أوراق شخصية

«ضحكة من القلب»

آمال عثمان
آمال عثمان

الضحك هو بهجة الحياة، والوسيلة السحرية القادرة على إطلاق الطفل الكامن فى أعماقنا، وضخّ أكسير السعادة فى جنبات قلوبنا، وإذا كان البعض يظنون أنهم توقفوا عن الضحك لأن سنوات عمرهم امتدت طويلاً، فالواقع أن الشيخوخة أَلمَّت بهم حينما توقفوا عن الضحك، وصدق أديب نوبل الألمانى توماس مان.. حينما قال إن الضحك هو ضياء شمس الروح.

ورغم أن الأفلام الكوميدية أسعدت الملايين شرقاً وغرباً، وأطلقت الضحكات منذ اختراع السينما الصامتة وحتى اليوم، إلا أن الفيلم الكوميدى ظُلِم كثيراً فى المهرجانات السينمائية، فيما عدا استثناءات قليلة، مثل فوز الفيلم السويدى الكوميدى «The squiz» عام 2017 بجائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى، لذا سعدتُ كثيراً بذلك الاحتفاء الكبير بالكوميديا ونجومها.

فى الدورة 38 من مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، وبالأوبريت البديع الذى صنع حالة من البهجة والسعادة لضيوف المهرجان، وجسَّد ملامح رحلة طويلة من الإبداع والخيال والمتعة عاشها جمهور فن السينما، على أرض الإسكندرية عاشقة الفنون، وحاضنة الثقافات والحضارات، كما كان بمثابة رسالة تحية وامتنان لمن رسموا الابتسامة على الوجوه.

وفجّروا الضحكات من أعماقنا.
وأوبريت حفل الافتتاح «ضحكة من القلب»، مزج بين الغناء والرقص والأداء التمثيلى، إلى جانب لقطات من أشهر أفلام الكوميديا ونجومها، معروضة على الشاشة فى خلفية المسرح، وهنا لابد من الإشادة بصُنَّاعه.

بداية من الفنان محمد مرسى صاحب الفكرة ومخرج العرض، والشاعر د. محمد مخيمر، والملحن والموزع محمد شحاتة، إلى مصمم الاستعراضات محمد ميزو، والمجموعة المتميزة من شباب وفتيات ورشة «ابدأ حلمك»، و«استوديو الممثل» بالإسكندرية، و«فرقة محمد ميزو الاستعراضية».  

أعلم صعوبة اختزال سنوات ورحلة ممتدة من الكوميديا، لكن يظل سقوط بعض أسماء من صنعوا مدارس كوميدية تحمل أسماءهم، مثل عبدالمنعم مدبولى، يحتاج إلى وقفة مع إدارة المهرجان، ورغم تحفظى على معايير وأسس وضوابط استفتاء المهرجان على أفضل 100 فيلم كوميدى فى تاريخ السينما المصرية، إلا إننى أحيّى الناقد الأمير أباظة على الاحتفاء بالكوميديا، ويكفيه شرف المحاولة، وتخصيص دورة كاملة لإنعاش ذاكرة الجمهور بأفلام ونجوم أدخلوا البهجة والسعادة إلى قلوبنا.