عاجل

د. محمد حسن البنا يكتب: روح أكتوبر «1»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

49 عاما مرت على انتصار 6 أكتوبر، ومازالت روح النصر تظلل حياتنا. هو إنجاز القرن بكل المقاييس. من عاش قبله يقدر حجم التضحيات التى تكلفها الشعب والقوات المسلحة والقيادة من أجل النصر. ومن يعيش بعده ينعم بنتائجه حتى وإن لم يدر قدره.

لهذا أناشد الجميع استحضار روح أكتوبر التى أعادت لنا وللعرب العزة والكرامة. وأعادت لمصر أرضها، وكانت قاب قوسين أو أدنى من استعادة كافة الأراضى العربية المحتلة عام 1967، لولا عقلية بعض الحكام التى أفسدت على شعوبها استرداد الأرض.

أتمنى أن نراجع التاريخ، وأن نعلمه لأولادنا لندرك حجم الانتصار الذى راح ضحيته الآلاف من الشهداء. وأن ندرك حجم الانتصار الذى حققه الرئيس أنور السادات ورجال القوات المسلحة. وأن نكف عن المقارنة بين عبد الناصر والسادات. الاثنان قادا مصر فى أصعب فترات الحياة . وقدما كل ما يستطيعان من أجل الوطن. النصر يحسب لمصر وقياداتها مهما كان الاختلاف بينهم فى الرؤى ووجهات النظر. أرجو ألا يفسد البعض علينا فرحتنا، ولتنتهى مسرحية عواجيز الفرح.

يجب أن نعلم أولادنا الانتماء للوطن وليس للزعماء. الوطن باقٍ والكل زائل، فلا داعى لغرس الضغينة بين الناس. انتصار أكتوبر الذى تحقق عام 1973 انتصار لمصر والأمة العربية. ملحمة بطولية للجيش المصرى. ومعركة استرداد الأرض والتى بدأت فى اتفاقية السلام ملحمة بطولية أيضا للقيادة السياسية. إن لم نقم بها كانت أرضنا فى سيناء لازالت محتلة كالجولان وأراضى لبنان والأردن وفلسطين. يجب أن نفخر ونعلم أولادنا نتائج هذا الانتصار العظيم.

ولا ننسى أن الشهيد محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، واجه الضغوط الداخلية والخارجية، ونجح فى خداع العدو الإسرائيلى والأمريكى على جبهات مختلفة. ولا ننسى أن حرب أكتوبر وأسرار غرفة العمليات المصرية لا تزال تبهر العالم، وموضوعات رئيسية فى المعاهد والأكاديميات العسكرية.
دعاء: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام.