في الذكرى 49 لـ حرب أكتوبر| أفلام «ساعة الصفر» خلدت النصر

ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر

هبة الخولى

شهدت السينما المصرية عشرات المحاولات لتقديم أعمال تعبر عن نصر أكتوبر، وذلك بعد أسابيع قليلة من الحرب وحتى سنوات قليلة مضت حينما تم تقديم فيلم الممر، وبالتأكيد الأعمال ستظل مستمرة عن تلك الملحمة الحربية، لكن هل ما تم تقديمه عبر بالفعل عن الحرب بما يليق بقيمة هذا الحدث مصريا وعربيا، دعونا نمر سريعا على تلك الأعمال منذ 1973 وحتى "الممر".

مرحلة الاهتمام بالأفلام الحربية في مصر جاء بعد هزيمة 1967، وقد يكون أبرز تلك الأعمال هو فيلم "الممر" ، الذي أرخ لأول معارك مع بعد النكسة، لكن الانفجار الحقيقي في الأعمال جاء عقب النصر، وظل معدل الإنتاج في تصاعد حتى نهاية السبعينيات، بعدها عاد للتراجع لدرجة أن الفرق بين فيلم "الممر" آخر الأعمال المقدمة عن إنجازات الجيش المصري في حرب الاستنزاف ، وبين آخر عمل سبقه كان أكثر من 15 عامًا، حيث كان آخر عمل قبل "الممر" هو فيلم "يوم الكرامة" عام 2004.

المميز في “الممر” تحديدا، أنه العمل الوحيد – تقريبا - الذي تناول قصة عملية عسكرية كنقطة رئيسية في العمل، عكس أغلب الأفلام الحربية السابقة التي تناولت الحرب على هامش الحدث، في حين كان أغلب تفاصيل العمل إنتقادات لفترة ما بعد النكسة، أو لقصص اجتماعية. 

كما أن فيلم "الممر" يعد العمل الحربي الأكثر نجاحا ضمن كل ما قدم في تاريخ السينما المصرية، وذلك بإيرادات بلغت 105 مليون جنيه في فترة عرضه القصيرة، قبل أن يتم التوجيه بعرضه تليفزيونيا بشكل مجاني.  

الفيلم شارك في بطولته فريق عمل كبير من النجوم، على رأسهم "أحمد عز والتونسية هند صبري والأردني إياد نصار وأحمد رزق وأحمد فلوكس" ، والعمل تأليف وإخراج شريف عرفة وسيناريو أمير طعيمة.

البطل الأول

يعد الفنان الراحل محمود ياسين أيقونة الأعمال الحربية الخاصة بحرب أكتوبر، فهو أكثر الممثلين الذين شاركوا في بطولة هذه النوعية من الأعمال، حيث بلغ عدد أعماله 6 أفلام، قدم فيها العديد من الأدوار، من جندي مقاتل في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وصولًا إلى قائد قوات الدفاع الجوي في فيلم "حائط البطولات"، ولعل من أبرز هذه الأفلام “أغنية على الممر” الذي يظهر فيه ياسين ضمن الجنود الذين يتعرضون لقصف بطائرات العدو، ويظلوا محتجزين في ممر بالصحراء أثناء حرب الاستنزاف، وتدور أحداثه حول 5 جنود محتجزين في ممر بالصحراء بعد أن يتم إستهداف جميع زملائهم بالكتيبة ويستشهدون، ينقطع الخمس جنود عن العالم تمامًا، وترصد أحداث الفيلم حياة كل واحد منهم، حتى تستهدفهم طائرات العدو مرة أخرى ويستشهد 3 منهم.

شارك ياسين أيضا في فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي”، الذي جسد  معاناة جندي في فترة ما بعد النكسة، حيث يستقبله أهل قريته بشكل غاضب وساخر من هزيمته، ليشارك بعدها في حرب الاستنزاف، ويقرر أن يتزوج الفتاة التي يحبها، لكن تقوم حرب أكتوبر ويرفع علم مصر على الأراضي المحتلة.

ثالث أفلام محمود ياسين كان “الوفاء العظيم”، والذي يتناول قصة حب “ولاء” و”صفوت”، وبسبب مشاكل عائلية يتم رفض زواجه من حبيبته، لكن نصر أكتوبر يغير موقف الأهل من تلك الزيجة.. الفيلم من بطولة نجلاء فتحي، محمود ياسين، سمير صبري وكمال الشناوي، وتأليف فيصل ندا، وإخراج حلمي رفلة، وتم إنتاجه عام 1974.

مرة أخرى يتعاون محمود ياسين مع نجلاء فتحي في فيلم عن الحرب، وهو “بدور”، الذي تم إنتاجه عام 1974، وتدور أحداثه حول شابة تقوم بالنصب والاحتيال، حتى يتعرف عليها صابر (محمود ياسين)، ويساعدها في العيش بطريقة شريفة، وتتخلل الأحداث حرب أكتوبر، حيث يتم تجنيد “صابر” ليعود بعد فترة من النصر، وبعد يأس الأهل من عودته.. الفيلم إخراج نادر جلال.

