حقيقة أم «سبوبة»؟.. العلاج بـ«الوشوشة»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

العلاج بالصوت أو بـ«الوشوشة» تقنية جرى استخدامها على مر العصور كأحد أنواع علوم الطاقة التى يمكن الاستعانة بها لتقديم حل هادئ لبعض مشكلات الروح، وظلت هذه التقنية مستخدمة لقرون عديدة، إلا أنها اختفت فترة من الزمن وبدأت تعود من جديد مؤخرا على صفحات السوشيال ميديا فى العديد من الدول العربية. فى هذا التحقيق تناقش «آخر ساعة» الأسباب وراء عودة انتشار هذه التقنية ومدى فوائدها العلاجية وهل بالفعل شفاء للروح أم مجرد «سبوبة»؟!

المعالجون: يعالح التوتر والتهاب المفاصل وممنوع للحوامل

تقول هديل جنّود، مرشدة روحية ومعالجة نفسية وباحثة فى مجال الطب التكميلي إن العلاج الصوتى نال شهرة واسعة مؤخرا نتيجة لاتجاه الكثيرين لدراسته وتنفيذه من خلال مقاطع فيديو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال الجلسات التفاعلية.

وتحدثت هديل، وهى سورية الجنسية عن تقنية العلاج بالصوت، مؤكدة أن كل شيء فى الكون عبارة عن طاقة لها اهتزاز وتردد معين بما فيها الجسد المادى والأثيري. وبما أن الصوت اهتزازات فنحن نستطيع إعادة ضبط اهتزازات الجسد المادى أو الأثيرى باستخدام أدوات صوتية محددة، مشيرة إلى أن أول من بدأ باستخدام الصوت فى العلاج والأمور النفسية الأخرى كان الفراعنة، فهو علم قديم يسعى لمساعدة الأفراد فى الدخول بحالة من الصفاء الذهنى وعيش اللحظة بشكل أكبر وأوضح، يعمل من خلال إعادة ضبط الترددات الخاصة بكل شخص وموازنتها من جديد لتعود إلى شكلها الصحيح.

وللعلاج الصوتى فوائد كثيرة، فهو يساعد فى تحرير الشخص من الأرق، بالتالى الدخول بحالات نوم عميقة، كما أنه يحرر الجسد من التوتر والإجهاد ويرفع مناعة الجسم ويحميه من الأمراض المزمنة الناتجة عن الإجهاد.

الأدوات والجلسات
أما الأدوات الصوتية المستخدمة فى العلاج الصوتى فهى كثيرة ولكن الأكثر استخداما فى الجلسات هى الطبول أو الأوانى التبتية، والشوكة الرنانة والصوت البشرى فى بعض الحالات، كما يمكن استخدام هذه الأدوات الصوتية وتطبيق الجلسات فى المنزل بعد حضور تدريب خاص بها. وهناك عدد محدد من الجلسات لتحديد مرحلة العلاج حسب المشكلة التى يعانى منها الشخص، فإذا كان الغرض من الجلسة الاسترخاء وتحرير التوتر فقط، فيتم حضور جلسة واحدة فقط مدة 45 دقيقة (للاسترخاء وليس العلاج)، أما فى حالات العلاج فالمريض يحتاج لعدة جلسات يتخللها علاج صوتى بالإضافة لمساعدة المريض فى فهم السبب لوصول المرض لحياته، فكل مرض له سبب نفسي، بالإضافة للعمل على تعديل الغذاء اليومى والسلوك الذى أدى للمرض.

ومن جانبها، تقول إيناس حلال، موسيقية ومعالجة بالصوت، وغالبا تعالج تقنية العلاج بالصوت بعض الأمراض المتعلقة بالتوتر والقلق الدائم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر منها علاج الحالات المتعلقة بالصدمات النفسية والمعنوية والمتصلة بألم المعدة والاكتئاب والأرق، اضطرابات ضغط الدم والكوليسترول، عدم انتظام نبضات القلب، الآلام العضلية، وأيضا آلام الظهر والمفاصل. وهذا ما أقره كثير من الأشخاص الذين خاضوا تجربة جلسات العلاج بالصوت وأكدوا أن حالتهم قد تحسنت كثيرا وقد تم التغلب على الأعراض المرافقة للحالات التى كانوا يعانون منها قبل العلاج وتم بعدها الاستغناء أو تخفيف جرعات الأدوية الخاصة التى يتناولونها.

تجارب واقعية
ومن واقع الجلسات روت سيدة أنها كانت تعانى حالة نفسية سيئة بعد مرورها بأزمات فى حياتها الزوجية انتهت بالطلاق، ما جعلها تتناول أدوية كثيرة لعلاج الضغط وآلام المعدة، لكنها بعد أن خاضت التجربة كاملة بحضور 10 جلسات علاج صوتى تحسنت حالتها واستطاعت التغلب على أحزانها وتوقفت عن متابعة العلاجات الأخرى.

فيما أكدت سيدة أخرى ظلت تعانى لفترات طويلة مرض الفيبروميالجيا (مرض نفسى يصيب النساء) ما سبَّب لها التهاب العضلات الليفي، إلى أن استطاعت التغلب عليه والعيش بشكل طبيعى عن طريق متابعة جلسات الصوت التى ساعدتها على تخفيف جرعات العلاج وتعديل موجات الجسم مرة أخرى.

د.هند على: تجارب فردية ليس لها أساس علمى

عبث وخداع
علميًا، تؤكد المرشدة النفسية الدكتورة هند علي، أن تقنية العلاج الصوتى ما هى إلا تجارب فردية ليس لها أساس علمى أو دراسى ومهني، ويعد هذا المحتوى مجرد «عبث وسبوبة» يخدعون به الكثير من الأشخاص، لكن علميا يوجد تمارين بعلم النفس تُعرف باسم تمارين الاسترخاء والتى تستخدم فى حالات معينة مع اضطرابات معينة مثل اضطرابات القلق والخوف والهلع والتوتر الزائد.

حيث يتم إجراء هذه التمارين بطرق وخطوات معينة عن طريق ظبط التنفس ومحاولة التحكم فى عضلات محددة من الجسم تساعد على التخلص من التوتر والخوف والإقلال من حدتها، وبالفعل تعد هذه التمارين ناجحة جدا وتأتى بنتائج فعالة. كما يمكن تفعيل العلاج الصوتى بجانب هذه التمارين كخلفية ناعمة فقط يستمع لها المتلقى للعلاج بحيث تكون الأصوات تشبه صوت البحر أو الهواء الذى يعمل على تحسين المزاج.