الكثافات وإهمال الصيانة وعجز المعلمين .. عقبات أمام عودة 25 مليون طالب للمدارس

التلاميذ فى أول يوم دراسى بإحدى مدارس الغربية
التلاميذ فى أول يوم دراسى بإحدى مدارس الغربية

كتب: أحمد جمال

سجَّل طلاب مراحل التعليم المختلفة البالغ عددهم حوالى 25 مليون طالب وطالبة، حضوراً فاعلاً فى الأيام الأولى من انطلاق العام الدراسى الجديد، ما ينبئ بإمكانية انتظام الدراسة واستعادة الأدوار التربوية والتعليمية للمدارس التى واجهت عزوفاً من الطلاب خلال العامين الماضيين نتيجة الأوضاع الصحية التي فرضها انتشار فيروس كورونا، وهو ما دعمته وزارة التربية والتعليم باتخاذ جملة من القرارات التى تخدم عملية انتظام الطلاب للحضور داخل فصولهم التعليمية.

لكن تلك العودة اصطدمت بعدد من المشكلات التى برزت منذ اليوم الدراسى الأول، وفى مقدمتها زيادة الكثافات الطلابية فى المحافظات المزدحمة بالسكان كالجيزة والقاهرة والإسكندرية، بجانب انتشار إهمال فى بعض المدارس جراء عدم الانتهاء من صيانتها الدورية أو عدم صيانتها بالأساس، ما تسبب فى سقوط جزء من سور سلم مدرسة المعتمدية الابتدائية بنات بإدارة كرداسة التعليمية بالجيزة، وأدى لوفاة طالبة وإصابة 15 أخرى.

«التعليم»: تسليم الكتب لا يرتبط بسداد المصروفات

لدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تابع الواقعة وقالت الوزارة إنه بمعاينة الحادث تبين حدوث تدافع بين الطالبات على سلم المدرسة، ما أدى لسقوط جزء من سور السلم على الطلاب ووجه بمحاسبة المسئولين، لكن نقابة المعلمين أكدت أن المدرسة لم تشهد صيانة للمبنى قبل انطلاق الدراسة.

النيابة تحقق
وأمر النائب العام بالتحقيق فى الواقعة حيث انتقل فريق من النيابة العامة إلى المدرسة لمعاينتها وسؤال المسئولين والشهود بها، وانتقل فريق آخر لمناظرة جثمان فتاة متوفاة بمستشفى إمبابة العام، وسؤال المصابات به، اللاتي بلغ عددهن خمس عشرة طالبة.

وكانت النيابة العامة تلقت إخطارًا من الشرطة مفاده أنه عقب الانتهاء من الفسحة بالمدرسة صباح الأحد، وأثناء صعود الطالبات إلى فصولهن تدافعن على درج السلم المؤدى للطابق العلوي، حدث انهيار جزئى بالسياج الخرسانى للدرج، وقد بلغ الانهيار نحو مترين، ما أسفر عن إصابة عدد منهن. 

نقابة المعلمين: شكاوى من تزاحم أولياء الأمور والطلاب

تلقت غرفة عمليات النقابة العامة للمعلمين برئاسة محمد عبدالله الأمين العام، إخطارا من النقابة الفرعية للمعلمين بجنوب الجيزة، شكوى عدد من معلمى مدرسة السادات التجريبية بإدارة العمرانية التعليمية، بدخول عدد كبير من أولياء الأمور للفصول ورغم تدخل مدير المدرسة فشل فى منعهم ما تسبب فى فوضى.

وأوضحت غرفة عمليات النقابة العامة للمعلمين، أن دخول أولياء الأمور حدث بعد انتهاء الفترة الصباحية، حيث تعمل المدرسة على فترتين، صباحية ومسائية، وسعى أولياء الأمور للعثور على أبنائهم من الفترة الصباحية، وبسبب سوء تنظيم دخول وخروج الطلاب، اضطر أولياء الأمور للدخول بأنفسهم بحثا عن أبنائهم.

