محمد الشماع يكتب: المشاركة فى الافتتاح لا تكفى!

محمد الشماع
محمد الشماع

توفير كل احتياجات الدولة من أحدث التقنيات والتكنولوجيات فى مجالات الاتصالات والرقمنة، لتقديم الخدمات للاستثمار وإقامة المشروعات الصناعية والإنتاجية، وإصدار تراخيص إقامة المبانى والخدمات المرورية والأحوال المدنية والشهر العقارى والضرائب والجمارك والشمول المالى بهدف التيسير على جمهور المتعاملين وسرعة أداء الخدمات وإنهاء المشروعات ومكافحة الفساد.

يأتى ذلك فى إطار خطة تطوير الجهاز الإدارى للدولة ورفع كفاءته لتحقيق زيادة فى النمو وجذب المزيد من الاستثمارات الداخلية والخارجية.
وتلك مجهودات تستحق كل التقدير والتفانى فى الحفاظ على استمرارها وتطويرها حتى تؤدى الهدف المطلوب.

كل تلك الإنجازات وتكلفتها المادية العالية يتحكم فى تشغيلها العنصر البشرى وهو الموظف الذى يشرف على تشغيلها وحسن أدائها لكى تحقق الأهداف المطلوبة التى أنشئت من أجلها، العديد من الهيئات والمؤسسات والوزارات حققت نجاحا كبيرا مع البدايات، لكن سرعان ما أن بدأت تظهر المشاكل التى يكون العنصر البشرى سببا فيها ويتهم بأن «السيستم» هو السبب ويقع السيستم فى اليوم الواحد أكثر من مرة فتتوقف كل الأجهزة وتمتنع عن أداء الخدمة وتحدث حالة من الشلل الكامل تمتد لعدة ساعات وربما تستغرق يوما كاملا يضطر طالب الخدمة على التردد عدة مرات لكى يحصل على الخدمة خلال فترة سقوط السيستم ويتحمل الموظف المكلف بالعمل على هذه الأجهزة ضغطاً عصبياً شديداً من جمهور العملاء ينعكس على ردود أفعال الموظفين الذين يتعاملون بغلظة وعصبية تستفز العميل الذى نفد صبره وضاع وقته وتحمل تكلفة مالية كبيرة وفى النهاية لا يحصل على الخدمة التى يحاول الوصول إليها، وفى مثل هذه المواقف يجب على الموظف أن يتصرف بحكمة وهدوء. وعلى الرؤساء والمديرين التواجد فى صالات أداء الخدمات للتعرف على المشاكل أولا بأول والعمل على حلها وتقييم الأداء لتطويره وتحديثه ورفع كفاءة الأداء للعاملين بتكثيف الدورات التدريبية واستمرارها للوقوف على كل جديد فى التشغيل والصيانة بدلا من اكتفاء كبار المسئولين بالمشاركة فى حفل الافتتاح فقط!