سهام محمد محمد رزق تكتب: سر السعادة

سهام محمد محمد رزق
سهام محمد محمد رزق

بقلم: سهام محمد محمد رزق

عندما نتأمل فى حال كل من حولنا نجده يبحث عن سعادته، ويحاول جاهدًا أن يصل بكل الطرق إلى ما يظن أنه سر سعادته ، وتختلف وجهات نظرنا فيما تحقق به سعادتنا ، فمنا مَن يظن أن سر سعادته يكمن فى الحصول على مالٍ كثير ، ومنّا مَن يظن أن سر سعادته يكون فى الحصول على وظيفة ، ومنّا مَن يرى أن سعادته تتحقق فى زواجه وتكوين أسرة ..... وهكذا تختلف وجهات النظر فيما تكون فيه سعادة المرء حتى أصبحت الحياة تنافساً وصراعاً ،فتحقق فينا قول الله تعالى « ألهاكم التكاثر ،حتى زرتم المقابر»، وأصبح كل منا مشغولاً بغيره ؛ معددًا ما ينقصه .

فعجبًا : كيف للإنسان أن يحصر سر سعادته فى أمر من أمور الدنيا الفانية ؟ كيف له أن ينسى أن الدنيا مجرد متاع زائل مهما زان وطال ؟ كيف ينسى أن الآخرة هى الحياة الحقيقية الباقية كما قال تعالى :« وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون «كيف له أن يغفل عن قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم- :« ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس».

والعجيب أنّ كثيراً منّا عندما يصل إلى ما كان يتمنى ، يجد نفسه تتطلع إلى مزيد مما يسبب لها شقاءً من جديد ، ولكن ينبغى على كل مسلم أن يعلم علم اليقين أن سعادته الحقيقية تكمن فى الرضا بما قدره الله تعالى وحمده تعالى على السراء والضراء ، وشكره على نعمه التى لا تحصى ،وإيمانه بأن الله هو المانع  المعطى فهو الحكيم الخبير لا يقدر إلا مافيه الخير لعباده قال تعالى « ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير » .

ولا مانع أن تتطلع النفس إلى شىء يسعدها فى دنياها كما قال تعالى :« ولا تنس نصيبك من الدنيا» ، ولكن أن تحصر سعادتها فى أمر دنيوى زائل ، وأن توقف حياتها عليه إذا لم يتحقق فهذا هو عين الشقاء والخسران .