وشكا عدد من المعلمين من مشكلات العجز التى تسببت فى أزمات أخرى أثناء توزيع جدول الحصص الدراسية، وقاد ذلك لمحاولة دمج الطلاب داخل فصل دراسى واحد للتغلب عليه، إلى جانب وجود عدد من الفصول فارغة دون توزيع معلمين عليها.

منى أبوغالى: مخاوف من المناهج المكدسة

أمنيات أولياء الأمور
وقالت منى أبوغالي، أدمن جروب «تحيا مصر للتعليم» على موقع «فيسبوك»، إن أولياء الأمور لديهم أمنيات عديدة مع انطلاق العام الدراسى فى مقدمتها إيجاد حل لمشكلات الكثافات التى وصلت لـ120 طالبا فى الفصل الواحد، ومروراً بتخفيف بعض المناهج المكدسة والتى لا تتناسب مع مدة العام الدراسي، وعدم ربط استلام الكتب بالمصروفات المدرسية، ونهاية بتدريب معلمى الصفوف الأولى وكذلك المرحلة الثانوية على المناهج وطرق التقويم الجديدة بما يعود بالنفع على الطلاب.

وأشارت إلى أن الثانوية العامة بنظام تقويمها الجديد الذى يطبق للعام الرابع على التوالى هذا العام مازال معلموها يشرحون مناهجها وفق النظام القديم، والتطور فى التقويم لم يواكبه تطور موازٍ فى أساليب التعلم، مشددة على ضرورة صدور قرار موحد لجميع مدارس الجمهورية بعدم ربط استلام الكتب بدفع المصروفات لأن البعض قد يتأخر في دفع مصروفاته وسيواجه مشكلة البقاء وسط زملائه دون كتاب، ما يسبب لهم معاناة نفسية.

واستجاب وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازى للطلب الأخير سريعاً، وأكدت الوزارة عدم ربط تسليم طلاب المدارس الرسمية الكتب بالمصروفات الدراسية، خاصة فى الصفوف من السادس الابتدائى حتى الثالث الإعدادي، مشددة على تسليم الطلاب الكتب المدرسية مباشرة.

وقال مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم لـ«آخرساعة» إن أسعار الكتب المطورة من رياض الأطفال حتى الخامس الابتدائى يجب على ولى الأمر سدادها، لأنها مستحقات مالية يتم توريدها إلى شركات خاصة التى قامت بطباعة الكتب وتأليفها.

أسعار الكتب مرتفعة
وتطرقت فاطمة فتحي، مؤسس جروب «تعليم بلا حدود» على «فيسبوك»، لمشكلة أخرى يعانى منها طلاب المدارس الرسمية لغات ترتبط بإجبار أولياء الأمور على شراء الكتب الدراسية من المدرسة بأسعار مرتفعة عن التى تتوفر بها فى الأسواق الخارجية والمكتبات، مشيرة إلى أن الكتب الدورية تبرر شراء الكتب من المدرسة لدعم المصروفات الخاصة بالأنشطة فى حين أن المصروفات المدرسية تتضمن بندًا لدعم الأنشطة وتطوير اللغات والمعامل، وأن مصروفات الكتب تصل لـ1300 جنيه، وقد يتجاوز هذا الرقم سعر المصروفات المدرسية.

وشكت فاطمة من عدم تنفيذ قرار وزارة التربية والتعليم الخاص بتقسيط مصروفات المدارس الرسمية لغات (التجريبية)، وهو ما يتكرر بالمدارس الخاصة، وأبدت تخوفها من تأخر وصول كتب الصف الخامس الابتدائى التى أعلنت الوزارة أنها مازالت فى مرحلة طباعتها بعد إدخال تعديلات على مناهجها فى حين أن الكتب الخارجية الموجودة بالأسواق منذ شهر تضمنت تلك التعديلات التى طالت أيضًا الصف الرابع الابتدائي.

