عام يفصلنا عن أكتوبر الذهبى، حيث تمر خمسون عاما على النصر العظيم. أجيال عديدة لم تعش هذه الأيام المجيدة وواجهت حملات لم تتوقف يوما عن استهداف ذاكرة الوطن وتشويه كل جميل فيه.
أعداؤنا لم يتوقفوا يوما عن التآمر حتى لا نستكمل ما بدأناه فى أكتوبر. فعلوا كل شىء لكى لا تصبح أكتوبر أسلوب حياة نبنى به مصر التى نحلم بها.. بالعلم والعمل، وبالتخطيط السليم لحشد كل الجهد الوطنى وراء ما نسعى إليه. ولم يكونوا وحدهم. كان معهم من صلوا لله شكرا على هزيمة الوطن فى ٦٧، ومن كان كل همهم أن يسرقوا ثمار النصر مهما كانت العواقب.
وعلى مدى السنين تتعدد المعارك لكن الهدف واحد.. أن نبنى مصر التى نحلم بها، وأن نحمى ما نبنيه من أعداء لا يقلقهم إلا رؤية مصر القوية بشعبها وجيشها، وبجهدها المتواصل من أجل دولة تقوم على العدل والحرية، ويرتفع فيها البنيان بالعلم والعمل.
والآن ونحن على مشارف العام الخمسين بعد حرب أكتوبر، وفى ظل التحديات الكبيرة التى نواجهها، فإننا نثق تماما فى أن أكتوبر لا ينبغى أن يكون استثناء، بل أن يكون هو من يحكم حياتنا بدروسه العظيمة، وبقاعدته الأساسية التى أكدت أننا نستطيع بالعلم والعمل وبأقل الإمكانيات أن نحقق أهدافا كان الكثيرون يعتبرونها من المستحيلات.
عام اليوبيل الذهبى لانتصار أكتوبر يجب أن يكون فرصة لإنعاش الذاكرة الوطنية، ولوضع الصورة كاملة أمام أجيال جديدة عن سنوات صعبة وعظيمة عبرنا خلالها من مرارة الهزيمة إلى قمة النصر. نتذكر لا لنعيش فى الماضى، ولكن لكى نستوعب الدرس وندرك حجم تضحيات الآباء وقيمة ما حققوه من إنجازات. نتذكر لكى يثق الأبناء فى قدرتهم على قهر كل التحديات التى تواجهنا اليوم وغدا، وأن يصنعوا فى كل يوم فجرا جديدا مثل فجر النصر الذى أطل علينا فى أكتوبر العظيم.