خامس أفلام محمود ياسين، هو “الظلال في الجانب الآخر”، وأيضا شاركت في بطولته نجلاء فتحي، وشاركهما البطولة مديحة كامل، وإخراج خالد شعث، وتدور الأحداث حول علاقة حب بين “محمد” و”روز”، مع خلفية عن أجواء الحرب والظروف السياسية التي عاشتها مصر قبل وأثناء النصر.

آخر أفلام محمود ياسين الحربية كان “حائط البطولات”، حيث قدم دور قائد قوات الدفاع الجوي، الفيلم ظل حبيس الأدراج لسنوات، وثار حوله الكثير من الجدل، حيث عرض عام 2014، رغم أنه تم إنتاجه في نهاية التسعينيات. 

العمر لحظة

للفنانة ماجدة الصباحي دورا بارزا أيضا في الأفلام الحربية التي تناولت النصر، فرغم أنها لم تقدم سوى عمل واحد، لكنها قامت بإنتاجه وبطولته، ما يعني أنها تحمست للمشروع بالكامل، وهو فيلم “العمر لحظة”، والذي تم تصوير عدد من مشاهده في أماكن المعارك الحقيقية.. الفيلم كان مشروع وطني بالنسبة لماجدة، حيث صرحت أنها لم تسعى للربح منه أكثر من أن تكون جزء من النصر، لذلك ظهر الفيلم كأحد أبرز أفلام الحرب وأشهرها حتى الآن، رغم أن قالب الأحداث يدور أغلبه داخل القاهرة حيث فترة ما بعد النكسة بكل ما حملته من مشاكل داخلية، وحتى تغيير النصر للمعادلة السياسية والاجتماعية في مصر.

أبناء الصمت 

من أبرز الأفلام التي قدمت أيضا عن حرب أكتوبر، “أبناء الصمت”، الذي تدور أحداثه داخل خنادق الجنود على الجبهة الغربية للقناة في الفترة من بعد النكسة وحتى النصر، والفيلم تم إنتاجه عام 1974، وشارك في بطولته أحمد زكي، السيد راضي، سيد زيدان، نورالشريف، محمد صبحي وميرفت أمين، وإخراج محمد راضي.

الطريق إلى إيلات 

لا يمكن أن تحل ذكرى حرب أكتوبر ولا يعرض هذا العمل الضخم إنتاجيا، رغم أنه لا يتناول حرب أكتوبر، بل يتناول عمليات بحرية تمت في فترة حرب الاستنزاف، الحديث هنا بالتأكيد عن فيلم “الطريق إلى إيلات”، الفيلم يدمج أثنين من العمليات البارزة في تاريخ البحرية المصرية، وهو تدمير الرصيف الحربي في ميناء إيلات، والعملية الثانية تدمير المدمرة الإسرائيلية الشهيرة “بيت شيفع”.. الفيلم إخراج إنعام محمد علي، وسيناريو وحوار فايز غالي، وإنتاج عام 1993، وبطولة عزت العلايلي، نبيل الحلفاوي، صلاح ذو الفقار، ناصر سيف، اللبنانية مادلين طبر  ومحمد سعد.

يوم الكرامة 

“يوم الكرامة” هو آخر الأفلام إنتاجا قبل “الممر”، حيث أنتج عام 2004، ويتحدث عن دور القوات البحرية المصرية في الفترة التي تلت حرب 1967.. الفيلم شارك في بطولته أحمد عز، سمية الخشاب، محمد رياض، ياسر جلال ومحمود قابيل.

سينما وثائقية

هناك عديد من الأعمال التي قدمت عن حرب أكتوبر من خلال الأفلام الوثائقية أيضا، والتي حرصت فيها عدد من الجهات على توثيق هذه اللحظة التاريخية، ومن أبرز هذه الأفلام التي عرضت مؤخرا “وثائق النصر.. أكتوبر 73 أسرار وحكايات وعبور للمستقبل”، الذي كشف خداع الجيش المصري  للجيش الإسرائيلي، عن طريق وصول خبر الحرب للجانب الإسرائيلي لكن أنها ستكون في السادسة مساءً، أي متأخرة عن الموعد الحقيقي بـ4 ساعات.

كما عرض فيلم وثائقي آخر بعنوان “عن قرب”، وهو قصة الخداع الاستراتيجي الذي حدث قبل انتصارات أكتوبر المجيدة، وكيف أدارت الدولة المصرية الخطة للتمويه وخداع العدو الإسرائيلي، ويقدم الإعلامي أحمد الدريني، الفيلم الجديد الذي يقدم حكايات وشهادات كثير من الأطراف عن خطة الخداع وفكرة نشر خبر انتشار العدوى بالمستشفيات وكيف تدرب الجنود المصريون على العبور بعيدا عن الأعين، وما دور أخبار حسن شحاتة والمدرب المجري هيديكوتي في خطة التمويه الجديدة، ويتضمن الفيلم حوارات مع شهود عيان تحدثوا عن كيف استطاع الرئيس الراحل محمد أنور السادات وقادة الجيش خداع العدو، من خلال تطبيق خطة الخداع الإستراتيجي على عدة مستويات، وجاء في مقدمتها “سر الوباء الوهمي” الذي ضرب مستشفيات مصر قبل حرب أكتوبر بشهر، كما يتناول سر رحلة الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، خلال حرب أكتوبر، إلى المغرب.

أقرأ أيضاًl أول فيلم تسجيلي عن حياة أم كلثوم.. قصة المجهود الحربي