وتتخوف من أن يكون التخفيف الجديد فى المناهج ليس كافيًا لأن الطلاب سيخوضون أول امتحانات الشهر المضافة للمجموع وفقًا للقرارات الخاصة بأعمال السنة نهاية الشهر الجارى وقد لا يكونون قد تسلموا الكتب فى حال تأخرها بخلاف وجود مواد تعانى بالأساس عجزاً كبيراً فى المعلمين مثل مواد الأنشطة التى تتضمن «التوكاستو» والدين والقيم ومادة التكنولوجيا، والأخيرة فتحت الباب لحصول الطلاب على دروس خصوصية للتعامل مع ندرة معلميها.

قرارات جديدة
واتخذ وزير التعليم جملة من القرارات الجديدة التى ستطبق هذا العام ومن المتوقع أن تسهم فى زيادة انتظام الطلاب داخل المدرسة دمج التكنولوجيا فى البرنامج الدراسى من خلال تحقيق نسبة الـ25% من حصص مشاهدات القنوات التعليمية بالمدارس من خلال قناة «مدرستنا (1، 2، 3)» فى العملية التعليمية، بمختلف مراحل التعليم.

وفيما يتعلق بأعمال السنة فى صفوف النقل، أوضح الوزير أنها ستقسم كالتالى (5% للسلوك، و5% مواظبة، و10% اختبار سريع وقصير يعده موجه المادة ويكون على مستوى المدرسة؛ لضمان الحوكمة؛ بحيث يحصل الطالب على الدرجة الأعلى من أعمال السنة بواقع شهرين لكل ترم لسنوات النقل).

واستحدث الوزير مادة «المشروعات البحثية» وهى مقررة على الطلاب بدءًا من الصف السادس الابتدائى وحتى الصف الثانى الثانوى باستثناء الشهادة الإعدادية، والتى ستكون بحثا لكل فصل دراسي، وهى مادة رسوب ونجاح ولا تضاف للمجموع، وتتناول المشروعات والإنجازات القومية والتحديات الكبرى التى تواجه الدولة، وينفذها الطالب فى مجموعات من 3 إلى 5 طلاب بحيث يكون المسئول عنها رائد الفصل.

وفيما يتعلق بطلاب الصفين الرابع والخامس الابتدائى أصدر قرارا بأن تنقسم الاختبارات فيها لثلاثة اختبارات فى الفصل الدراسى الواحد، الأول يستهدف أجزاء المقرر التى تم تدريسها فى الشهر الأول، والثانى يستهدف أجزاء المقرر التى تم تدريسها فى الشهر الثاني.

وبالنسبة لصفوف النقل من السادس وحتى الثانى الثانوى سيكون هناك ثلاثة اختبارات فى الفصل الدراسى الواحد، الأول يستهدف أجزاء المقرر التى تم تدريسها فى الشهر الأول من بداية كل فصل دراسى وتكون على مستوى المدرسة، والثانى يستهدف أجزاء المقرر التى تم تدريسها فى الشهر الثانى من بداية كل فصل دراسى وتكون على مستوى المدرسة، واختبار بنهاية الفصل الدراسي.

الثانوية العامة
وفيما يخص الثانوية العامة، أوضح الوزير أن مركز تطوير المناهج يقوم بإعداد دليل الطالب فى كل مادة والذى يحتوى على الأنشطة، والرابط الخاص بالدروس والموضوعات الدراسية، ووصفًا للمقرر، مضيفًا أنه سيتوافر لدى الطلاب نموذجان للتدريب على الامتحانات، وأن الورقة الامتحانية تشتمل على أسئلة اختيار من متعدد، وأسئلة مقالية لا تتعدى 15% من الامتحان حسب طبيعة كل مادة، ويجيب الطالب عن أسئلة الاختيار من متعدد «البابل شيت»، أما الأسئلة المقالية القصيرة فيجيب عنها فى كراسة الأسئلة، وتم تدريب 5000 معلم على النظام الجديد والممارسات التدريسية وكيفية إعداد مفردات اختبارية على هذا المستوى.

وأوضح أن الوزارة تدرس مشروع قانون لإمكانية أن يعيد طالب شهادة الثانوية العامة السنة كاملة على أن يكون ذلك فى جميع المواد بآليات تراعى مبدأ تكافؤ الفرص وحرصًا على مصلحة الطلاب.