عبور .. مستمر

محمد عدوى
محمد عدوى

دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬هناك‭ ‬رهان،‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬هناك‭ ‬هدف،‭ ‬الماضي‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل،‭ ‬ما‭ ‬يطرأ‭ ‬على‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬عابر،‭ ‬يدخل‭ ‬خلسة،‭ ‬يتسلل‭ ‬مثل‭ ‬لص‭ ‬في‭ ‬الظلام،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يستمر‭ ‬كثيرا،‭ ‬الكبوات‭ ‬تجد‭ ‬دائما‭ ‬الرهان‭ ‬حاضر‭ ‬فتركع،‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب‭ ‬هي‭ ‬الرهان‭ ‬الحقيقي‭.‬

قبل‭ ‬49‭ ‬عاما‭ ‬كان‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نعود،‭ ‬نرفع‭ ‬رايات‭ ‬الانتصار‭ ‬ونسترد‭ ‬الأرض‭ ‬والكرامة،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬شعب‭ ‬ووطن‭ ‬أبي‭ ‬الاستسلام‭ ‬لعجرفة‭ ‬وخرافات‭ ‬الآخر،‭ ‬تم‭ ‬التخطيط‭ ‬بنجاح،‭ ‬ظهر‭ ‬رجال‭ ‬صدقوا‭ ‬ما‭ ‬عاهدوا‭ ‬الله‭ ‬عليه،‭ ‬فكانت‭ ‬ملحمة‭ ‬العبور‭ ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬كان‭ ‬النصر‭ ‬حليفا‭ ‬لإرادة‭ ‬الشعب،‭ ‬كان‭ ‬أبناء‭ ‬مصر‭ ‬المخلصين‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬حديث‭ ‬العالم‭ ‬وكانوا‭ ‬فخرنا‭ ‬وعزنا،‭ ‬تمر‭ ‬الأيام‭ ‬ويبقى‭ ‬الانتصار‭ ‬رمزا‭ ‬ويبقى‭ ‬النصر‭ ‬علامة‭ ‬ويبقى‭ ‬الرهان‭ ‬مستمرا،‭ ‬تمر‭ ‬مصر‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬معدن‭ ‬المصري‭ ‬وصلابته‭ ‬حاضر،‭ ‬الانتصارات‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المعارك‭ ‬وبالسلاح،‭ ‬هناك‭ ‬انتصارات‭ ‬أخرى،‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬أخرى‭ ‬وهدف‭ ‬اخر،‭ ‬ان‭ ‬تصنع‭ ‬بلدا‭ ‬وتخرجها‭ ‬من‭ ‬حال‭ ‬الى‭ ‬حال‭ ‬هو‭ ‬انتصار،‭ ‬ان‭ ‬تغير‭ ‬العيشة‭ ‬وتحول‭ ‬الحياة‭ ‬الى‭ ‬حياة‭ ‬تليق‭ ‬بشعب‭ ‬يستحق‭ ‬هو‭ ‬انتصارا،‭ ‬ان‭ ‬تشيد‭ ‬وتنبنى‭ ‬وتجعل‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬أسهل‭ ‬هو‭ ‬انتصار‭.‬

عبرنا‭ ‬قبل‭ ‬49‭ ‬عاما،‭ ‬فرحنا،‭ ‬وانطلقنا،‭ ‬مرت‭ ‬السنوات‭ ‬وتعثرنا،‭ ‬أشياء‭ ‬تحدث‭ ‬للدول‭ ‬والأمم،‭ ‬لكن‭ ‬العبور‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬والفرحة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬حبيسة‭ ‬يوم‭ ‬كرامة‭ ‬مر،‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬وطن،‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬عقيدة‭ ‬راسخة‭ ‬للرجال،‭ ‬كان‭ ‬الرهان‭ ‬حاضرا‭ ‬وكانت‭ ‬الأحلام‭ ‬تداعبنا،‭ ‬تنبني‭ ‬ونعمر،‭ ‬نعبر‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬خطوطا‭ ‬كثيرا،‭ ‬سوف‭ ‬نعبر‭ ‬بالناس‭ ‬وللناس،‭ ‬سوف‭ ‬نعبر‭ ‬والعبور‭ ‬مستمرا‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬عبور‭ ‬يتم‭ ‬هناك‭ ‬مدد‭ ‬وسند‭ ‬وحقيقة،‭ ‬في‭ ‬العبور‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬المدد‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬وكان‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬سند‭ ‬وكانت‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬الانتصار،‭ ‬في‭ ‬عبورنا‭ ‬الجديد‭ ‬هناك‭ ‬هدف‭ ‬مغاير‭ ‬لكن‭ ‬التركيبة‭ ‬واحدة،‭ ‬والنتيجة‭ ‬واحدة‭.‬

في‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬العدو‭ ‬واضحا‭ ‬وجلى‭ ‬وظاهر،‭ ‬نعرف‭ ‬مكانه‭ ‬وما‭ ‬يضمر‭ ‬لنا‭ ‬وما‭ ‬يخطط‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬تعاملنا‭ ‬معه‭ ‬بحسم‭ ‬وبقوة‭ ‬وتصدينا‭ ‬لكل‭ ‬خطواته‭ ‬وألاعيبه،‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬العدو‭ ‬منا‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬ليس‭ ‬منا‭ ‬أيضا‭ ‬ونعرفه‭ ‬ونعرف‭ ‬خطواته،‭ ‬نعلم‭ ‬مساعيه‭ ‬وهدفه،‭ ‬تغيرت‭ ‬الأساليب‭ ‬وتغيرت‭ ‬المعطيات‭ ‬لكن‭ ‬الهدف‭ ‬واحد،‭ ‬من‭ ‬49‭ ‬عاما‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬واحد،‭ ‬إسقاط‭ ‬مصر،‭ ‬أضغاث‭ ‬أحلام‭ ‬تراود‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬ويعرفون‭ ‬ارادة‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬يستشعرون‭ ‬غضب‭ ‬الرجال‭ ‬وعقيدتهم،‭ ‬من‭ ‬لايعرفون‭ ‬الوطن‭ ‬ومعناه‭ ‬من‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬مجد‭ ‬زائف‭ ‬ومصالح‭ ‬شخصية،‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬مصر‭ ‬ولا‭ ‬رجالها‭.‬

في‭ ‬ماضينا‭ ‬وحاضرنا‭ ‬ومستقبلنا‭ ‬هناك‭ ‬دائما‭ ‬قاعدة‭ ‬أساسية،‭ ‬هناك‭ ‬دائما‭ ‬خطة‭ ‬عبور‭ ‬مستمرة،‭ ‬هناك‭ ‬دائما‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬صدقوا‭ ‬ما‭ ‬عاهدوا‭ ‬الله‭ ‬عليه،‭ ‬هناك‭ ‬دائما‭ ‬السند‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذين‭ ‬يكتبون‭ ‬التاريخ‭ ‬ويغيرونه،‭ ‬في‭ ‬1973‭ ‬تغير‭ ‬التاريخ،‭ ‬وفي‭ ‬2022‭ ‬يتغير‭ ‬التاريخ‭ ‬وفي‭ ‬2050‭ ‬سوف‭ ‬يتغير‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر،‭ ‬إرادة‭ ‬الوطن‭ ‬باقية‭ ‬وعزيمة‭ ‬الرجال‭ ‬المحبين‭ ‬والمخلصين‭ ‬حاضرة،‭ ‬بالأمس‭ ‬كان‭ ‬الانتصار‭ ‬واليوم‭ ‬الإنجاز‭ ‬وغدا‭ ‬الإعجاز‭ ‬يتحقق‭.‬

وعد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬نسل‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬عاهدوا‭ ‬وصدقوا،‭ ‬وعد‭ ‬بأنها‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬“قد‭ ‬الدنيا”،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وعدا‭ ‬انتخابيا‭ ‬ولا‭ ‬دعاية‭ ‬ولا‭ ‬مجرد‭ ‬حلم،‭ ‬كان‭ ‬وعدا‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬ومقدرة‭ ‬وإرادة،‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬يعي‭ ‬أهمية‭ ‬مصر‭ ‬وقدرة‭ ‬شعبها‭ ‬وقدره،‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬يحلم‭ ‬ويخطط‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬بالحلم‭ ‬والتخطيط،‭ ‬عمل‭ ‬وبدأ‭ ‬في‭ ‬التحدي،‭ ‬تغيرت‭ ‬المعالم‭ ‬رغم‭ ‬الصعاب،‭ ‬تجاوزنا‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬والهدف‭ ‬واضح‭ ‬ومحدد‭ ‬والعبور‭ ‬مستمر‭.‬

فى‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭ .. ‬تحيا‭ ‬مصر‭ ‬وسوف‭ ‬تحيا‭ ‬وهى‭ ‬تحيا‭ ‬،‭ ‬بـ‭ ‬إرادة‭ ‬الوطن‭ ‬والحلم‭.‬

[email protected]