محمد الهواري يكتب: نصر أكتوبر

محمد الهواري
محمد الهواري

تحتفل مصر بذكرى أنتصارات أكتوبر المجيدة التى أعادت الأرض المحتلة ورفعت شأن الوطن وقدراته الفذة على تحدى الصعاب وأثمرت انتصارات أكتوبر عن أبطال القوات المسلحة العظام فمنهم من ضحى بحياته أو أصيب ومنهم من بقى على قيد الحياة حتى الآن معتزا بمشاركته فى أكبر انتصار تحققه مصر ومن هؤلاء الابطال الدكتور مهندس أحمد شيرين فوزى محافظ المنوفية الأسبق الذى تلقيت منه هذه الرسالة عن ذكرياته فى انتصارات أكتوبر.

يقول الدكتور شيرين فى رسالته كنت أصغر دفعة تخرجت فى الكلية الفنية العسكرية عام ٧٢ والتى شاركت فى انتصارات أكتوبر 73 وكانت خدمتى بأحد تشكيلات القوات الجوية وكنت برتبة نقيب خلال الحرب.. وقمت بعمل تعديل لدوائر التسليح لبعض الطائرات حتى تستطيع أن تقوم بمهام إضافية وقد أبليت بلاء حسنا فى هذه الحرب وأود أن أذكر بعض الأسباب الرئيسية للنصر فى حرب أكتوبر.

أولا: وجود القادة العظام الأكفاء وعلى رأسهم الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام.

ثانيا: السرية التامة فى تجهيزات المعركة وميعاد قيامها ففى صباح يوم السبت 6 أكتوبر 73 وفى إحدى القواعد الجوية قمنا بتجهيز الطائرات لطلعة جوية لا نعرف الغرض منها والهدف المقصود وكانت المعلومات المتوافرة انها طلعة تدريب بذخيرة حية.

ثالثا: التدريب الجيد والروح المعنوية العالية لافراد الجيش والتصميم على استرداد الأرض المغتصبة وقد أكد المشير حسين طنطاوى فى لقاء معه على أن الأسباب الثلاثة هى من أهم الأسباب التى أدت إلى نصر أكتوبر.

ومن مفارقات القدر أن نفس الوحدة التى خدمت بها اثناء الحرب وزملائى الثلاثة اصبحوا وزراء للطيران المدنى وهم الرائد حسين مسعود والنقيب وائل المعداوى والنقيب عبدالعزيز فاضل لذا اطلقت على هذه الوحدة انها الوحدة التى اخرجت ثلاثة وزراء ومحافظاً.

وأود أن أذكر أنه كما كانت حرب اكتوبر هى حرب استرداد كرامة الشعب المصرى والأرض المغتصبة فإن ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى من قيادة ثورة لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر وهى ثورة إنقاذ مصر فى 30 يونيو وثورة أخرى أكثر صعوبة وهى ثورة الإصلاح والتنمية فى جميع المجالات.

إن ذكريات نصر أكتوبر المجيد تلوح دائما فى الأفق كلما احتفلنا بهذه الذكرى العظيمة وفى ظل الجمهورية الجديدة التى نقلت البلاد إلى حياة عصرية رغم كل التحديات.