فاتن عبدالرازق تكتب: ملحمة إرادة وصمود

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

رغم مرور ٤٩ عاما لازلت اتذكر الحدث العظيم بكل تفاصيله لازالت ترن فى اذنى اصوات تكبيرات المواطنيين فى شوارع مصر وهم يهللون فرحين بأول صوت ينطلق من الإذاعه ظهر يوم السادس من اكتوبر عام ١٩٧٣ معلنا انتصار رجال قواتنا المسلحه البواسل ونجاحهم فى عبور قناة السويس أكبر مانع مائى فى العالم وتحطيم أقوى الخطوط العسكريه تحصينا فى ذلك الوقت «خط بارليف» لازلت استرجع بوضوح صوت زئير الطائرات العسكريه المصريه الضخمة التى تطير على ارتفاع منخفض فى سماء القاهره منطلقه الى منطقة قناة السويس لحماية المدن والمنشآت والمشاركة فى العمليات القتالية.

إنها حرب اكتوبر المجيده ملحمة الإراده والصمود المصريه فى أروع صورها الإراده السياسية وقوتها المسلحة التى خططت ونفذت وانتصرت وسجلت فى صفحات التاريخ أروع الانتصارات التى أذهلت العالم وأعادت لمصر والعرب العزه والكرامة وأرض سيناء الحبيبة مغلفة بعشرات بل مئات من قصص البطولة والفداء التى تصلح أن تكون أعمالا فنيه مشوقة ومشرفة ونموذجا للتضحيه والفداء والثقه بالنفس وصمود الشعب فى أبهى صوره الذى ساند قيادته وقواته المسلحه وكان عونا لهما على مدى سنوات حرب الاستنزاف التى سبقت حرب اكتوبر المجيده بالتشجيع والدعم وتحمل العديد من التحديات وفى مقدمتها عدم توافر المواد الغذائيه وكان جنودنا البواسل هم الدرع والسيف الذى حمى مصر وشعبها وحول اراضى سيناء الى مقبرة للغزاه هؤلاء الجنود الذين ضحوا بارواحهم الطاهره ورووا بدمائهم الذكيه أرض الفيروز التى شهدت استشهاد الآلاف من المصريين الأبطال ومن بينهم شقيقى المقدم محمود سعيد عبدالرازق الذى صعدت روحه إلى بارئها يوم التاسع من اكتوبر خلال أكبر معركه للدبابات عرفها العالم كما أكد الخبراء وذلك بعد أن نجح وزملاؤه الأبطال فى الوصول إلى المواقع العسكريه بسيناء.

ما أحوجنا الآن ونحن نبنى جمهوريتنا الجديده بكل الآمال والطموحات أن نستلهم من هذه الملحمه الوطنيه التاريخيه الطاقه الايجابيه والقدوة التى تدفعنا لمزيد من العمل والتنمية على كل بقعة من أرض مصر ولا ننسى تقديم التحية والتقدير لأبطال قواتنا المسلحة وأن نرسل أجمل باقات الزهور مغلفة بالدعوات لأرواح شهدائنا الكرام فى عليين.