء مزيد من التشاور وطرح الرؤى والأفكار لمجمل قضايا المنطقة العربية.


حملت الزيارة - التى كانت ناجحة بكل المقاييس - أهمية خاصة ولعبت دوراً مهما فى تعزيز العلاقات المشتركة ، بل واتسمت بالفاعلية والحماس المتبادل بين الجانبين وخاصة أنها أول زيارة للشيخ محمد بن زايد للسلطنة منذ توليه مقاليد الحكم فى 14 مايو الماضى.

والذى أكد أن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان هى علاقات تاريخية أزلية وصمام أمان ،الأمر الذى يجعلها زيارة تاريخية.. بل جاءت قبل القمة العربية المرتقبة فى الجزائر مطلع نوفمبر المقبل، والقمة الخليجية الـ43 ديسمبر المقبل.

والتى تترأس دورتها القادمة سلطنة عمان، الأمر الذى يجعل المباحثات التى عقدت بين قيادات البلدين تعكس وجهات النظر وتطابق الرؤى حول تعزيز التضامن الخليجى والعربى.وفى ظلِّ الأزمات والتحدِّيات الاقتصادية والسياسية العالمية.


نتائج الزيارة ظهرت جليا فى الأفق بعد جلسة المباحثات الثنائية التى أعقبت الاستقبال الحافل وكانت خير دليل على متانة هذه العلاقات الأخوية التى تربط السلطنة بشقيقتها وجارتها دولة الإمارات، بخلاف تبادل المراسلات الخطية بين الشيخ محمد بن زايد والسلطان هيثم بن طارق من قبل لتساهم فى المزيد من تعميق العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات.

والحرص المستمر فى التقدم والازدهار فيما يعود بالنفع على البلدين، والاتجاه نَحْوَ المزيد من التعاون الاقتصادى الكبير بينهما، الذى يرتكز على أُسس أخوية وركائز صلبة راسخة تسعى إلى التطور المستمر.

وتوجت الزيارة بتوقيع 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم بين البلدين فى كافة المجالات المختلفة عززت من توطيد العلاقات بين السلطنة ودولة الإمارات.عزز مكانة تلك الزيارة التاريخية حجم الوفد الإماراتى رفيع المستوى المصاحب للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات.

والذى عكس إصرار قيادة البلدين الإدارى على دفع العلاقات بينهما إلى مزيدٍ من التطور والازدهار فى كافة القِطاعات.. وكان الربط البرى من خلال مشروع قطارالسكك الحديدية بين البلدين والذى يعد تتويجا للأهداف الاستراتيجية المشتركة بين البلدين الشقيقين.

ويمهد لآفاق جديدة من التكامل الاجتماعى من جهة، والتكامل الاقتصادى اللوجستى من جهة أخرى ويعمل على تنشيط حركة النقل والبضائع وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين الشقيقين فى المستقبل القريب ، حيث يتضمن إنشاء خط سكة حديد يربط ولاية صحار بسلطنة عمان بإمارة أبوظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة بطول 303كيلومترات.


كما شدت الزيارة التى قام بها رئيس دولة الإمارات لسلطنة عمان أنظار العالم وخاصة ما تشهده المنطقة العربية من تطورات متلاحقة تستدعى التشاور وتقاسم الرؤى والأفكارنحو مستقبل أفضل وتعميق العلاقات الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية لمواجهة التحديات التى يشهدها العالم، كما ينظر للبلدين بكونهما أكبر شريكين تجاريين، فدولة الإمارات تعد الأولى عالميًا كأكبر شريك تجارى لسلطنة عمان.

فيما تعد سلطنة عمان ثانى أكبر شريك تجارى خليجى لدولة الإمارات. ولعل ماقاله الدكتور انور قرقاش المستشار الدبلوماسى لرئيس دولة الامارات يمثل تلخيصا لوقائع زيارة استثنائية عندما اشار الى ان الاحتفاء بالشيخ محمد فى زيارته لسلطنة عمان ملموس فى كل تفصيلة وفى كل ركن والمحبة والمودة والحفاوة غامرة فى كل النفوس وهى تجديد مهم لعلاقة تاريخية ووجودية يرعاها ويشرف عليها رئيس الدولة والسلطان هيثم بن طارق 
 

إقرأ ايضا | مجلس التعاون الخليجي واليونان يبحثان المصالح المشتركة