علي سعدة يكتب: سوء تصرف أم تعليمات تفتقر للذكاء؟؟ 

علي سعده
علي سعده

الجمهورية الجديدة ليست شعارا .. لكنها هدف يحتاج إلى فكر جديد وعقلية متطوره للخروج من جب البيروقراطية والروتين اللتان تكبلان حركه أي دولة وتعوقان الكثير من الجهود المبذولة للنهوض والتقدم.. استوقفتني واقعة مؤسفة لا تحدث غالبًا إلا في مصر.

لم أكن أنتوي ذكر اسم البنك.. إلا أن إخفاء اسمه سيثير الشبهات نحو بنوك كثيرة وطنية قد تكون بريئة أو تتعامل مع عملاءها على الأقل بذكاء .. للأسف إنه بنك مصر .. القلعة المصرفية الكبرى التي بناها وأسسها طلعت باشا حرب.

القصه باختصار أن أحد المواطنين ذهب لإيداع شيك بمبلغ ٢٥ الف جنيه في حساب احد عملاء بنك مصر الخميس الماضي .. العميل ذو سمعه طيبه وله شهادات في نفس البنك بالملايين .. تصادف ان رصيده الجاري في هذا اليوم فارغا .. فما كان من موظف الشباك ( التللر) الا ان رفض استلام  الشيك قائلا للمودع ان حساب العميل بدون رصيد ولابد ان تسدد خمسون جنيها حتي نستطيع قبول الشيك !!!

تصرف مشين الي حد الغباء .. ماذا يمنعه من قبول الشيك وخصم عموله البنك بعد التحصيل ؟؟ وماذا يمنعه ايضا من الاتصال بالعميل واخباره بدلا من ان يفضحه امام المواطن ويقول له أن حساب العميل بدون رصيد؟؟ 

وهل ال خمسون جنيها مشكله كبري تستدعي الفضيحه لعميل يمتلك ارصده بالملايين في نفس البنك كشهادات ادخار ؟؟ 

اتفهم ان التللر ممكن ان يعتذر للمواطن بعدم وجود رصيد لو كان يريد سحب مبلغ .. لكن ان يخبره بعدم وجود رصيد وهو يودع شيك في الحساب ؟؟ حادثه لا اظن انها تحدث ابدا من بنك محترم في اي دوله حتي لو غير محترمه.

سألت احد الاصدقاء وكان مديرا لاحد البنوك الوطنيه ماذا يفعل لو كان هذا تصرف احد موظفيه؟ استنكر قائلا كنت سأعاقبه دون تردد.

النتيجه ان العميل قرر سحب كل شهادات الادخار حتي لو خسر الالاف .. وعدم التعامل نهائيا مع البنك 
الاداره فن نفتقر وجوده للاسف في معظم مؤسساتنا الكبري .. لو لم نهتم بتعليمه لتعرضنا لكارثه